تنطلق اليوم بالدارالبيضاء فعاليات الدورة الثالثة عشر لـ “مهرجان ابن امسيك للمسرح الاحترافي ” التي تستمر الى 30 من يونيو 2024، والتي تحمل اسم الفنان المسرحي “عبد الواحد عوزري” وتحتفي بالإعلامي “العربي رياض” وتكرم قيدوم المسرحيين الفنان “سالم اكويندي” وتقدم جائزة المسرحي الراحل “مصطفى سلمات” للمسرحية المتميزة “ساندية تاج الدين”.
وقال بلاغ في الموضوع أن “مهرجان ابن امسيك للمسرح الإحترافي”، فكرة لم تهُب بها رياح نزوة عابرة أو مطامح ظرفية ضيقة، كما أنها لم تأتي هكذا بفعل الصدفة، إنما فرضتها الامتدادات التاريخية لمنطقة ابن امسيك، التي تؤرخ بكل اعتزاز ارتباطها بجميع أشكال الفُرجة التعبيرية وفي مقدمتها “فن الحلقة”، وقد أثبتت مجموعة من البُحوث الجامعية أن أكثر من ثلتي رواد “فن الحلقة ” بالمغرب، سجلوا إنتماء لمنطقة ابن امسيك، ما يؤكد أن الرصيد التاريخي لمنطقة ابن امسيك حافل بالرواد، ممن أسسوا اللبنات الأولى للملامح المسرحية بالمملكة المغربية.
نفس البلاغ كشف بأن فكرة التأسيس يُزكي شرعيتها فعل الاستمرار(13 دورة) الذي يؤكد أن دوافعها لم تكن مبنية على باطل، إنما انطلقت من عمق الحس الوطني والجماعي بضرورة خلق روافد مُتعددة للانفتاح والتفاعل مع تجارب مسرحية مُحترفة على المستوى الترابي، لتحقيق تلاحق ميداني واحتكاك فعلي من شأنه تقوية الفعل المسرحي بالبلاد.
ذاكرة المدينة البيضاء على اختلاف تجاربها وتلاوينها المسرحية يقول المصدر ذاته، تحفظ وعن ظهر قلب أن بين ظهراني منطقة بن امسيك كان حراك قوي وفعلي امتزجت فيه جميع الأشكال التعبيرية المرتبطة بالفرجة المسرحية. وتسجل أيضا في أجندتها الفنية أن فرقا مسرحية من ذات المنطقة مثلت المملكة المغربية فترات السبعينات والثمانينات ومطلع الألفية الثالثة، في العديد من المهرجانات الوطنية والعربية والدولية، بل وحصدت جوائز مهمة خلال تلك المشاركات، وما تزال فرق مسرحية من المنطقة تحمل المشعل وتتنافس في عوالم المسرح وطنيا وعربيا.
وانطلاقا من هذا الرصيد التاريخي، يقول بلاغ اللجنة المنظمة ، جاءت فكرة التأسيس، وها نحن اليوم من خلال توالي الدورات نؤكده تقليدا مسرحيا سنويا، يستحضر مراحل تلك الامتدادات، ويستوعب تجارب مسرحية محترفة على المستوى الوطني، ويؤكد من جهة أخرى على السعي التشاركي المُواطن لتحقيق فعل الاستمرار، بما يجعل فضاءات “المهرجان” محطة تحتك بين ظُهرانيها تجارب مسرحية مختلفة، داخل أجواء تنافُسية مُحترفة يؤطرها الإبداع.
“مهرجان ابن امسيك للمسرح الإحترافي” يستلهم كما يختم البلاغ من عُمق فكرة التأسيس، خلق روافد مُتعددة من شأنها تجديد الأنفاس المسرحية وتحفيز الجمهور على ارتياد المسارح. وأيضا إلى تأثيث المشهد المسرحي بإضافات نوعية مُتميزة و مُحترفة تليق بمستوى الرصيد التاريخي لهذه المدينة المناضلة.