أصدرت المطربة لمياء الزايدي أغنية (دبليو) بعد حملة إعلامية ذكية عبر شبكات التواصل الإجتماعي, كان الهدف منها الترويج للعمل الجديد و تشويق المتلقي بإنتظار أغنية جميلة تحمل وعودا كثيرة , لكن بعد طرح الأغنية , هل إستحقت فعلا هذه الضجة الإعلامية التي سبقتها , أم أنها مجرد قطعة عادية ستمر مرار الكرام كحال معظم الأغاني التي إستمعنا إليها مؤخرا ؟ الأيام المقبلة هي التي ستجيبنا على هذا السؤال.
موضوع الأغنية يحملنا إلى عالم أحلام فتاة تغمض عينيها و تطلق العنان لمخيلتها , لتتمنى أشياء كثيرة تصل لحد الشهرة و النجومية و المال عبر لحن بسيط يناسب جو الأغنية و عبر أداء جميل من لمياء الزايدي الذي كان صوتها حالما أيضا, و لكن إذا تعمقنا في الكلمات , سنجد أن كل الأحلام مادية فقط ,و كأن الفتاة المغربية ينحصر طموحها في الماديات و لا تحلم بأن تعيش قصة حب عظيمة تتكلل بالزواج ولا برجوع الحبيب الذي تعشقه ولا بمركز مرموق إجتماعيا يجعلها لامعة.
إستخدم كاتب الكلمات أسماء لماركات عالمية ك(سيليو) و (كارط فيزا) و (إيبيزا) و الهاتف المحمول (جلاكسي) ليفرغ الأغنية من محتواها الفني و يحولها إلى مادة إعلانية لكبريات الشركات العالمية , مع العلم أن المطربين العالميين و المشارقة حينما يودون وضع إشهار لشركة ما , فالأمر لا يتجاوز إشارة خفيفة الظل على غلاف الألبوم أو مرور سريع لمنتوج في (فيديو كليب) مقابل مبلغ مادي و مقابل مساهمة الشركة في إخراج العمل الفني في أبهى صورة, و من شاهد الأغاني المصورة للفنانة إليسا سيدرك معنى كلامي , فهي تشهر المنتوجات عبر الصورة لا عبر كلمات أغانيها , ولا أظن أن لمياء الزايدي تعمدت الترويج لهذه الشركات بل كاتب الكلمات هو من وضعها في هذه الورطة الغير المقصودة في ظل غياب الحرفية.
في كل المقاطع نجد كلمات باللهجة المغربية و باللهجة الخليجية و باللغة الإنجليزية , ليصبح النص بدون هوية معينة , فلكي يجعلنا الكاتب نشارك أحلام الفتاة و نصدق ما كتب ,كان عليه إستخدام اللهجة المغربية , بطريقة بسيطة لا تخلو من التصوير الفني الرائع, سيكون إستعمال اللهجتين المغربية و الخليجية له جدوى في عمل آخر, يحمل طابعا خليجيا و مغربيا من خلال المزج بين التوزيع المسيقي و الإيقاعات و المقامات الموسيقية لكل منهما.
(دبليو) ليس بالعنوان المناسب للأغنية , إذا تمعنا في هذه الكلمة داخل (النص الغنائي) فسنجد أنها إستخدمت للتعبير عن سيارة جديدة , و الموضوع العام يحملنا إلى دنيا الأحلام , العنوان المناسب هو (خلوني نحلم) الذي إستخدمه الملحن كلازمة و هو الأقرب و الأجدر لكي يتربع على عرش أغنية جميلة في اللحن و الأداء و التوزيع الموسيقي و تائهة في الكلمات.
بعد طرح لمياء الزيدي لألبومها الأخير (رسالة) قابله الجمهور بالإحترام التام لأنها أبدعت في الإختيارات الغنائية و في إنتقاء الكلمات , لكنها سقطت في هذا العمل الذي لا يناسب قيمتها الفنية , أتمنى أن تغني مستقبلا عن أحلام السندريلا لترد الإعتبار لكل حالمة بمستقبل نقي , و لجمهورها الذي عودته على التميز
بقلم : بدر بنعبو (شاعر غنائي