تحت شعار: “إحياء فن بوغانيم، تثمين للتراث المغربي العريق”، نظمت جمعية أشبار- الحاجب، الدورة الثانية للمهرجان الدولي ‘لفن بوغانيم” خلال الفترة ما بين 23 الى 26 نونبر 2017. وقد تضمنت الفعاليات الثقافية والفنية والرياضية للمهرجان، تنظيم ندوة دولية حول مسألة إحياء وتثمين التراث الثقافي اللامادي الوطني، ومنه فن بوغانيم، الذي يكاد يضمحل من الذاكرة الفنية الشعبية.وقد شارك في هده الندوة باحثون وأكاديميون وخبراء في المجالات ذات الصلة، منالعديد من الدول الافريقية والمغاربية الشقيقة، كما تميزت بمشاركة وازنة للمثقفين والباحثين المغاربة.
وقد توجت أشعال هذا المنتدى العلمي والحقوقي البالغ الأهمية والدلالات في خضم التحولات النوعية التي يشهدها الحقل الإبداعي ببلادنا، بتوقيع اتفاقية الشراكة الإطار الأولى من نوعها في المشهد الثقافي المغربي، بين الرابطة المغربية للكتاب الأمازيغ بالأطلس المتوسط ممثلة في السيد عبد المالك الحمزاوي الباحث في التراث الثقافي، والائتلاف المغربي للملكية الفكرية ممثلا في رئيسه السيد عبد الحكيم قرمان، وبحضور ومباركة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، باعتباره، المؤسسة الداعمة لفعاليات المهرجان إلى جانب ووزارة الثقافة والاتصال وعمالة إقليم الحاجب والمجلس الإقليمي بالمدينة بالإضافة إلى عدد من المؤسسات العمومية والفعاليات الثقافية والفنية والإعلامية. وقد التزم الطرفان الموقعان على هذه الاتفاقية، على تسطير برنامج عمل مشترك يقوم على الشراكة والتعاون مع كل المؤسسات العمومية والمدنية الوطنية والدولية بغية التحسيس والتوثيق والترافع من أجل حماية وتثمين مختلف الأصناف الفنية والثقافية الأصيلة ببلادنا، ومنها فن بوغانيم ا”لمعرض للانقراض’
من جهة أخرى، شهدت العديد من الفضاءات الثقافية والفنية بالمدينة، طيلة أيام وليالي المهرجان، انشطة ومسابقات فنية بين عشرات الفرق الفنية الشعبية والتراثية لفنون الرقص والغناء الجماعي لتنويعات فن أحيدوس، تمثل مختلف مناطق وألوان هذا الموروث الثقافي والفني بالجهة. كما نظمت حفلات وسهرات غنائية وعروض للفنون التقليدية للمنطقة وكذلك لوحات من فن الفانطازيا الرائعة وأنشطة متنوعة أخرى. وهكذا شكل حدث تنظيم الدورة الثانية للمهرجان الدولي ‘لفن بوغانيم” حدث ثقافيا وفنيا وتواصليا شد انتباه كل أبناء المنطقة إقليميا وجهويا ووطنيا، كما تضمن رسائل فكرية وإبداعية توثق للحاضر وتفتح صفحة استشرافية نحو المستقبل الواعد بالأفاق المفتوحة على مختلف المبادرات الرسمية والمدنية والحقوقية والترافعية بغية إحياء وتثمين وتشبيب فنوننا التراثية الأصيلة وضمان انتقالها للأجيال الجديدة، انطلاقا من الضمانات والمقتضيات الدستورية للمملكة المغربية الشريفة.
وللتذكير أيضا، فقد تخللت مختلف أشغال ومنتديات وأنشطة المهرجان، لحظات تفاعلية وشهادات وتكريمات وتوزيع شواهد التقدير والمشاركة على العديد من الفعاليات والشخصيات من مثقفين وأكاديميين وفنانين وجمعويين، سواء منهم الذين كرموا نظرا لعطاءاتهم ومكانتهم المرموقة في المجالات التي يشتغلون بها، أو أولائك الذين أبدعوا وتألقوا وتميزوا بالأداء والعطاء الراقي أثناء مشاركتهم في فعاليات المهرجان الدولي لفن ‘بوغانيم” بمدينة الحاجب.
فتحية تقدير وإكبار لكل الفعاليات والشخصيات الحاضرة والمشاركة في المهرجان من داخل الوطن أو من دول إفريقية ومغاربية وأجنبية، وإلى كل المؤسسات الداعمة والشريكة وكل الفعاليات الثقافية والجمعوية والإعلامية، التي أثرت بحضورها أنجحت هذا المهرجان.