حاافظ الإنسان التيزنيتي على امتداد تاريخه وعلى تراثه الغني بالفنون والرقصات الجماعية، التي تتميز بأهمية مزدوجة. فبالإضافة إلى أدوارها الترفيهية، تلعب هذه الفنون دورا كبيرا في توجيه وتقرير نمط حياته وتفكيره، وتعكس الكثير من حياة المجتمع التيزنيتي، أفكاره ومشاكله، أمانيه وأحاسيسه. وعليه، تتبدى لنا الفنون الشعبية كمجال خصب وثري لما تحتويه من طقوس ورقصات وأهازيج تعتمد جلها على الدف والإيقاع والتعبير الإيحائي وسلامة اللفظ والكلمات. ومن أهم الفنون التي تزخر بها منطقة تزنيت نذكر على سبيل المثال لا الحصر فن احواش, الذي حملت جمعية “أحواش عاود تيزنيت” مشعل الحفاظ عليه, والتعريف به في كل ربوع الوطن، وقد تأسست هذه الأخيرة سنة 2011 بدافع الحفاظ على فن أحواش, وفي محاولة لتحديثه ومواكبته للتطور الحاصل في الفلكلور الأمازيغي عامة. وفي السنوات الثلاثة الأخيرة شاركت الجمعية في عدة مهرجانات محلية، وطنية ودولية، من بينها المشاركة في المهرجان الدولي للفلم الطالب ، مهرجان ربيع الحي الحسني، مهرجان ربيع المعاريف و مهرجان الفروسية ولاد أهل لغلام سيدي مومن …، بالإضافة إلى إقامة شراكات مع جمعيات لهم نفس الأهداف والمبادئ كجمعية الغصن الأخضر لذوي الاحتياجات الخاصة، الجمعية المغربية يد في يد للكفيف والمبصر، جمعية إزرفان، جمعية تمسنا، وجمعية تجار المحمدية للتنمية حيت ساهمت جمعية أحواش عاود تيزنيت في إحياء حفل ضخم بالمسرح البلدي بالمحمدية الذي نظمته جمعية التجار ، بمناسبة الدورة الثالثة للاحتفال برأس السنة الأمازيغية 2964 والذي عرف حضورا قياسيا قارب الألفي زائر وبأبواب مغلقة، كما خلقت شراكة مع جمعية إدبودفل للتنمية والتضامن ….،وفي شهر أكتوبر من السنة الماضية نظمت جمعية أحواش عاود تيزنيت أيام فلكلورية شعبية بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في المركب الثقافي حسن الصقلي بسيدي البرنوصي، ظفرت من خلالها بعدة تكريمات وجوائز تقديرا لمجهوداتها في نشر ثقافة ” أحواش” فضلا عن حضورها الإعلامي في مختلف المنابر الوطنية. (كالقناة الأمازيغية، راديو شدى ا ف م و راديو بلوس …)، وقد اقترن تأسيس الجمعية, بالحضور الأسبوعي بمنطقة الشلالات التابعة لسيدي حجاج المعروفة اختصارا ب”لكاسكاض”, حيث دأبت فرقة الجمعية على إمتاع زوار هذه المنطقة بلوحات فلكلورية تأسر الحضور, بل هناك من يأتي من مدن بعيدة للاستمتاع بنفحات من ” لعواد” و ”الطبل” وإيقاعات الدف التي تأخذك معها إلى سوس الساحرة.
>> الرقي والدفع بهذا الفن والترويج له وطنيا ودوليا من أهداف الجمعية<< ، يقول السيد ” الحسن عبايل” رئيس الجمعية, الذي حمل على عاتقه مهمة الحفاظ على هذا الفن, والانتصار لفنون القرية التزنيتية, وإخراجها من قوقعتها عن طريق تحسيس الشباب وتكوينهم فنيا, باعتبارهم رهان المستقبل والضامن الأول لاستمرارية هذا الفل