الجمعة , 29 مارس 2024
الرئيسية » TV و سينما » “ثمن الشهرة” فيلم سينمائي يتناول ثقافة المشاهير في المغرب، بين التمجيد والمعاناة

“ثمن الشهرة” فيلم سينمائي يتناول ثقافة المشاهير في المغرب، بين التمجيد والمعاناة

أكمل المخرج الكندي، المغربي الأصل، هشام بنير، تصوير فيلمه المغربي القصير “ثمن الشهرة”. الفيلم يتناول كفاح ومعاناة ممثل، الذي يلعب دوره يوسف الإدريسي، بعد دخوله عالم الشهرة عبر المشاركة في عمل سينمائي مثير للجدل، ما تسبب له في مضايقات وردود افعال عنيفة من طرف البعض، لم يكن بانتظارها.

الفيلم القصير يعالج قصة نضال شاب، يحب الفن والتمثيل، في مواجهة اعصار من الإنتقادات، الكراهية العمياء، والأحكام المسبقة، اثر مشاركته لأول دور له، في “فيلم الزين اللي فيك” الذي أثار ضجة إعلامية سلبية شديدة، جعلت الرأي العام والمتتبع يربط الأدوار الذي مثلها هذا الممثل في الفيلم، بشخصيته على أرض الواقع.

الفيلم يعالج تعايش الفنان مع حب الجمهور من جهة، وكراهية الجمهور من جهة أخرى. يبرز الفيلم معاناة الفنان في أضواء الشهرة الساخنة، من إنفصام في معاملة الجمهور، نبذ، إنطواء، انتقادت لاذعة، ذل، قمع، تعنيف، إكتئاب، عزلة و نفاق إجتماعي. يكافح الممثل في الفيلم للخروج من معاناته ببعض من الأمل في إنشاء مستقبل فني، رغم عاصفة الردود السلبية التي طالته.
المفهوم الرئيسي لهذا الفيلم القصير هو كيف لا نفرق في مجتمعاتنا العربية عامة بين شخصية وهمية مثلها ممثل، وبين الشخصية الحقيقة لذلك الممثل.

ومثال على ذلك بعض الفنانات، خصوصاً في مجتمعنا المغربي، اللوائي لعبن أدواراً مثيرة للجدل، مثل لبنى أبيضار ولطيفة احرار، واللواتي تعرضن لهجمات وانتقادات، ناهيك عن تأطيرهن من طرف الرأي العام في خانة الإنحلال و جعلهن يعشن في شبح شخصية أدوارهن الجريئة الوهمية، التي صارت مرادفةً لهويتهن و شخصيتهن الحقيقية، من قبل وجهة نظر العامة، رغم أن هناك فرق بين شخصهم و الأدوار التي لعبنها في أعمالهن الفنية.

هذه الظاهرة متفشية أيضا في الغرب: مثلاً الكثير من المشاهدين يربطون بعض الممثلين بشخصياتهم الوهمية، رغم أنها بعيدة كل البعد عن شخصياتهم الحقيقية، مثل ميستر بين وهاري بوتر، للمثليين روان أتكينسون ودانيال رادكليف. هذان الممثلان مثلاً أصبحا سجيني هاته الشخصيات، رغم بعدها كل البعد عن شخصيتهم في الواقع، واي دور، يلعبونه في أفلام أخرى، يبقى في ظل شبح الأدوار التي سلطت عليهم أضواء وابرزتهم للعالم.
دور يوسف الإدريسي في هذا الفيلم القصير يشبه معاناته في حياته، بعد مشاركته في فيلم “الزين اللي فيك” لنبيل عيوش، الذي يتناول قصة أربع بائعات هوى في المغرب.
فيلم هشام بنير يؤطر هاته المعاناة من منظور الثقافات المغربية والشرق أوسطية المحافظة، التي تتشنج في معاملة الأعمال الفنية التي تعالج مواضيع وقضايا حساسة أو مسكوت عنها، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالمواضيع الجنسية والدينية التي تعد مثيرة للجدل.
فيلم “ثمن الشهرة” يقوم بطرح اشكالية اصطدام مفهوم حرية التعبير بالنفاق الإجتماعي، و إلقاء الضوء على ضريبة النجومية في مواجهة النضج الثقافي للمجتمع.
منع الأفلام والأعمال الفنية ظاهرة منتشرة إلى حد ما في الدول المحافظة، فلقد تم حظر فيلم الزين اللي فيك، لنبيل عيوش، واكسودوس، لريدلي سكوت، في المغرب، و بعض الدول العربية الأخرى، ذهبت إلى حد حظر بعض أفلام الخيال العلمي، بسبب معالجتها بعض القضايا الإجتماعية أو الدينية. في سنة ٢٠٠٣ مثلاً، قامت مصر بحظر فيلم مايتريكس ريلودد، للأخوين وشاوسكي، رغم أنه فيلم خيال علمي و وهمي كلياً، لكن تم حظره بداعية “ايحائته الدينية ولقطاته العنيفة”. وفي بيان صحفي ادعت الحكومة تركيز الفيلم على وجود الخالق الوحيد، والتحكم في البشرية، كداعي “قد يسبب ضرراً إجتماعياً للمشاهد المصري”، على حد قول البيان.
يقوم الفنان يوسف الإدريسي الان بالكفاح من أجل المشاركة في عمل فني آخر، يغطي عن مشاركته في فيلم “الزين اللي فيك”، رغم الصعوبات التي تواجهه، سواء من طرف الرأي العام، أو من طرف المكلفين في الإنتاجات المغربية اللذين يتفادون الارتباط بأي فنان منبوذ من الرأي العام، مهما كانت قدرات هذا الممثل الإبداعية… وللأسف الشديد هذا التعامل لا يساهم إلا في تشنيج، تنميط، و إحباط نمو الثقافة والفنون المغربية خاصة، والعربية عامة، و إعدام روح المنافسة التي هي معيار التطور و الجودة. إضافة إلى أن منع الأعمال الفنية يساهم في الترويج لثقافة القمع و التسلط على ذوق وحرية الاختيار لذا المشاهد، وكذلك إهانة نضج المشاهد والوصاية على رشده وذكائه، وعدم الرقي به، في التمييز بين الواقع والخيال.
فيلم “ثمن الشهرة” هو حالياً في مرحلة المونتاج، ويتعين توزيعه في هذه السنة في أحد المهرجانات العالمية للأفلام القصيرة. الفيلم من إنتاج شركة “راديكال نيو” لهشام بنير، في مونتريال، كندا.
يعد هذا الفيلم أيضاً من الأفلام القصيرة القليلة التي تستعمل تقنية الأبعاد الثلاثة وايماكس في التوزيع.
نوع الفيلم: دراما تجريبية

بطولة :
يوسف الإدريسي
أيوب الكنوني
بثينة باميجان
نبيل غزالي
أشرف شهيد
أميمة النبط
ندى

تصميم وإدارة الإنتاج: عادل الخريف

تصوير: أيوب كاكور

كتابة وإخراج: هشام بنير

شاهد أيضاً

مريم الزعيمي في “دار النسا”.. ممثلة دائمة التجريب

تابعت الحلقات الأولى من المسلسل الدرامي الاجتماعي العائلي “دار النسا” للمخرجة سامية أقريو وأعجبت بمجموعة …