تبث الجزيرة الوثائقية يوم 28 شتنبر وابتداء من الساعة السابعة مساء فيلم “الاحتفال ذهابا وايابا” للمخرج محمد البوحاري
الفيلم يتناول الوضع المتفرد للمرأة الصحراوية في مجتمع البيضان، الذي يشترط على الرجل حين زواجها أن يعاملها بالعدل وعدم الإساءة وعدم تضييع أي حق من حقوقها الثابتة
ورقة تقنية عن الفيلم :
“وكانت إقامتي بايولاتن نحو خمسين يوما وأكرموني أهلها وأضافوني (…) وأكثر سكان بها من مسوفة ولنسائهم الجمال الفائق وهن أعظم شأن من الرجال”
ابن بطوطة
يتناول الفيلم الوضع المتفرد للمرأة الصحراوية في مجتمع البيضان، الذي يشترط على الرجل حين زواجها أن يعاملها بالعدل وعدم الإساءة وعدم تضييع أي حق من حقوقها الثابتة.فبخلاف العديد من المجتمعات العربية يضع مجتمع البيضان أمر المرأة بيدها في حالة ما أراد الزوج أن يتزوج عليها وذلك في إطار احترام شرط “لا سابقة ولا لاحقة” المعمول به لدى بعض القبائل والذي تم تكريسه في المجتمع الحساني سيرا على نهج السلف، عملا بما قام به الرسول حين طلب منه علي ابن أبي طالب يد فاطمة الزهراء، واشترط عليه “أن لاسابقة ولا لاحقة، وعملا بما جاء به القرآن الكريم :” ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم، فلا تدروها كالمعلقة…” –الآية-.
هذا المنطلق المرجعي، كان عاملا رئيسيا ومساعدا في الحسم في قضية التعدد التي أثيرت أثناء النقاش حول مدونة الأسرة، باشتراطها على الراغب في التعدد موافقة الزوجة الأولى، ولعب حمداتي ماء العينين، الذي كان رئيسا للجنة، وهو قاض ومستشار سابق للرحل الحسن الثاني، دورا في هذا الشأن، هذه التفاصيل لم يتطرق إليها الفيلم، مكتفيا بالإشارة إلى هذا الشرط المعمول به لدى بعض القبائل بالمجتمع الحساني.
وبناء عليه، فليس غريبا أن ينتفي العنف ضد النساء في الصحراء العالمة، بل يعتبر منبوذا ولو صدر من طفل صغير في حق أخته، كما يشير إلى ذلك الفيلم. من هذا الباب يتم الطلاق في المجتمع الصحراوي بشكل سلس وبدون تعقيدات، وفي إطار من المودة والاحترام بين الرجل والمرأة، كما لا ينظر المجتمع الحساني نظرة دونية للمطلقة أو يعتبرها وصمة عاركما هو الحال في باقي المجتمعات العربية والاسلامية، بل يعلي من شأنها ويحتفل بها ويحتضن أبناءها ويرفع من مهرها مقارنة بالبكر.
إن ثراء هذه القيم الانسانية والحضارية هو ما حفزنا لإنجاز هذا الفيلم، قصد التعريف بهذا التراث الانساني الذي يعلي من مكانة المرأة، الذي لا تنحصر تجلياته في الممارسة فقط، بل عبر جميع أشكال القول الشعري الحساني وفي الأمثال الشعبية، وفي كتابات الباحثين والرحالة والمستشرقين.
الفيلم يقدم غنى وثراء هذه القيم في شكل فرجوي اختار له حفل الزواج والطلاق كخيط موجه، لنعيش من خلاله أجواء وطقوس لها دلالتها الرمزية في تكريم المرأة، ك “الترواغ” و”تكاليع البند ” وإعداد خيمة العروس، وصولا إلى حفل الطلاق، ويتخلل هذا البناء فسحات للشعر، للغناء، للرقص، للنقاش والتحليل من خلال مساهمة باحثين وشيوخ من أهل المنطقة.
الفيلم من إخراج محمد البوحاري، علي بوصولة مساعد مخرج، مشرف على الإنتاج عبد الواحد المهتاني، مديرة الانتاج فاطمة عاشور، تنفيذ الانتاج خديجة الفتحي، مدير تصوير علي بن جلون، مهندس صوت المهدي سلي، المونتاج سهام الإدريسي، تصحيح الألوان محمد الإدريسي، قراءة التعليق عبدالله فتوح، كرافيزم مرحان عبد الصمد، السائق الأنصاري.