انطلقت مساء الأحد بالدار البيضاء فعاليات الدورة ال 26 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي الذي تنظمه كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببن مسيك تحت شعار “ملتقى الطرق: مسرح وسفر ولقاء”.
وبهذه المناسبة، أكد رئيس جامعة الحسن الثاني المحمدية الدار البيضاء سعد الشريف الوزان، في كلمة له خلال حفل الافتتاح، أن هذا المهرجان يعتبر تظاهرة ثقافية وفنية ذات طابع خاص، لما تتيحه من إمكانات للتعريف بالمغرب وبمؤسساته الجامعية عبر العالم، مع ما تضمنه من آفاق واسعة للتعاون وتبادل الخبرات والتجارب بين شباب من مختلف الثقافات والانتماءات الفنية العالمية.
وأضاف أن هذه التظاهرة المسرحية الدولية أصبحت مع توالي الدورات تمثل مشروعا ثقافيا وعلميا، لها مساهمتها الجلية في تكوين الطلبة وتنمية مداركهم، وتمكينهم من الانفتاح على ثقافات العالم عبر الفرق المشاركة.
وبعد أن أشار إلى دور المهرجان في ترسيخ موقع الكلية المنظمة في المشهد العلمي والثقافي الوطني، أبرز أهمية انخراط الشباب عموما، والطلبة على الخصوص، في كل المشاريع الرامية إلى تأهيلهم وزيادة حظوظهم في الاندماج في سوق الشغل، ومواجهة التحديات المرتبطة بالبحث العلمي وتحقيق التنمية الشاملة خاصة في بعدها الثقافي.
ومن جانبه اعتبر رئيس المهرجان عبد القادر كنكاي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، أن دورة هذه السنة، التي تتزامن والاحتفال بالذكرى الثلاثين لتأسيسها، تشكل محطة هامة للتفكير في تجربة هذه التظاهرة الفنية، وما يمكن أن تقدمه كمشروع ثقافي تنموي للجامعة المغربية بصفة عامة، ولمدينة الدار البيضاء على الخصوص، داعيا إلى تقديم المزيد من الدعم للمهرجان كمبادرة علمية بيداغوجية واستراتيجية لها دورها في تقوية موقعها كقطب اقتصادي وثقافي على الصعيدين الإقليمي والقاري.
وأبرز في هذا السياق أن اختيار المكسيك ضيفة شرف للمهرجان يعود إلى أهمية التعاون الذي تحقق بين المهرجان وعدة جامعات مكسيكية، وكذلك إلى كون المكسيك كانت ومازالت بدورها “ملتقى طرق” بين شمال أمريكا وجنوبها.
وتميز حفل الافتتاح بتكريم اسمين بارزين في المسرح المغربي وهما الفنانة عائشة ساجد والممثل عبد اللطيف هلال، وذلك نظرا لما عاشته الفنانة ساجد لما يقارب من 49 سنة على خشبة المسرح، كونت خلالها تجربة مسرحية قدمت فيها أكثر من 40 عملا مسرحيا، فضلا عن انفتاحها على الأعمال المسرحية العالمية.
أما الممثل عبد اللطيف هلال فيعتبر من الرعيل المؤسس للحركة المسرحية المغربية الحديثة ضمن مسرح الهواة سنة 1963 رفقة الراحل مصطفى التومي في عدد من المسرحيات، كما دخل هذا الفنان منذ 1967، عالم الاحتراف مع فرقة المعمورة من خلال عدة إبداعات مسرحية عالمية.
ويتضمن برنامج هذه الدورة، التي يشارك فيها فرق مسرحية جامعية من بينها، فضلا عن المغرب والمكسيك، مصر وفرنسا وليتوانيا ورومانيا وألمانيا وبولونيا والكوت ديفوار وجورجيا، والتي ستقدم عروضها أمام الجمهور ولجنة تحكيم مكونة من مغاربة وأجانب، تنظيم ورشات فنية لفائدة الطلبة الجامعيين المشاركين في هذه الدورة