عن موقع albalad.ma
الشيخة في المغرب كانت ولاتزال امرأة استثنائية .
وضعها الرمزي والاعتباري في المجتمع ظل قائما، وظلت تحظى بالتقدير وشكلت المختلف الجميل منذ أن صدحت بصوتها الرنان في قبائل كان فيها صوت المرأة “عورة” ، وخلقت ثورة جميلة في مجتمع متزمت حين توسطت بقدها المديد بالزي المغربي التقليدي ساحات الغناء في وقت كانت فيه المرأة ترقد في غياهب التخلف والتزمت .
الشيخة في المغرب امرأة استثنائية بكل ما تحمل الكلمة من معنى .
ويكفي ان نستحضر حضورها إلى جانب المقاومة ضد الاستعمار في فترة من تاريخ المغرب ، حين استعلمت صوتها ببحثه العروبية والامازيغية والحسانية كسلاح لقصف المستعمر ، وشكلت الفارق حين انتقدت الظلم والجور والحرمان ، وتغنت بالغياب والفراق وتعددت مواضيع“عيطتها” من (العيطة) لتغني قصائد في العشق والمتعة والذم والتغني بالطبيعة والجمال ، ولتشكل دوما الممتع والساحر .
بكل هذه المعاني ، يصعب ان تقول الممثلة دنيا بوطازوت إنها جاءت لتعيد الاعتبار للشيخة في المغرب ، وأن أداءها لدور الشيخة في مسلسل تلفزيوني هو بمثابة إحترام وتقدير للفنانة الشعبية الحقيقية في هذا البلد .
تقدير الشيخة يبقى قائما دون” بوطازوت “أو غيرها في مجتمع يحترم الشيخة كفنانة ويصون وضعها الرمزي ويقبل على فنها وتمثل حضورها القوي ، وينظر بتقدير لصمودها ونضالها لاختياراتها العسيرة رغم النفاق المجتمعي الذي يعشقها في الخفاء ويحاول رفضها في العلن .
ما يحسب للمسلسل الرمضاني الذي استحضر شخصية “الشيخة ” هو إثارة الموضوع ، وما عاد ذلك فلا شيء يستحق التنويه ، لان الشيخة في المغرب وضعها مصان كامرأة وكفنانة وكإنسان ومواطنة صالحة ،، ، ونحن هنا نقصد الشيخة الحقيقية “العياطة” صاحبة قضية في الغناء والكلام الموزون الشعبي الخارج من باطن اليومي المعاش و الضاج بالحكم والمعاني والاشارات والدلالات .
تحية إذن للشيخة المغربية الحقيقية ، والاصبع الوسط من اليد للمتسلطات على حرفة “التشيخات ” من التراكسات والتسوناميات والشاذات والشواذ الذين تعمدوا عن جهل وسطحية مفرطة اختصار دور الشيخة في هز الأرداف وتحريك الموخرات الكبيرة في صورة يستحق اصحابها الشفقة أكثر من اي شيء آخر .