بقلم: عبدالعزيز بنعبو
الحلم… لا شيء غير الحلم، هو التيمة المغروسة في أرض لوحات الفنان التشكيلي المغربي إدريس بايز. هكذا يعبر بك من يوميات الكدر إلى ضفاف الصفاء، هكذا يخرجك من ظلام الخلفية إلى إضاءات إبداعية غاية في الدهشة.
إدريس بايز هذا الإسم الرباطي الذي يمارس وضيفته في القرض الفلاحي، بمعنى أنه مصرفي بشكل أو اخر. وبمعنى أخر أنه يجيد لغة الإستثمارات، وهو هنا مستثمر فني في فضاء اليومي. مستثمر من وع خاص نوع لا علاقة له بالمكاسب الأنية أو الظرفية أو العابرة. بل هو معني بالمكاسب الإبداعية و الإنسانية. ويكفي أن تطل عليه في جلساته لتجده محفوفا بالعديد من الأصدقاء، لا شيء بينهم سوى متعة البراءة اليومية والخروج من إزدحام التجادبات إلى رحابة المحبة الخالصة. يكفي أن تجالسه ساعة لتعرف أنك لن تكمل حديثك معه بإسهاب، كثيرا ما يقف عابرون هنا وهناك يلقون التحية والود ويمضون.
إدريس بايز هذا الإسم الرباطي المغربي الذي لم يعلن عن نفسه بعد، راكم سنوات من العمل الدؤوب والجدي و الجيد، راكم تجربة تفوق تجارب اخرى تعيش في الضوء. لكنه يفضل الظل فهو جسره نحو صياغة لغة تشكيلية لا نقول انها مغايرة، حتى لا نغالي ولا نبالغ كثيرا، فالتجارب المغربية و العالمية تسمد حضورها من إرث مشترك. ورغم ذلك فإدريس تمكن من أن يقفز عبر المراحل، فلوحات هذه السنة لا علاقة لها بلوحات السنة الاخرى، بل إن لوحة هذا الأسبوع لا علاقة لها بلحة الأسبوع الماضي. كما لو كان متغيرا متحولا متنقلا عبر عوالم اللون والشكل والفكرة.
طبعا في كل لوحات إدريس بايز تجد بصمته تجد لمسته الخاصة والعارف بالفنون التشكيلية سيعرف أنه صاحبها بكل تأكيد، لكن العابر فوق أرض المتعة التشكيلية سيخالها لفنانين متعددين. هكذا هو الفنان إدريس بايز متعدد في تفرده..
هو اليوم يستعد لأول معارضه برواق من أروقة الرباط الجميلة، هكذا سيخرج اخيرا هذا الرجل الرباطي إلى أضواء عاصمة الانوار.