المخرج السينمائي فوزي بنسعيدي :
السينما الناجحة هي التي تتحدث لغة الناس والمجتمع
تقديـــم:
بعد حصوله على تتويج دولي في مهرجان برلين السينمائي ثم بعد ذلك جائزة
أفضل فيلم افريقي في مهرجان ميلانو الايطالي
عاد فيلم ” موت للبيع ” للمخرج المغربي فوزي بنسعيدي ليحصد أهم جوائز
مهرجان الفيلم المتوسطي بمدينة تطوان المغربية
الفيلم الذي حصد جوائز واهتمام المحافل السينمائية يعكس تجربة مخرج
سينمائي مغربي اختار لغة سينما مغايرة تستحضر المحلي وتصبو إلى العالمي .
الفيلم يتكلم عن ثلاثة شبان بمدينة تطوان في الشمال المغربي يعيشون على
السرقات الصغيرة ويحلمون بحياة أفضل كما كل الشباب في المغرب أو العالم
بشكل عام ، يعني هناك توق لحياة أفضل ولكن للأسف الوضع الاجتماعي لكل
واحد منهما تمنع تحقيق ذلك ولتأتي بذلك المرحلة الفاصلة في الفيلم وهي
لحظة التفكير في سرقة محل للمجوهرات بالمدينة وبالنظر للصعوبات ولعدم
تهيئهم لذلك سيصعب عليهم تحقيق هذا الهدف ..والفيلم أيضا هو قصة حب كبيرة
وعن صداقة قوية تنتهي بخيانة قوية وعموما الفيلم هو عن شباب الموت يقول
المخرج فوزي بنسعيدي معرفا بفيلمه السينمائي الجديد “موت للبيع”
مغامرة سينمائية جديدة
فليم ” موت للبيع” حسب مخرجه هو استمرار للنفس النهج الذي سلكه في باقي
أعماله السينمائية أي أنه هناك اشتغال على اللغة السينمائية وعلى
الجماليات وهناك اشتغال على فنية السينما أي محاولة مخاطبة الجمهور ولكن
مخاطبته بشكل ذكي أي احترام ذكاءه واحترام حساسياته واحترام حتى خياله ،
وهذا يقول المخرج فوزي بنسعيدي كان دائما همي في الاشتغال السينمائي
معتبرا أن قصة الفيلم ربما منفتحة أكثر على الجمهور وأن الحكي في الفيلم
لم يكن حكيا كلاسيكيا أي أن الأحداث تصاعدية إلى المشهد الأخير في الفيلم
حيث سرقة المجوهرات وهو مشهد حركي كبير جدا وشخصيا يضيف بنسعيدي أحاول أن
يكون كل عمل سينمائي جديد هو تجربة مغايرة وبمثابة مغامرة جديدة
لغة سينما الواقع
بخصوص لغة سيناريو الفيلم ومدى تماسها مع لغة غالبية الأفلام السينمائية
المغربية (لغة هجينة) اعتبر المخرج فوزي بنسعيدي أنه من الضروري في
السينما عندما تتحدث شخصية ما عليها أن تتحدث بلغتها وبألفاظها ،
فالمجتمع المغربي ككل المجتمعات متنوع التشكيلات الاجتماعية مختلفة
وتتحدث بلغات مختلفة ، وداخل الفيلم يشرح فوزي بنسعيدي عندما يكون ضروريا
الاقتراب من الشخصية الواقعية أن تتحدث كما يتحدث الشباب اليوم أو جزء من
الشباب في الشارع ولا ننسى أن شخصيات فيلم “موت للبيع” هم لصوص ويطبع
سلوكهم العنف ..فهناك إذن لغة تعكس هذا العالم الهامشي هذا العالم الليلي
، ونحن لسنوات كان الجمهور في المغرب يشتكي من أن اللغة الأفلام ولغة
المسلسلات أيضا لا تمثله ولا تمثل حقيقته وفيها نوع من الكذب أو التصنع .
كوميديا سوداء
فليم ” موت للبيع” وان كان مفعما بما هو تراجيدي فهو لا يخلو من كوميديا
وان كانت كوميديا سوداء ، طرح يحبذه المخرج فوزي بنسعيدي معتبرا أن
شخصيات الفيلم الثلاث وان كنت عنيفة فان الكثير من المواقف المضحكة تصدر
عنهم وعن ما يحيط بهم وهذا ما حاولت يقول بنسعيدي استغلاله في الفيلم
وبشكل خاصة في بداية الفيلم التي اقتربنا فيها أكثر من الشخصيات
وداخل الفيلم يقول المخرج فوزي بنسعيدي هناك أيضا قصة حب وهي قصة قوية
ومِؤثرة اشتغلت عليها بكثير من الحرص حتى تكون قوية على جميع المستويات
والمؤثرات السينمائية ومن تم جاءت قصة قوية داخل الفيلم
ومن بين أقوى المشاهد أيضا داخل الفيلم يقول بنسعيدي هناك مشهد سرقة محل
المجوهرات الذي حاولت ما أمكن يكون بحرفية عالية تضاهي مشاهد الأفلام
الحركية العالمية وهذا كان طموحي أن أقدم بشكل مغربي مشاهد تظل قوية داخل
تاريخ السينما المغربية ومن تم يكون الفيلم مشرفا على المستوى الدولي
والحمد لله فمسار هذا الفليم لحد الآن بعد مهرجان تورونتو ومهرجان برلين
ومهرجان مراكش ثم طنجة كان مشرفا
توقيع خاص
حول مشاركته الدائمة في أفلامه التي يخرجها كممثل في المشاهد العابرة
يقول فوزي بنسعيدي أن وجوده كممثل داخل أفلامه ليس لملآ الفراغ وأن
أدوراه وان كانت صغيرة جدا هي أدوار مفكر فيها ولا يمكنني أن أمنح لنفسي
و للآخرين دورا إلا إذا كنت متيقنا أنه يعني الجودة .