تقديم :
من بين اعمال سعيد باي الممثل المسرحي والسينمائي المتميزة هناك
مسرحية “ألف ليلة وليلة ” للمخرج العالمي تيم صايل التي جابت مسارح العالم بلغات متعددة
الفنان “باي” نجم الشاشة في المغرب يتصدر العديد من النجوم العرب والمغاربة والأجانب في هذا العمل المسرحي الذي يستحضر أثرى وأغنى وأجمل حكايات الإنسانية
في تعريفه لمسرحية ” ألف ليلة وليلة” قال الفنان السينمائي والمسرحي “سعيد باي” إن العمل هو مسرحية من اخرج المخرج الانجليزي “كيم صابل” وقد قامت حنان الشيخ اللبنانية الأصل والمقيمة بلندن بالعمل على ترجمة واقتباس النص لان الاشتغال على “ألف ليلة وليلة” دام أكثر من ثلاث سنوات من حيث إعادة كتابة النص وانتقاء الممثلين وعددهم 19 ممثلا وممثلة و5 موسيقيين من العالم العربي ومن أوروبا ، فقد حرص المخرج على اختيار الممثلين من جنسيات مختلفة من سوريا ومصر والعراق من تونس من الجزائر من المغرب ومن فرنسا وانجلترا ، فيما يقدم العمل بثلاث لغات هي اللغة الفرنسية والانجليزية واللغة العربية الفصحى .
وعن طبيعة دوره في هذا العمل الضخم الذي يستحضر أهم الحكايات الكونية قال الممثل “باي” ان دوره في هذا العمل المسرحي الضخم هو دور مركب لأنني أجسد فيه أكثر من خمسة أدوار والأمر لا يعنيني وحدي لأن كل الممثلين في العمل يؤذون أكثر من دور وأنا شخصيا يقول “باي” أجسد دور وزير شهريار جعفر البرمكي ودور الصامت ودور الحلاق ودور الوزير العاشق وعدد من الأدوار الأخرى لأن العمل ” ألف ليلة وليلة ” هو عبارة عن أكثر من عشرين قصة وهناك انتقال من حكاية إلى أخرى عبر تركيبة دراماتيكية محبوكة بعناية يتم الانتقال عبرها من شخصية إلى أخرى باحترافية عالية .
” “ألف ليلة وليلة” كحكايات هي نفسها كما نعرفها في النص الأصلي باقية كما هي في العمل المسرحي ولكن يوجد هناك بعض الاختلاف بالنظر للحاجة المسرحية والضرورة المسرحية يؤكد الممثل “باي” الذي يضيف أنه تم الاشتغال على عشرين قصة من قصص “ألف ليلة وليلة” وليس سهلا ذلك في مسرحية مدتها ستة ساعات في ثلاثة أجزاء والمخرج الآن في اللحظات الأخيرة ليضع العمل المسرحي في شكله الأخير.
أماكن وفضاءات التداريب كانت أيضا بنكهة خاصة عكست عالما يقترب من حكايات النص الأصلي فجزء مهم من التداريب على هذا العمل المسرحي العالمي تمت في مدينة فاس العاصمة العلمية العريقة للمملكة حيث دامت التمارين لأكثر من ثلاث اشهر وشهد “قصر المقري” العريق هذه التداريب.. واختيار المدينة والمكان كما يؤكد الفنان “باي” اختيار ذكي من المخرج الانجليزي لأن قصر “المقري” كبناية تراثية قربنا كثيرا من جو “ألف ليلة وليلة”
وحول سؤال طرحته وق على الممثل السينمائي والمسرحي “سعيد باي” بخصوص إمكانية أن يأخذه هذا العمل المسرحي إلى العالمية (وهو الشرط الذي كانت توفره دائما السينما) قال “باي” في الحقيقة الأمر لم يكن من اختياري وللأسف كان من الممكن أن يكون المسرح أكثر عالمية من السينما ،فمثلا في المغرب هناك تأخر كبير على المستوى المسرحي ونبذل الكثير من الجهود فقط ليتعرف على الأقل العرب على مسرحنا ، ودول العالم على خلافنا يضيف “باي” لا تتوقف عن الإنتاج المسرحي.. مؤخرا كنت في فرنسا لعرض عمل مسرحي آخر مع مخرجة مسرحية فرنسية تفاجأت بأن هناك أعمالا مسرحية احتفلت بعرضها ال 2500 وكانت مفاجأة بالنسبة لي لأنها أعمال مسرحية عاشت طويلا وعاش معها الممثلون والممثلات ووجدت جمهورا أخلص لها ربما لسنوات وهذا ما نحتاجه مغربيا وعربيا أي الاهتمام بالمسرح وفسح المجال أمام طاقات جديدة للإبداع مسرحيا .
“سعيد باي” لا يعتقد أنه لدينا مشكلة نص أو إخراج عندما يتعلق الأمر بالمسرح العربي والمغربي على الخصوص بل يؤكد أنه لدينا نصوص عالمية والتي يمكن أن نشتغل عليها ولدينا كتاب مغاربة وعرب ولدينا نصوص جميلة ممكن أن تتمسرح وتعطينا أعمالا عظيمة كما انه لدينا مخرجين أكفاء فقط علينا النظر في الإمكانيات الداعمة للمسرح لدينا فنحن نعاني خصاص فيما يخص الدعم المادي واللوجستيكي للفرق المسرحية بالأساس التي تشتتغل في ظروف غير احترافية ولا تسمح بإنتاج مسرح جيد رغم الإمكانات والطاقات البشرية الهائلة .
أما عندما يتعلق الأمر بطريقة عمل الفرق المسرحية المغربية فيتفق “سعيد باي ” مع فرق عبارة عن مقاولات تعتمد على نفسها من أجل مسرح منتج له موارد ذاتية ، ولكن بالمقابل يرى أنه يجب وضع الكثير من الأمور على الطاولة، فالجمهور لم يعد يذهب إلى المسرح كثيرا وهذه من الإشكالات الكبرى فمسارحنا قليلة كبنايات بالنظر إلى الرغبة في تطوير المسرح يقول “باي” فما يسمى بالمركبات الثقافية وصالات العرض المسرحي داخلها لا تسمح بعرض مسرحي تتوفر فيه الشروط الدنيا لعمل مسرحي محترم ، دون إغفال غياب المستثمرين في القطاع وتلك من المعيقات الكبرى .
ما يحدث في العالم العربي من حراك أساسه الشارع العربي يجعل من صورة ودور الفنان محط سؤال كبير عن موقفه إزاء ما يحدث ومدى مساهمته في ذلك ..سؤال يجيب عنه الفنان “سعيد باي” انطلاقا من تجربته فهو يعتقد أن مشاركة الفنان في أي عمل فني هو نوع من التعبير على نبض المجتمع والشارع وتلك لغة الفنان ، فليس بالضرورة يضيف “باي” الخروج إلى الشارع والتظاهر لأن الفن كان ولا يزال رسالة والمثل الأكبر تجسده السينما فعندما تطلع على دور ما مفترض أن تؤذيه وتطلع على سيناريو العمل وتقبل بهما فهذا يعني انك تشارك في إبداء الرأي وتشارك أيضا في حراك المجتمع وقس على ذلك عندما يشارك الفيلم المغربي أو العربي في محافل ومهرجانات دولية.. مثلا فيلم “الرجل الذي باع العالم” للمخرجين الأخوين النوري أثناء عرضه في مهرجان لين بفرنسا تفاجأت يقول “باي” بالقدر الكبير من التجاوب الكبير للجمهور الغربي مع فيلم مغربي بقضايا مجتمعية مختلفة ومدى الأسئلة القوية التي طرحها الجمهور النوعي الغربي على ممثلين وسينمائيين مغاربة
أما فيما يخص جيل الفنانين الذي ينتمي إليه الفنان “سعيد باي” فهو لا يفضل استعمال كلمة جيل جديد وجيل قديم لأنه من هنا ومن الانطلاقة تحس أن هناك قطيعة وشرخ بين الجيلين في حين أن الفنان هو واحد وليس هناك مجايلة يوجد هناك رواد بالطبع وهم من ضحوا كثيرا في المجال الفني كي يجد جيلنا القليل من الضوء من أجل ممارسة فنية في ظروف أحسن وبدورنا نضحي من اجل أن يجد من يأتي بعدنا ضوءا أكثر للوصول إلى الاحترافية المنشودة
التعدد الذي تعرفه تجربة الفنان “سعيد باي” (السينما /المسرح /التلفزيون..) تجعل من سؤال الأفضلية لديه واردا ..”فباي” كممثل يرى إن هناك اختلاف بين الوقوف على خشبة المسرح والوقوف أمام الكاميرا سواء للسينما أو التلفزيون لان كل المواقف لها ظروفها وإحساسها ولذاتها الخاصة ، ويعطي أمثلة في ذلك مثلا في المسرح يوجد الإحساس واللذة الفورية وتكون ردة فعل الجمهور في اللحظة أي جواب الجمهور حول مدى نجاح أو فشل العمل المسرحي تتلقاه في الحال في حين انه في السينما أو التلفزيون فان عليك انتظار خروج أو عرض العمل علما انه يوجد إخراج ثاني للعمل الذي هو المونطاج ومن هنا تأتي لذة العمل التلفزيوني والسينمائي لأنه رغم مشاركتك فيه فانك تنتظر أيضا عرض العمل لتكتشف نفسك وهي لذة أخرى مختلفة لحظة مشاهدتك للفيلم لأول مثلك مثل الجمهور .