تُعرّف دراسة أميركية صادرة عن “مركز بحوث السمنة والتغذية”، في جامعة “كارولينا الشمالية”، النحافة بــ”نقص وزن الجسم عن المعدّل الطبيعي، بنسبة تراوح ما بين 25 و35%”.
ومعلوم أن طريقة حساب المعدّل الطبيعي للوزن، تتمّ عبر قسمة الوزن (بالكيلوغرامات) على مربع الطول (بالمتر)، فإذا ما جاءت النتيجة أقل من 18.5، فهذا يعني أن المرء يعاني من النحافة.
“سيدتي نت” يطّلع من الاختصاصية في التغذية العلاجية بـ “المركز الطبي الدولي، بجدة، سمية صالح على الأسباب المسؤولة عن الإصابة بالنحافة، والطرق الآيلة إلى زيادة الوزن.
يقسّم اختصاصيو التغذية النحافة إلى أنواع عدّة، أبرزها:
• النحافة الوراثية: قد يرث الفرد النحافة من أحد أفراد عائلته، كما العادات الغذائية السيئة، كعدم الإقبال على تناول أنواع معيّنة من الأطعمة، ما يعرّضه منذ الصغر إلى سوء التغذية، وضعف البنية الجسدية.
• النحافة الغذائية: في حال نقص كمّ الغذاء المتناول، يومياً، عن المعدّل المثالي له، يقوم الجسم بالسحب من مخزون الدهون في الأنسجة الشحمية، ليحصل على الطاقة اللازمة له، ما يؤدّي إلى ضعف الشهيّة، وفقدان الوزن.
• النحافة المرضية: تنتج عن الإصابة ببعض الأمراض، أبرزها: أمراض الغدد الصماء والجهاز الهضمي والجهاز الدوري والسكري.
خطوات لزيادة الوزن
ممّا لا شك فيه أن هناك أنظمة غذائيّة حديثة تستهدف زيادة الوزن، وتحسين نموّ الجسم وفتح الشهيّة، أبرزها:
• تناول الأطعمة المساعدة على إراحة الأعصاب، كالبيض، والسمك، والحبوب الكاملة، واللحوم، والأرز، والقمح، والخميرة، وذلك لاحتوائها على حمض “التربتوفان” الأميني، الذي يحفّز المخ على إفراز مادة “السيروتونين”، التي تعطي الجسم القدرة على تحمّل الانفعال والقلق، فضلاً عن أهمية تناول بعض الفيتامينات والمعادن الباعثة على الراحة وزيادة الوزن، كفيتامين “بي 6″، و”دي”، وأملاح الكالسيوم والماغنسيوم. وفي هذا الإطار، ينصح الخبراء باستهلاك الزبادي، والكاكاو، والشوكولاته، وبعض أنواع الخضر الورقية (البقدونس والسبانخ والفجل والخس) الغنيّة بالفيتامين (اي) A، الذي يعمل على تقليل إفراز الغدة الدرقية، ما يحدّ من الشعور بالتوتر والعصبية. ويؤكّدون على أهمية تناول التمر في علاج النحافة، لاحتوائه على فيتامينات “أ” و”بي 1″ و”بي 2″، علماً أن كيلوغراماً من التمر يمدّ الجسم بــ3000 سعرة حرارية، وتزداد هذه القيمة إذا أضفنا الحليب الطازج أو الرائب أو قليلاً من المكسّرات إليه.
• تكمن مشكلة معظم النحفاء في ضعف أو فقد الشهيّة، ما يجعلهم يصمدون فترات طويلة بدون الشعور بالجوع نتيجة أسباب عدّة، أبرزها:
– تأثير العوامل النفسية في مركز الشبع بالمخ.
– نوع الطعام المستهلك، فالبروتينات والألياف والمواد الدهنية تعطي إحساساً سريعاً بالشبع لفترات طويلة، بعكس المواد النشوية والسكرية، التي تنبّه الشهيّة، وتثير الشعور بالجوع.
– الإكثار من تناول الكافيين الذي يساعد على فقد الشهيّة، إلى جانب دوره في إبطاء عملية الهضم.
– عدم تنظيم مواعيد تناول الطعام.
وللتغلّب على مشكلة ضعف الشهيّة، ينصح بتقسيم الطعام إلى أكبر عدد من الوجبات المحتوية على كمّ قليل من الطعام، في كل مرّة، تلافياً لإرهاق قناة الهضم بطعام دسم وغير معتاد، ما يؤدّي إلى حالة التلبّك المعوي، إلى جانب الإكثار من تناول السلطات التي تحتوي على البصل، والفلفل، والبندورة، والمخلّلات، والأطعمة الحرّيفة.
الدليل الغذائي
• البروتين: يحتاج النحيف، يومياً، لنحو 100 غرام من البروتين الغذائي المتوافر في اللحوم، والأسماك والدجاج، والبقول، والبيض، والألبان، ومنتجاتها، وذلك لأهميّته في بناء الأنسجة والخلايا و”هيموغلوبين” الدم. كما أن البروتين يعدّ المصدر الرئيس للهرمونات، و”الأنزيمات” الهاضمة بالجسم.
• “الكربوهيدرات”: يحتاج النحيف إلى 400 غرام من “الكربوهيدرات” يومياً، فالأخيرة تشكّل المصدر الأساس للطاقة في الجسم. وتتوافر “الكربوهيدرات”، في: الحلويات، والأرز، والمعكرونة، والفاكهة، وسكر الطعام.
• الدهون: يجب أن يراوح كمّ الدهون ما بين 70 و90 غراماً يومياً، في لائحة طعام النحيف. وتتوافر الدهون، في: الزبدة، والألبان، والقشدة، وصفار البيض، والزيوت.
• الفيتامينات: ينصح اختصاصيو التغذية بتناول فيتاميني “بي 1” و”بي 2″، بمعدّل 1.5 ملليغراماً، يومياً، نظراً إلى دورهما في زيادة الشهيّة، وسلامة الجهاز العصبي، وعملية التمثيل الغذائي. كما يوصي الاختصاصيون بتناول 4 ميكروغرامات من فيتامين “بي 12” يومياً، لأهميّته في تكوين خلايا الدم بصورة طبيعية والتخلّص من “الأنيميا”. ويتوافر “بي 12” في مصادر طبيعية متمثّلة، في: اللحوم، والكبد، والأسماك، والبيض، فضلاً عن فيتامين “بي 6” بمعدّل 2.5 ملليغرامات، ما يساعد على تكوين “الأنزيمات” اللازمة للجهاز العصبي، كما أنّه يفتح الشهيّة.