السبت , 21 ديسمبر 2024
الرئيسية » أسفار » مدينة الجديدة في المغرب القصبة البرتغالية على المحيط الأطلسي

مدينة الجديدة في المغرب القصبة البرتغالية على المحيط الأطلسي

 

مدينة الجديدة أو القصبة البرتغالية ” مازاكان ” عاصمة دكالة المنطقة الفلاحية بامتياز وقبلة عشاق مواسم الفانتازيا والمهرجانات وأحد أجمل المدن الشاطئية المتربعة على المحيط الأطلسي التي تحولت إلى قبلة للسياحة العالمية .

 


قبل أن تحمل اسم ” الجديدة” ظلت هذه المدينة التي تبعد عن أكبر المدن في المملكة الدار البيضاء بحوالي 80 كلم تحمل اسم “المهدومة ” نسبة إلى الهدم الذي طالها بعد خروج الاحتلال البرتغالي نهاية العام 1769 ميلادية ، وللاستعمار البرتغالي لهذه المدينة قصة عشق استمرت لحد الساعة فالبرتغاليون اختاروا هذه المدينة دون سواها لموقعها الاستراتيجي على المحيط الأطلسي وشيدوا بها أجمل المباني أهمها القلعة التي أطلقوا عليها اسم “مازاكان” وتعتبر تحفة فنية في البناء والمعمار الذي يمزج بين ماهو روماني وإسلامي واسباني برتغالي ،ما أهلها لتحظى حاليا بعناية خاصة من طرف المنظمات الدولية وخاصة منظمة اليونسكو التي اختارتها كأحد أجمل وأرقى البنايات التاريخية على الكرة الأرضية ولتسجل ضمن التراث البشري الدولي .

 

مازاكان

 

حسب أكثر من مصدر فان كلمة ” مازاكان” أصلها أمازيغي وتعني ” أمزيغان” أي الامازيغ واستمد البرتغاليون هذا الاسم من صلابة وقوة وبطش الامازيغ آنذاك حيث يرمز هذا الاسم إلى مناعة قصبتهم العسكرية التي أنشئوها وهي القصبة نفسها التي لا تزال تحافظ على أكثرية ملامحها وبنياتها حيث تحولت إلى أحد أهم المعالم السياحية حاليا ،ولا يمكن لزائر مدينة الجديدة أن يستثني من برنامجه زيارة هذه القصبة أو ” الحي البرتغالي ” كما يطلق عليه أهل المدينة والذي يضم حاليا مساكن مأهولة لحد الساعة ومقاهي ومحلات ومطاعم ..توفر الشئ الكثير للسائح وبين أحضان مآثر جميلة .

في العام 1769 تحررت مدينة ” مازاكان” من يد الاحتلال البرتغالي على يد السلطان العلوي محمد بن عبد الله وقد بقيت لسنوات عدة مهجورة تقريبا إلى أن أمر السلطان عبد الرحمان بإعادة ترميمها وبناءها حد أن تحولت إلى مدينة ” جديدة” بكل المقاييس ليتم بعد ذلك اختيار اسم “الجديدة” ليطلق على هذه المدينة التي لم ينتهي قدرها مع الاستعمار الأجنبي حيث خضعت وفي العام 1912 من جديد للحماية الفرنسية مع الاستعمار الفرنسي للمملكة ومن تم سماها الجنرال ليوطي “بدوفيل المغرب” وهو الاسم الذي لم يستسغه المغاربة آنذاك وظلوا في تحد واضح للاستعمار الفرنسي يطلقون على مدينتهم اسم ” الجديدة” وهو الاسم الذي حملته ولا تزال منذ الاستقلال .

 

القصبة البرتغالية

 

إذا كانت الشواطئ الجميلة لمدينة الجديدة هي أهم ما يستقطب السائح المحلي والأجنبي على السواء بالنظر لجمالها وزرقة مياهها وروعة رمالها الذهبية التي تمتد من شاطئ الجديدة وقبله وادي أم الربيع بأزمور ومن بعدها شاطئ سيدي بوزيد الرائع ، فان بعض المآثر بالمدينة لها الحظوة الكبرى عند السواح وبشكل خاص “المسقاة البرتغالية” وسط القصبة التي صارت علامة مميزة للمدينة تناقلتها الصور التذكارية كعلامة خاصة واستثنائية للسياحة في المدينة والمنطقة برمتها ، “فالمسقاة” التي حضيت باهتمام خاص من طرف وزارة السياحة ووزارة الثقافة وكذا من طرف المنظمات الدولية والبرتغالية بشكل خاص هي عبارة عن مخزن لمياه المطر ومكان سري استعمله البرتغاليون لتخزين الأسلحة والأشياء الثمينة وقد تم اكتشاف هذا المخزن الذي تحول لأشهر المواقع السياحية صدفة بعد سنوات طويلة من خروج البرتغاليون من المدينة وكانت بعض أشغال البناء الصغيرة التي أراد أحد أصحاب إحدى المحلات أن ينجزها سببا في اكتشاف هذا “الكنز” المعماري والأثري والسياحي الخلاب .

 

السياحة العالمية  

 

قبل سنتين من الآن كان قدر مدينة الجديدة على موعد مع اكبر وأرقى المحطات السياحية في شمال إفريقيا قاطبة وأعني بذلك محطة “مازاكان” السياحية التي تحولت لوجهة سياحية عالمية يقصدها مشاهير العالم من أهل الفن ومن الملوك والرؤساء وأثرياء الدنيا آخرهم العاهل السعودي الذي قضى فترة نقاهته بهذه المحطة السياحية بعد عودته من رحلة العلاج في الولايات المتحدة الأمريكية. .

المحطة السياحية التي تنام على أكثر من 500 هكتار والمتاخمة للشاطئ الأطلسي بجوار مساحات شاسعة من الغابات بين مدينتي الجديدة وأزمور تقودها أحد أكبر الشركات الدولية المتخصصة في السياحة الفخمة أي مجموعة ” كريزنر الدولية ” بشراكة مع مجموعة ” دبي العالمية” و”صندوق الإيداع والتدبير المغربي” والشركة “المغربية الإماراتية للتنمية” وتوفر كمحطة سياحية مجمل شروط الراحة والاستجمام بالنظر إلى تعدد مرافقها الترفيهية التي تتمثل في  ملعب للغولف “18 حفرة” و500 غرفة فندقية من صنف الخمسة نجوم و150 فيلا فاخرة وكازينو متعدد الأدوار ومطاعم وملاهي ناهيك عن برامج وفقرات توفر للزائر عالما جديدا .

مدينة الجديدة بذلك (عاصمة دكالة) تحولت إلى قبلة عالمية وركبت بذلك قطار تنمية محلية رغم الظروف العالمية الصعبة وكأن قدر هذه المدينة التي سماها في أزمنة غابرة الرومان ب ” روزيبيس” أن تكون قبلة أبدية للآخر وأن تفتح أحضانها دوما للأجنبي

شاهد أيضاً

بالفيديو..فضحية علمية بمناظرة مراكش حول الصحة في افريقيا

أنقذ البرفسور ربيع رضوان الموقف حين تدخل في الندوة الدولية التي نظمت حول موضوع تقنين …