الناقد السينمائي المغربي خليل الدمون من الأسماء التي سيتم تكريمها بالدورة الخامسة لمهرجان أوروبا الشرق للفيلم الوثائقي ، التي سيحتضنها المركز الثقافي أحمد بوكماخ بطنجة من 19 إلى 23 شتنبر الجاري .
ومعلوم أن الأستاذ الدمون (70 سنة) خريج حركة الأندية السينمائية ، شأنه في ذلك شأن أغلبية الممارسين للنقد السينمائي بالمغرب ، فقد ارتبط نشاطه الثقافي السينمائي الجمعوي أساسا بنادي الفن السابع بطنجة وتحمل مسؤولية الكتابة العامة داخل المكتب المسير للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب من 1985 إلى 1992 إبان رئاسة الأستاذ المختار آيت عمر لهذا الإطار الوطني العتيد .
وفي منتصف التسعينات من القرن الماضي ساهم إلى جانب فاعلين آخرين في تأسيس إطار وطني جديد للم شتات نقاد السينما والتنسيق بينهم . يتعلق الأمر حاليا بالجمعية المغربية لنقاد السينما ، التي يترأس مكتبها المسير منذ سنوات ، كما يترأس الإتحاد الإفريقي لنقاد السينما منذ سنة 1915 .
بالموازاة مع نشاطه السينفيلي داخل الأندية السينمائية ، مارس الأستاذ الدمون التنشيط الإذاعي أيضا وقدم برامج فنية وسينمائية خصوصا بإذاعة طنجة الجهوية من 1980 إلى 1998 ، كما نشر على امتداد ما يفوق ثلاثة عقود مجموعة مقالات ودراسات حول السينما وأفلامها وبعض قضاياها بجرائد ومجلات مغربية ومشرقية وغيرها ، جمع بعضا منها في كتاب بعنوان ” أشلاء نقدية ” أصدره سنة 2015 . وهذا الكتاب ، الصادر عن دار السليكي بطنجة ، تتوزع مقالاته المرتبة كرونولوجيا حسب تواريخ نشرها من 1985 إلى 2014 على المحاور التالية : قضايا السينما في المغرب ، قضايا نقدية ، قضايا السينما العربية ، قراءات .
إن التجربة المعتبرة التي راكمها الأستاذ خليل الدمون ، في التنشيط والتسيير والتنظيم والبرمجة وغيرها من وجوه النشاط الثقافي السينمائي الجمعوي ، والرصيد المعرفي الذي أصبح يمتلكه بفضل تكوينه الجامعي وقراءاته ومشاهداته المتنوعة للأفلام ، أهلاه ليقدم خدمات لبعض المهرجانات السينمائية المنظمة ببلادنا وليشارك في ندوات وموائد مستديرة وحلقات دراسية ولجان تحكيم مسابقات الأفلام داخل الوطن وخارجه . ورغم ندرة المجلات السينمائية ببلادنا ، فقد ارتبط إسمه بثلاث تجارب منها على الأقل هي : ” دراسات سينمائية ” ، التي أصدرتها جامعة الأندية السينمائية من 1985 إلى 1991 حيث كان عضوا في هيأة تحريرها ، و ” سين . ما ” ، التي أصدرتها ” جمعية نقاد السينما بالمغرب ” في العقد الأول من الألفية الثالثة ، ثم حاليا ” المجلة المغربية للأبحاث السينمائية ” التي لازالت تصدرها ” الجمعية المغربية لنقاد السينما ” التي هو رئيسها الحالي .
بالإضافة إلى مساهماته في هذه المجلات السينمائية المغربية الثلاث ، أشرف الأستاذ خليل الدمون على إصدار مجموعة من الكتب السينمائية الجماعية حول تجارب بعض المخرجين المغاربة أمثال داوود أولاد السيد ونبيل عيوش وفوزي بن السعيدي وحكيم بلعباس وفريدة بنليزيد وسعد الشرايبي وعبد القادر لقطع ومواضيع أخرى ، في إطار اللقاءات السنوية ” سينمائيون ونقاد ” التي دأبت الجمعية التي يرأسها على تنظيمها منذ سنوات .
تجدر الإشارة إلى أن باقي الأسماء التي سيتم تكريمها إلى جانب الأستاذ خليل الدمون هي : حكيم بلعباس (مخرج مغربي) والعلمي الخلوقي (المدير المركزي للإنتاج والبرمجة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة) وروبيرت هوف (مخرج هولاندي) والحبيب بالهادي (منشط ومنتج تونسي) .
أحمد سيجلماسي