الجمعة , 13 ديسمبر 2024
الرئيسية » دراسات نقدية » المشهد الثقافي بسيدي مومن.. دعوة لإحياء الهوية الثقافية..

المشهد الثقافي بسيدي مومن.. دعوة لإحياء الهوية الثقافية..


التهامي غباري،

تساؤلات عديدة تطرح نفسها حول المشهد الثقافي والفكري بمقاطعة سيدي مومن بالدار البيضاء، حيث يبدو أن هذا المشهد يعاني من الإهمال والتهميش، باعتبار إن غياب المهرجانات والبرامج الثقافية الفعالة ونقص الأنشطة الفنية، والتي لا يجب أن تقتصر على الموسيقى فقط، كما لا يجب أن تقتصر على المناسبات الوطنية، لأمر يثير القلق ويستدعي انتباه المسؤولين المعنيين بالشؤون الثقافية، إذ من المؤكد أن أي مجتمع يسعى للنهضة والازدهار يحتاج إلى بيئة ثقافية غنية تعزز من وعي المواطن وتثري حياته اليومية.

دعم الجمعيات الثقافية والفنية والكتاب والمثقفين في المنطقة ليس بالأمر اليسير، ولكنه ببقى أساسيا، والدعم هنا ليس بالضرورة أن يكون ماديا، بل ان الأمر يتجاوز ذلك، ليشمل توفير مساحات ثقافية ملائمة، مثل المراكز والمركبات الثقافية والمكتبات، التي من شأنها أن تكون منارات للمعرفة والفنون؛ فسيدي مومن اليوم بحاجة إلى مسؤولين يدركون أهمية الثقافة في تعزيز الهوية الوطنية ويستمعون لمطالب الساكنة.

إن تأثير ضعف القطاع الثقافي في المنطقة لا يمكن إغفاله، فالمشهد الفكري يعاني من تدني مستوى البرامج التثقيفية، الأمر الذي ينعكس سلبًا على الوعي العام، مما يقلل من فرص الإبداع والعرض، ويؤدي إلى تآكل الهوية الثقافية المحلية، لذا، فإن تعزيز دور الثقافة يعد خطوة أساسية للحفاظ على التراث وتطويره. كما تكمن المشكلة الأساسية في نقص المرافق الثقافية، حيث تفتقر سيدي مومن إلى فضاءات قادرة على استيعاب الفعاليات الثقافية والفنية، كما تعاني ايضا من قلة المهرجانات والفعاليات الثقافية المتنوعة التي يمكن أن تغني المشهد الثقافي بالمنطقة، إضافة إلى ذلك، يواجه المبدعون المحليون تحديات كبيرة بسبب قلة الدعم والفرص المتاحة لهم اللهم باستثناء بعض المبادرات المحتشمة.

لذلك، من الضروري وضع خطة عمل شاملة تتوفر فيها الإرادة الحقيقية، تهدف إلى تعزيز النشاط الثقافي والفكري في المقاطعة، ويجب أن تشمل هذه الخطة توفير المرافق اللازمة، تنظيم الفعاليات الثقافية، وإطلاق برامج دعم للمبدعين المحليين، ليكون لديهم الفرصة لتطوير مهاراتهم وعرض إبداعاتهم بشكل مستمر.

هذا، وندعو الجهات المعنية إلى أخذ هذه الملاحظات بعين الاعتبار، والعمل على تنشيط المشهد الثقافي والفكري في سيدي مومن، حيث بإحياء الثقافة، نرفع مستوى التوعية والابداع، ونساهم في ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع. والا رجاء احسنوا الدفن.. فاكرام الميت دفنه..

شاهد أيضاً

الفنان الإستوني إدوارد فيرالت يخلد مشاهد رائعة من المغرب الجميل

عبد الرزاق القاروني*   خلال أواخر ثلاثينيات القرن الماضي، زار الفنان الإستوني إدوارد فيرالت مدينة مراكش، فأعجبته، وقرر الاستقرار بها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *