قدمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير للقراء و المهتمين و المتتبعين عملا أكاديميا جديدا و متميزا في تيمته وجادا في مضمونه، يتعلق الأمر بالمؤلف الموسوم بـ “التجارة المحظورة بالمغرب خلال القرن التاسع عشر: دراسة تاريخية”.
فمعلوم أن النشاط التجاري المحظور شكل جزءاً مستترا من حياة المجتمعات، ولا يظهر إلا عند أطرافها أو في طبقاتها السفلى، لكنه بالمغرب خلال القرن 19 المعروف تاريخيا بأنه قرن مجابهة القوى الاستعمار الطامعة في توسيع مجالاتها الحيوي، تجاوز الحالة المتعارف عليها لينتقل إلى حالة الاشتغال في العلن والانتشار والتوسع ، حيث كان للوجود الأوروبي بالسواحل المغربية دورٌ كبير في تطور الممارسات التجارية المحظورة وانتشارها وتعاظم خطرها على أمن الدولة واستقرار المجتمع. ولعل هذا ما تضمنته هذا المؤلف التي نقدمه للقراء اليوم، والذي قارب فيه معده أيضا دور العوامل الداخلية في خلق بيئة مناسبة وأحيانا حاضنة لتطور التجارة المحظورة وانتشارها واتساع دائرة المشتغلين بها والمنتفعين منها.
ومما لا مراء فيه فإن نشر هذا العمل البحثي للباحث يحيى بصراوي سيساهم في تعميم الفائدة وتحقيق التراكم المعرفي في حقل التاريخ الاقتصادي بما يضمن للمكتبة التاريخية المغربية إضافة نوعية من شأنها إغناء معرفتنا التاريخية عن قضايا مغيبة في البحث التاريخي، وتوسيع المدارك وشحذ همم الباحثين الشباب على ركوب أمواج البحث في قضايا نوعية وشائكة، تسمح لهم بإبراز ملكاتهم الفكرية ومساهماتهم البحثية.
والكتاب معروض للبيع بالمصالح المركزية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالرباط وبفضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة و التحرير الـ 104 المبثوثة عبر التراب الوطني.