أكدت الممثلة الفرنسية الحائزة على جائزة الأوسكار، ماريون كوتيار، التي افتتحت سلسلة فقرة “محادثة مع” في إطار الدورة الثامنة عشر للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش: “إن دوري في فيلم (لا موم)، الذي جسدت فيه شخصية الأسطورة إديت بياف، غير حياتي تماما”. وأبرزت الممثلة القديرة، ماريون كوتيار، في هذه المحادثة التي أجراها معها الناقد السينمائي الفرنسي، جون بيير لافوانيات، أنه “منذ مشاركتي في فيلم (لا موم) (أوسكار لأفضل ممثلة)، نسجت علاقة وثيقة مع إديث بياف. فقد غصت في حياتها لكي أفهم ما كان يعتمل في صدرها وما يؤثر فيها وما يفزعها: شغفتني قصتها. ما عاشته لا يمكن وصفه”.
وأضافت كوتيار أن هذا الفيلم الخاص بسيرة بياف، الذي يحكي مراحل متعددة من حياة هذه الأسطورة؛ طفولتها، ومجدها، وصديقاتها، ونزاعاتها، وأفراحها وأتراحها، ونجاحاتها، علاوة على اللحظات الدرامية في حياتها حتى مماتها، كلها أمور “جعلتني أشعر بأنني أعرفها عن كثب، وهنا يكمن سحر مهنة التمثيل”.
وعن أعمالها السينمائية، أكدت ماريون كوتيار أن دورها في فيلم “استهلال” (إنسيبشن) يبقى المفضل بالنسبة لها، في حين أن دورها في فيلم “ماكبث” كان الأصعب من حيث التجسيد. وفي هذا الصدد، أوضحت أنه “من الناحية الفنية، بدا لي أن المهمة شبه مستحيلة بسبب اللغة الإنجليزية العتيقة. لم أفهم لماذا اختارني المخرج! في ذهني، كان لدي انطباع أنني خطفت الدور من ممثلة إنجليزية. وخلال مرحلة التصوير بأكملها، لم أشعر بالراحة إطلاقا، ولكن اليوم عندما أشاهد الفيلم من جديد، أقول لنفسي أنني لم أكن في المكان الخطأ”.
وبخصوص اختيار التوجه نحو الفن السابع، أبرزت كوتيار أنه بغض النظر عن كونها مهنة والديها، فإنها أرادت أن تصبح ممثلة لكي تفهم طبيعة اشتغال الإنسان، بمفرده أو في مجموعات: “في وقت مبكر جدا، أثار هذا الأمر بداخلي تساؤلات لا حصر لها. ففي مرحلتي الطفولة والمراهقة، كانت جميع الجوانب الإنسانية تقض مضجعي وتسحرني”.
وتحدثت كوتيار بحنين عن دورها الأول في سن التاسعة قائلة: “كانت تلك هي المرة الأولى التي شعرت فيها بأن هذا ما أريد القيام به وبأنني وجدت نفسي. ولكن ذلك استغرق بعض الوقت للشعور بأنني مؤهلة، فالأمر مرتبط بالمسار الشخصي والعمل الذي نشتغل به على ذواتنا وحاجتنا لاعتراف الآخر وتقديره”.
وبخصوص عملها كممثلة، اعترفت ماريون كوتيار بأنها طالما شعرت بالخوف. وهذا الشعور تغير بمرور الوقت إلى شعور بشك متحكم فيه وغير معيق، تعلمت كيف تروضه. وبإلقاء نظرة إلى الوراء، وجدت نفسها تحب مواجهة التحديات التي كانت تهابها في الماضي.
وأوضحت في هذا الصدد “أحب العمل التحضيري لأنه يتيح لي القيام بأشياء فريدة أو مثيرة للإعجاب: البحث في شخصية حقيقية، أو ابتكار شخصية متخيلة ومنحها جسدا وروحا…”.
وترى الممثلة كوتيار أن تجسيد شخصية يعني لقاءها، بحيث “نتقمص الشخصية ونسكنها كما تتقمصنا هي وتسكننا”، مشيرة إلى أنها تستمتع بالعمل مع أشخاص شغوفين بما يقومون به ويمكنونها من اكتشاف ثقافات أخرى.
وأضافت أن “العمل في بلد آخر، والانغماس في ثقافات مختلفة وتعلم اللغات، هو حلم طفولة يتحقق في كل مرة”.
يشار إلى أن ماريون كوتيار حصلت على العديد من الجوائز المرموقة على أدوارها الرئيسية (سيزار، أوسكار، بافتا، غولدن غلوب)، وتعاونت مع كبار المخرجين من قبيل تيم بارتون، وودي ألان، ريدلي سكوت، كريستوفر نولان، جاك أوديار، الأخوان داردين، كزافييه دولان، وغيرهم.
وعرفها الجمهور في البداية بفضل سلسلة الأفلام الفرنسية “تاكسي”، قبل أن تبهج العالم أجمع بتجسيدها دور إديث بياف في فيلم (لا موم). كما تألقت في أفلام مشهورة أخرى على غرار “استهلال”، “المهاجر”، “ماكبث” وغيرها.