كنا نقول دوما في “الفنية” أن الجهل والأمية أمران خطيران حينما تتوفر لهما إمكانية الانتشار ..وذلك ما عكسه هذا النطع الذي تسلط على شاشة التلفزة آتيا إليها من “راس الدرب” دون معرفة ودون دراسة ودون حتى موهبة .
لن يكون في مقدورنا انتقاد أو لوم النجوم المغاربة الذين وجدوا أنفسهم قد ساهموا في صنع الرداءة في كاميرا خفية غبية وموغلة في السفاهة ، لأننا نعرف للأسف أن الهشاشة التي يعانيها الفنان المغربي بمقدورها إغراء أي منهم برحلة مجانية إلى مصر تعيد إليهم الاعتبار المفقود في بلد تصنع فيه النجومية في غفلة من الجميع ، ولكننا نقف مشدوهين أمام تواطؤ بعضهم في مسرحية مفبركة ومعتوهة وغير صالحة للهضم .
اعتماد قناة mbc5 على شاكلة هذا النطع يعكس طبيعة تعاطي إدارة هذه القناة مع الوسط الفني المغربي حين جاءت للمغرب محملة بنظرة دونية للدراما المغربية ، و يكفي أن نتذكر بداية شروع هذه القناة في العمل بالمغرب حينما رفض العديد من المخرجين والفنانين المغاربة التعامل معها بسبب البخل الذي أبانت عنه في تقييم أعمالهم ومكانتهم ورفضت بشكل فج عروضهم المالية ، مفضلة فيما بعد الغث ، المنتحل ، والرخيص .
صدقا نشعر بالعار ونحن نتابع ما يسمى بهكذا كاميرا خفية ، لأن حجم التفاهة لا يطاق ولا يحتمل ، ولأن ذلك يعكس غباء مشتركا منهجيا يجتمع حوله صناع الرداءة أو يتواطئون من أجل الإعلاء من شأن المقالب ، التي هي في الأخير مقالب في حق المشاهد والجمهور المفترض وفي حق نوع الإبداع والدراما المغربية .