بقلم : احمد رمزي الغضبان/مراكش
مبدعون كبار اسهموا بكل المحبة والتضحية ايضا من اجل الترسيخ لقيم الجمال والفضيلة في ارتباط بتصور وجيه بعالم الفن الرفيع الذي يستهدف التأسيس للعمق الانساني الراقي لم ينصفهم الاعلام ببلادهم بمختلف اجناسه، خصوصا منه الاعلام السمعي والمرئي ببلادنا أسماء كبيرة وكثيرة في مجال الابداع الوطني تحضرني، لاقف وقفة اجلال لواحد من هؤلاء المبدعين الشرفاء، الذين ضحوا بكل شيء من اجل اسعاد امتهم، فلم يحظوا من مسؤولي الامة ولا من مؤسساتها المعنية بغير الاقصاء والتهميش والتنكر، استحضر اسم المطرب والملحن المغربي الكبير الاستاذ العربي رزقي، الذي يذكرنا اسمه بزمن الابداع الغنائي المغربي في اوج الشعلة، وفي قمة الحضور كلمات ولحنا وعزفا وتوزيعا وغناء
الاستاذ العربي رزقي من الاصوات الغنائية المغربية المميزة، انطلق في مشوار كفاحه في درب الفن الغنائي والموسيقي منذ اواخر خمسينيات القرن الماضي، فكان احد ابرز الاصوات الغنائية واقواها ضمن المجموعة الصوتية في الجوق الجهوي التايعللإذاعة الوطنية/اذاعة الدار البيضاء الجهوية بقيادة الرائد الراحل ابراهيم العلمي، بعد ذلك سجل رصيدا هاما ومتنوعا من اجمل الاغنيات المغربية تعامل من خلاله مع العديد من الاسماء الكبيرة في مجالي الشعر الغنائي واللحن المغربي الاصيل مثل :احمد بنموسى والطاهر جيمي وعبد الحميد بوجندار وادريس الورياكلي ومحمد بلخياط والطاهر سباطة ومالو روان وحميد البوعجيلي وادريس العلام وادريس المصلوحي وعمر التلباني وعنبر ميلود واخرين،
كما تعامل الفنان المغربي الاصيل الاستاذ العربي رزقي مع العديد من مبدعي الاغنية المصرية ،وغنى للملحن الكبير الاستاذ رياض البندك وللشاعر فاروق المصري وغيرهما من الاخوة المشارقة المبدعين الكبار، ليتألق مع منتصف الستينيات، وليسهم في التأسيس للصرح الغنائي المغربي مع فترة السبعينيات والثمانينيات ، ثم ليتراجع عن حكمة مع فترة التسعينيات محتجا بصيغة الصمت الصارخ على التردي والاسفاف الذي ساد الاغنية المغربية،
ولان الفنان الكبير العربي رزقي يعشق فنه بصدق ومحبة ووطنية ايضا، فهو لم يعتزل، بل آثر ان يظل معتليا صهوة جواده كالفارس المغوار في ساحة اللئام الذين سخروا الفن لخدمة مطامعهم الشخصية، بينما ظل الفنان العربي رزقي محافظا على مكانته الرفيعة الى جانب صفوة من المبدعين المغاربة الاصفياء،
ولا زال حتى يومنا هذا يبدع اغنياته المغربية الاصيلة برغم الجحود الذي يجده الفنان العربي رزقي، وبرغم الاقصاء الاعلامي المغربي الذي يبعد الاغنية المغربية من البرمجة ولم يعد يهتم بحضورها ضمن برمجة وجيهة تضمن لنتاجنا الغنائي المغربي ان يتجاوز حدود الوطن الى باقي دول المعمور.
مبدع من زمن الفن الراقي الجميل. هذا هو الفنان المطرب العربي رزقي.