يقترح المخرج الشاب محمد الكغاط في فيلمه الجديد “رهان” قصة تجمع بين الكوميديا الخفيفة والطابع العاطفي مراهنا على وصفة سينمائية أثبتت قوة جاذبيتها لدى أوسع شرائح الجمهور.
وإن كان الفيلم (93 دقيقة) الذي عرض أمس الخميس في اطار مسابقة الأفلام الطويلة للمهرجان الوطني للفيلم في دورته السادسة عشر قد لا يثير اهتمام النقاد بالنظر الى بساطة الرؤية العامة للعمل ونمطية الحكاية، فان التفاعل الجماهيري مع الفيلم داخل قاعة العرض يؤشر على نجاح متوقع للعمل على مستوى الشباك، على غرار النجاحات التي حققتها أفلام كوميدية مغربية خلال السنوات الأخيرة، بتصدرها لقائمة العرض في القاعات الوطنية.
تبدأ قصة الفيلم الذي صورت مشاهده بمدينة افران، برهان بين صديقين حول قدرة أحدهما على الفوز بلحظة عشاء انفرادي مع نجمة سينمائية معروفة. ينجح الشاب بالفعل في ذلك متوسلا برسالة خادعة الى النجمة ياسمين رزقي، يدعي فيها الإصابة بمرض قاتل وأمله في تحقيق حلم أخير هو اللقاء بالممثلة الجميلة وتقاسم العشاء معها. ينجح في ذلك، بل تتوطد العلاقة بينهما الى حين انكشاف أمره، ليبدأ مسارا آخر من أجل استرجاع ثقة ياسمين.
جمع الكغاط في هذا العمل الذي كتب له السيناريو أيضا، نخبة من الممثلين البارزين في مقدمتهم أسماء الخمليشي في دور الممثلة ياسمين ومراد الزاوي في دور الشاب العاشق مروان وربيع القاطي في دور صديق مروان وايمان المشرفي في دور الوكيلة الفنية للممثلة وأمينة سرها.
ويعزز فيلم “رهان” لمحمد الكغاط انتعاش الجنس الكوميدي في السينما المغربية خلال الآونة الأخيرة، بوصفه الأقدر على جلب أكبر عدد من المشاهدين الى القاعات السينمائية، مستندا على تواصله مع أحلام الشباب ومزجه بين عوالم الإثارة السردية في نماذج من السينما الهندية والمصرية والهوليودية.
وانضاف فيلم “رهان” الى “الفروج” لعبد الله فركوس و “الحمالة” لسعيد الناصري في ثلاثية كوميدية تجد نفسها ضمن قائمة متنوعة الأجناس من أفلام المسابقة الرسمية للتظاهرة.
يذكر أن مسابقة الأفلام الطويلة للمهرجان الوطني للفيلم، التي تختتم مساء اليوم، تعرف مشاركة 15 فيلما طويلا، تمثل حساسيات وأجيال فنية مختلفة، وتزكي طابع التنوع في المواضيع والأساليب في المشهد السينمائي الوطني.