جرى عصر أمس الخميس بالدار البيضاء تشييع جثمان الباحث والناقد السينمائي الراحل مصطفى المسناوي الذي وافته المنية عن سن 62 إثر أزمة قلبية مفاجئة ألمت به بالفندق الذي كان يقيم به يوم الثلاثاء الماضي بالعاصمة المصرية على هامش مشاركته في الدورة السابعة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وبعد إقامة صلاة الجنازة على الراحل بالمسجد الكائن بمقبرة الرحمة، نقل الجثمان إلى مثواه الأخير في موكب مهيب بحضور عائلة الفقيد ووزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي وعدد كبير من الشخصيات المنتمية لعالم الثقافة والمسرح والسينما على الخصوص.
وفي تصريح للصحافة، قال وزير الاتصال في حق الراحل المسناوي، إنه كان رجلا من رجالات الوطن مدافعا عن قيمه وهويته وثقافته طيلة المدة التي عرف فيها حيث كان نعم الرجل بتواضعه وبثقافته وبتفانيه في عمله وإخلاصه .
وأضاف الخلفي إن رحيل المسناوي يشكل خسارة كبيرة سينمائيا وثقافيا وحضاريا ودبلوماسيا، مشيرا إلى أنه كان خير سفير للسينما المغربية في مختلف دول العالم.
وكان الملك محمد السادس قد بعث ببرقية تعزية إلى أفراد أسرة الباحث والناقد السينمائي الراحل المسناوي، أعرب فيها لأفراد أسرة الفقيد، ومن خلالهم لكافة أهله وذويه، ولعائلته الأدبية والفكرية، عن أحر التعازي وأصدق المواساة، في رحيل هذا الكاتب المبدع.
وقد وصل جثمان الراحل ظهر اليوم إلى مطار محمد الخامس على متن طائرة قادمة من القاهرة حيث كان غي انتظاره عدد من أقاربه وأصدقائه ومعارفه.
وترك الرحيل المفاجيء للمسناوي أسى لدى منظمي المهرجان ورواده الذين عبروا عن أسفهم لهذا الفقدان الذي غيب ناقدا سينمائيا كبيرا واكب طيلة حياته أهم المهرجانات والتظاهرات السينمائية العربية والعالمية وأسهم بقلمه وتحليلاته العميقة في إثراء الحقل السينمائي المغربي والعربي.
ونعت رئيسة مهرجان القاهرة السينمائي ومديره والمشرفون عليه الراحل المسناوي أحد أهم النقاد الذين واكبوا عددا من دورات هذا المهرجان بكتاباته وآرائه في النقد السينمائي بصفته أحد الأكاديميين المتخصصين في هذا المجال الفني.
وقررت إدارة المهرجان أن تقيم بعد ظهر اليوم بدار الأوبرا المصرية، مقر عروض المهرجان، حفلا تأبينيا للراحل.
كما نعاه مهرجان الأقصر للسينما العربية والأوروبية معربا عن “بالغ الحزن الذى ألم بالوسط السينمائي المصري لفقدان ناقد بحجم مصطفى المسناوي، الذى أصر رغم آلامه ومعاناته من مشاكل صحية على تأدية دوره حتى اللحظة الأخيرة”.
وفي بيان لوزارة الثقافة المصرية نعى وزير الثقافة والمثقفون المصريون الراحل وأشادوا بإسهاماته في إثراء الحقل السينمائي .
ويذكر أن مصطفى المسناوي من مواليد 1953 بالدار البيضاء، ودرس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ، وحصل على الإجازة في الفلسفة سنة 1977 ثم على دبلوم الدراسات المعمقة. وكان عضوا في اتحاد كتاب المغرب ، وساهم في تحرير مجلة “الثقافة الجديدة”، كما عمل مديرا لجريدة “الجامعة”، و لمجلة “بيت الحكمة” المختصة في الترجمة.
وتوزع إنتاج الراحل بين القصة القصيرة والترجمة عن الفرنسية والإسبانية، حيث صدر له عمل قصصي هو ” طارق الذي لم يفتح الأندلس” الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت في 1976 ، وترجمتان هما “المنهجية في علم اجتماع الأدب” للوسيان غولدمان، و”سوسيولوجيا الغزل العربي: الشعر العذري نموذجا” للطاهر لبيب.