تم مساء أمس الأربعاء، في إطار الدورة الثامنة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، تكريم واحدة من الممثلات المرموقات في السينما المغربية، وهي الممثلة منى فتو التي بصمت منذ حوالي ثلاثة عقود على مسار حافل بالنجاحات.
وخلال هذا الحفل الذي احتفى بالسينما المغربية وعرف حضور شخصيات وطنية ودولية بارزة من عالم الفن السابع، فضلا عن أعضاء لجنة تحكيم دورة المهرجان لهذه السنة، تسلمت منى فتو النجمة الذهبية للمهرجان من الممثلة التونسية، هند صبري. وأعربت منى فتو، تحت التصفيقات الحارة للحضور، عن بالغ تشكراتها وعميق امتنانها لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد على الاهتمام الخاص الذي يتم إيلاؤه لهذا المهرجان الكبير الذي أصبح على مر السنين نافذة على العالم.
وأبرزت أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يحقق نجاحا باهرا دورة تلو أخرى. وقد أضحى هذا المهرجان، الذي استقبل كبار نجوم السينما الدولية، أحد أبرز الأحداث في الأجندة الثقافية العالمية. وأشارت الممثلة المغربية إلى أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش عزز صورة السينما المغربية على المستوى الدولي وساهم في إشعاعها على نطاق واسع، مضيفة أن هذه الجائزة جاءت تتويجا لجهودها في هذا المجال، واعترافا بمسارها الفني الملتزم وتكريما للمرأة المغربية وجميع الممثلين والممثلات المغاربة.
وقالت بالمناسبة “تجمعني قصة حب طويلة بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وأحتفظ بذكريات رائعة عنه. وهذه السنة، تغمرني مشاعر جياشة لأنني حظيت بالتكريم في هذا المهرجان المرموق. إنه شرف كبير أن يتم تكريمي وسط زملائي المغاربة والأجانب”. وتميز هذا الحفل أيضا بعرض مقتطفات من أشهر أفلام منى فتو، بالإضافة إلى الشريط الطويل “لابد أن تكون الجنة” (إيت ماست بي هيفن) لإيليا سليمان.
وطبعت منى فتو، أيقونة السينما المغربية، بسحرها وعفويتها وموهبتها الشاشة المغربية الكبيرة منذ حوالي 30 سنة.
ومنذ دورها الرئيسي الأول في فيلم (حب في الدار البيضاء) سنة 1992، واصلت ظهورها المتميز في السينما والتلفزيون، متقمصة أدوارا باتت راسخة في الذاكرة الجماعية المغربية، حيث انتقلت بسلاسة من الأفلام الكوميدية الشعبية إلى الأعمال الدرامية الملتزمة. وبدأت قصة حبها للفن، والمسرح خصوصا، في المدرسة الابتدائية. وفي مرحلة التعليم الثانوي، خاضت أول تجربة لها كممثلة هاوية في أعمال المسرح المدرسي.
وبعد ذلك، انضمت إلى ورشة الفن الدرامي في المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، ثم أجرت تكوينا ب(أكترز ستوديو) لجاك والتزر بباريس لمدة ستة أشهر. واستهلت مسارها في الفن السابع بفيلم (حب في الدار البيضاء) للمخرج عبد القادر لقطع، لتواصل تجسيد أدوار متنوعة في التلفزيون والمسرح. وفازت منى فتو بالعديد من الجوائز في المهرجانات، وأثارت الانتباه في فرنسا بدورها في آخر أفلام غاييل موريل (بروندر لو لارج)، إلى جانب الممثلة الفرنسية القديرة ساندرين بونير.
ومن بين أشهر أفلامها أيضا (البحث عن زوج امرأتي)، و(نساء… ونساء)، و(عطش)، و(جوهرة)، و(امرأتان على الطريق)، و(جوق العميين)، و(وليلي)..