ألهب فنانون مغاربة، نهاية الأسبوع الماضي بأوسلو، حماس الجمهور النرويجي، وذلك خلال حفلات أحيوها في إطار النسخة التاسعة لمهرجان “إيراس” للتنوع الثقافي.
وقدمت فرقة “مازاغان” مع حميد الحضري، أقوى إنتاجاتها الفنية خلال السنوات الأخيرة التي تفاعل معها الجمهور النرويجي بشكل كبير ضمن فعاليات مهرجان “إيراس” (يومي 29 و30 غشت الجاري) الذي يعد من أهم المواعيد الثقافية بأوسلو.
ونجحت الفرقة في خلق أجواء احتفالية في تجاوب مع جمهور غفير من نرويجيين وسياح وأفراد الجالية المغربية المقيمة بهذا البلد الاسكندنافي، الذين حلوا بكثافة قادمين من عدة مدن نرويجية.
وبدا تجاوب الجمهور الحاضر في دورة 2015 التي نظمت وسط الساحة الشهيرة “ريد هوسا” بأوسلو، كبيرا خاصة مع باقة من أشهر أغاني الفرقة وأيضا مع القطع الموسيقية التي تمزج بين الموسيقى العصرية والألحان المغربية الأصيلة.
كما تضمن برنامج مهرجان “إيراس” للتنوع الثقافي موعدا آخر تميز بعروض متنوعة لأحد فرق كناوة القادمة من المغرب، وتقديم الفنان المغربي رشيد القاسمي لعدد متنوع من أغاني الراي المشهورة، وذلك خلال حفل فني تابعه جمهور عريض من مختلف الأعمار والجنسيات.
واستطاع الفنان الشعبي رشيد القاسمي أن يشد أنظار الحاضرين إلى أدائه المتنوع لمقطوعات موسيقية وأغاني عصرية وأخرى من التراث المغربي.
وتميزت المشاركة المغربية في المهرجان، الذي حل فيه المغرب ضيف شرف، أيضا بإقامة عدد من الأروقة، وفعاليات ثقافية وفنية أخرى لأفراد من الجالية المغربية المقيمة بالنرويج.
كما عرف هذا الحدث الثقافي، الذي نظم بشراكة مع بلدية العاصمة أوسلو، إقامة رواق مغربي يعرض العديد من منتوجات الصناعة التقليدية والفنية المغربية، ورواق آخر للمكتب الوطني المغربي للسياحة بالبلدان الاسكندنافية والبلطيق للتعريف بالوجهة السياحية للمغرب، وعقد لقاءات مع فاعلين سياحيين.
وتم ضمن المشاركة المغربية، التي نظمت بتعاون بين سفارة المغرب بالنرويج و”دار الصانع” (التابعة لوزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني) والمكتب الوطني المغربي للسياحة بالبلدان الاسكندنافية والبلطيق (مقره ستوكهولم)، وجمعية “موزاييك”، تسليط الضوء على التراث الثقافي المغربي، خاصة في مجال الصناعة التقليدية العريقة والأزياء والتصاميم المتميزة وفن الطبخ المغربي.
كما شاركت فرقة كناوة في موكب كبير عرف حضور فرق تنتمي لعدد من الجاليات المقيمة بالنرويج، وجاب أرجاء العاصمة أوسلو، في مزيج فني بين الفن الكناوي المغربي والأداء الثقافي المتميز.
يشار إلى أن مهرجان “إيراس”، الذي تنظمه أكثر من عشرين جمعية يشرف على تسييرها أبناء الجاليات المختلفة المقيمة بالنرويج، يهدف إلى التعريف بالثقافات المتنوعة وبالفنون التي تزخر بها العديد من بلدان القارات الخمس.
وفي هذا الصدد، سعت دورة 2015 لهذا المهرجان إلى أن تكون نقطة التقاء رئيسية طوال يومين بين أبناء الجاليات المقيمة بهذا البلد الاسكندنافي، خاصة في ظل تعدد المنظمات الجمعوية المؤطرة لها.