انطلقت مساء أمس الأربعاء، فعاليات الدورة الحادية عشرة لموسم التمور بتغجيجت (إقليم كلميم)? التي تنظم هذه السنة تحت شعار “واحة تغجيجت مقومات حضارية وتاريخية ومجال سياحي واعد” .
وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة السنوية? التي تنظم بمبادرة من جمعية “موسم التمور بتغجيجت” بتعاون ودعم من المجلس الجماعي لتغجيجت ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب إلى غاية السبت المقبل? بافتتاح معرض المنتجات المحلية الذي ضم عدة أنواع من التمور المحلية والعسل وزيت الأركان والأعشاب الطبية والعطرية فضلا عن الزي التقليدي ومشتقات الصبار والكسكس التقليدي.
وقدمت لوالي جهة كلميم السمارة عامل إقليم كلميم السيد محمد عالي العظمي الذي كان مرفوقا بعامل إقليم طاطا السيد حسن خليل ، بهذه المناسبة، معطيات حول العمليات المنجزة وكذا المبرمجة في سلسلة التمور ضمن المخطط الفلاحي الجهوي بجماعة تغجيجت ( 80 كلم شمال شرق كلميم ) قبل أن يقوم بغرس 11 نخلة بفضاء دار الثقافة وذلك احتفاء بمرور 11 سنة على انطلاق هذه التظاهرة الاقتصادية .
كما تم بهذه المناسبة? التي قدمت خلالها فقرات فنية متنوعة مستمدة من التراث المحلي? تسليم نظارات طبية لفائدة تلاميذ يعانون من ضعف البصر ( 115 نظارة ) ومعدات وتجهيزات ولوازم رياضية خاصة بملاعب القرب وتوزيع جوائز على أفضل منتجي التمور بالمنطقة .
وأبرز رئيس جمعية “موسم التمور بتغجيجت” ? أحمد هيفون? في كلمة خلال حفل الافتتاح ? أن الهدف من هذه التظاهرة هو تثمين منتوج التمور وعصرنته ولا سيما نوع ” بوفكوس ” من أجل الحصول على العلامة التجارية لتمييزه وتبويئه المكانة اللائقة به في المعارض والأسواق الوطنية والدولية وبالتالي تحسين أوضاع الفلاحين والمنتجين .
وأوضح أن الإشكالية المطروحة اليوم تتعدى عملية تثمين التمور لتشمل التنمية المحلية في بعدها الشامل واستمرار الواحة وصمودها كمنظومة أمام التوسع العمراني وزحف الرمال والتصحر وتوالي سنوات الجفاف واستنزاف الفرشاة المائية والتدبير غير المعقلن للموارد المائية، مبرزا أن مواجهة هذه التحديات يستدعي تضافر جهود كافة المتدخلين المعنيين وفق استراتيجية تعتمد التحاور المستمر ورؤية مستقبلية واضحة قوامها تشخيص تشاركي دقيق ومخطط عملي فعال.
ويتضمن برنامج النسخة الحادية عشرة للموسم تنظيم مائدتين مستديرتين، الأولى حول ” حماية الواحة من الفيضانات ” والثانية حول ” السياحة الواحاتية الواقع والآفاق ” ودورة تكوينية لفائدة جمعيات مستغلي المياه لأغراض زراعية حول الاستغلال الأمثل وتدبير مياه السقي، وورشة حول “التدبير المالي للجمعيات والتعاونيات”.
وستعرف هذه الدورة أيضا تنظيم ندوة حول “أهمية المآثر التاريخية والعمرانية والسياحية بجماعة تغجيجت والعمل على رد الاعتبار لهذا التراث من خلال الترتيب والتصنيف والحماية القانونية ” وإلقاء عرض حول “مشروع تدبير النفايات الصلبة بجماعة تغجيجت” وتنظيم قافلة ” نخيل ..تمر ” لتحسيس وتوعية الفلاحين حول كيفية تسميد التربة.
كما سيتم على هامش هذه الدورة تنظيم عروض في فن الفروسية وإقامة سهرات فنية بمشاركة فرق موسيقية محلية وتنظيم أنشطة ترفيهية لفائدة الأطفال والشباب وسباق على الطريق ودوري في كرة القدم .
وحسب المنظمين، فإن هذه التظاهرة السنوية تأتي لدعم الجهود المبذولة لضمان استمرار الواحة كإرث حضاري وجزء لا يتجزأ من التراث المحلي والتعريف بالمؤهلات الفلاحية والسياحية المتوفرة، وخلق رواج اقتصادي بالمنطقة وإبراز التنوع الثقافي الذي تزخر به الواحة.