في إطار التظاهرة الفنية الرائعة ” ليالي الأروقة ” التي أطلقتها وزارة الثقافة، يحتضن حاليا رواق القصبة بالصويرة، الذي هو على شكل رياض يرجع إلى القرن الثامن عشر، أعيدت تهيئته بعناية كبيرة، المعرض الجماعي لصفوة من الفنانين التشكيليين، من مختلف الأساليب و الاتجاهات: محمد الرعاد، فاطمة الطالبي، علي ميمون، بنحيلة الركراكية، سعد عباس، بيير بواسي، كرستيان كيو وآخرين.
بخصوص هذا المعرض، يقول الرئيس المؤسس للرواق سالف الذكر، كبير عطار:” أود، في البدء،توجيه الشكر بكامل الحيوية وعميق المودة لكل المتدخلين والفاعلين المعنيين بالصويرة الذين ساهموا في الأحداث الإبداعية التي يضع رواقنا تصورها وينظمها. في ما يتعلق هذه السنة الجديدة،أعددنا بمساعدة لجنة تنظيمية برنامجا ثقافيا متنوعا وغنيا بالأعمال الفنية التي نخص منها بالذكر هذا المعرض الجماعي الذي يتيح الفرصة للجمهور لكي يثمن أكثر الجودة العالية وتنوع الأعمال المعروضة ذات القيمة الرفيعة، المدهشة في الغالب بأشكالها التعبيرية: أعمال تشكيلية لفنانين يتميزون، بين مجايليهم، بالتزامهم بالفن، بالطابع المجدد لاقتراحاتهم وانشغالاتهم بقضايا تهم الأرض، البيئة، المادة، الجسد والشكل. تطمح هذه التظاهرة / الحدث إلى أن تكون فضاء أمثل للتبادل والحوار حيث الأساليب والاتجاهات المشكلة لتنوع الفن المعاصر تتواجه وتتمازج. يلتقي هنا فنانون لهم صيتهم وفنانون واعدون و يتكاملون.
بغرض بعث الدينامية في الفن والرفع من إمكانية مشاهدته من قبل جمهور محتمل، تمت برمجة مجموعة أنشطة رئيسية و محيطة، على هامش المعرض الجماعي. ويطمح هذا البرنامج إلى إبراز القيمة الفنية باعتبارها محركا للتبادل والتقاسم بغض النظر عن الحدود،وذلك من خلال تعدد الأشكال وتنوع الأساليب والاتجاهات…”
يضيف كبير عطار، الرئيس المؤسس لرواق القصبة: ” خلال هذه الأعمال الثقافية، يشجع شريكنا، إلى جانب مؤسسات أخرى معنية، الدينامية عبر الثقافية المرجوة ويضمن حضور العديد من الفنانين المغاربة والأجانب الذين سيعرضون كل أشكال الإبداع المعاصر: فن التصوير الصباغي، النحت، السيراميك، الحفر، السيريغرافيا، المنشأة، المنجز، التصوير الفوتوغرافي الفني، فن الفيديو، الديزاين الكرافيكي، ديزاين المادة… إننا نعول كثيرا على جميع الشركاء المعنيين و الأطراف الوازنة في إنجاح هذه التظاهرة الإبداعية لكي نضمن بذلك حسن سيرها. إن رواقنا الذي يتموقع في قلب المدينة القديمة، يمنح زواره واحدا من أجمل معارض الفن بمختلف تجلياته. يكرم الرواق فنانين روادا في مجال الفن المعاصر من داخل المغرب وخارجه. فقد تميزت مؤخرا بتدشين قاعة للعرض مهداة لذكرى خالدي الصويرة. إنها علامة على الامتنان والاعتراف تجاه هذه الذاكرة الحية. ندين بالكثير لفنانين الرواد الصويريين الذين ضحوا بحياتهم بتفان ونكران للذات لترسيخ تقاليد وقيم فنية. بهذا الخصوص، فكل المولعين بالفن مدعوون لكي يتقاسموا مع الفنانين لحظة انفعال استثنائية ولحظة ذكريات في ضيافة رواقنا. إننا نسعى إلى الإسهام في تطوير الفنون التشكيلية، بتثقيف عين الجمهور وأن نفسح إلى أبعد حد مجال رؤية الفنانين المتميزين بمختلف أساليبهم وعلى حاملات مختلفة.من خلال هذه المبادرة، تعزز الصويرة، المدينة الكونية، مرة أخرى، موقعها الدينامي؛ موقع مكان استراتيجي للقاءات المخصبة بين الفنانين المبدعين من هنا ومن هناك وتثمين أقوى لثروتها اللامادية. بقي لنا أن نشير إلى أن رواقنا عرف تثمينا أقوى بحضور الفنان الصيني الذائع الصيت جينتاو لي الذي عرض أعماله مؤخرا برواق بوجمعة لخضر في متحف سيدي محمد بن عبد الله بمبادرة من مديرية الثقافة بالصويرة “.
محمد أمين
فنان الصيني الذائع الصيت جينتاو برواق القصبة بالصويرة