لم يعد من الممكن تحمل كل هذا الغباء الشديد الذي ترتكبه القناتين المغربيتين الاولى والثانية خلال شهر رمضان وتحديدا في البرامج والمسلسلات والفقرات التي تقدم قبل وأثناء وبعد الافطار
طوفان من الرداءة والتفاهة و”التحيميير” يرتكبه شخوص أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها شخوص تافهة تفاهة المنتوج الذي يقدمونه ويعتقدون أنهم ينجزون شيئا مهما ومقنعا …وقد عجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات والانتقادات التي تطلب من القناتين توقيف هذه الجرائم التي ترتكب في حق المشاهد المغربي الذي وجد نفسه أمام مسوخات فنية وظواهر فنية شكلت ملمح رداءة لاقبل للدراما المغربية بها
الصحف المغربية الصادرة في اليومين الاولين من رمضان اشارت بدورها للمستوى الهزيل للمنتج الفني الرمضاني وطالبت بتدخل عاجل للهاكا اي الهيأة العليا للسمعي البصري في المغرب من أجل انهاء هذه المهزلة التي يصرف عليها المواطن المغربي من جيبه ومن قوت يومه .
أهل الفن بدورهم احتجوا على المستوى الهابط لهذه الانتاجات التافهة.. الفنان فؤاد زويريق كتب على حائطه بالفايسبوك مقالا مطولا ووجه فيه النقد لآسماء بعينها وانتاجات بعينها ..تدوينة زويريق لاقت تجاوبا كبيرا من طرف أهل الفن الذين أجمعوا على فداحة ما يقدم خلال هذا الشهر ، وكتب قائلا :
سأذكر بعض ما شاهدته، لنأخذ على سبيل المثال السلسلة الهزلية الرخيصة ”حي البهجة” وسأوجه كلامي لاسماء بعينها التي من المفروض ان تكون في اعمال ارقى من هذا الخراء بمليون ألف مرة، بالله عليك يا عبد الصمد مفتاح الخير ماذا ستسفيد من هذا العمل وأنت ممثل ومبدع جاد ؟ بعض الدريهمات؟ ستضيع حتما غدا أو بعده وسيبقى العمل وصمة عار على جبينك. بالله عليك يا عزيز يا حطاب ماهي الاضافة التي ستجنيها من مثل هذه التفاهات؟ وبالله عليك يا فضيلة بنموسى وأنت كبيرة بتجربتك وفنك لماذا تشاركين في مثل هذه القذارة؟ حتما أنتِ لا تحتاجين الى مالهم ولا الى شهرتهم، ومسيرتك لا تحتاج الى ثغرات وثقوب يرشح منها ما اكتسبتيه من خبرة وابداع حقيقين.
المسلسل الدرامي” عز المدينة ” لحكيم قبابي الذي سمعنا عنه الكثير وشاهدنا نجومه يزفون الينا خبر عرضه في هذا الموسم حتى ظننا اننا أمام ملحمة لم تحصل من قبل، ولا من بعد، حلقتان فقط كانتا كافيتان لتعرية سوأته واعطاء نظرة عما يحمل بين طياته في باقي الحلقات، لا جديد ولا شيء على الاطلاق، يكفي ان تشاهد في حلقته الاولى كيفية تصوير حادثة السير التي تتسبب في وفاة زوجة يوسف وابنته حتى تنفر منه، تصوير لا يدل على احترافية العمل ولا تقنييه، حادثة سير كاريكاتورية يمكن لاي هاو ان يصورها باسلوب اكثر اتقانا مما شاهدناه، حتى عنصر المفاجأة والتشويق تخلو منه، فقد ادركت ما سيقع من أول لحظة.
تأخذني الشفقة في مثل هذه الاعمال ببعض الاسماء التي اقدرها لابداعها ومسيرتها كأمين الناجي مثلا وفاطمة الزهراء بن ناصر… للاسف هي أسماء تضيع داخل هذه المستنقعات وهذا يحز في نفسي كثيرا. هذان نموذجان فقط أما ما تبقى من اعمال فتشكل بدورها مع ما ذكرته خراء يستهدف عن قصد ما تبقى من فكر هذا المجتمع البئيس.
كلما شاهدت حلقة من برنامج “FBM المواجهة” يُستضاف فيها ممثل حقيقي من أولئك الممثلين الذين نعتز بهم ويعترف ويُطهر نفسه أمام بلال مرميد ومتابعيه ويتعهد بعدم المشاركة في اعمال تفتقر الى الجدية والرقي، أفرح كونه أدرك خطأه واستوعب حجم الكوارث الذي يتسبب فيها، ولانني في المغرب ففرحتي لا تدوم طويلا حتى أجده من جديد بهلوانا هنا أو مهرجا هناك ضعيفا مُستَغَلا من طرف البلداء من اصحاب الشكارة.