الإثنين , 27 يناير 2025
الرئيسية » الرئيسية » حصري : حوار مع محمد مفتكر مخرج فليم “جوق العميين” الفيلم المغربي الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش

حصري : حوار مع محمد مفتكر مخرج فليم “جوق العميين” الفيلم المغربي الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش

“جوق العميين” الفيلم المغربي الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش ..كمخرج للعمل كيف تشعر ؟
طبعا أشعر كمخرج بمسؤولية وبخوف أيضا وترقب وهذا طبيعي ثم أني فخور بهذه المشاركة التي هي في نفس الوقت مسؤولية كبيرة لأن فيلمي هو الفيلم المغربي الوحيد الذي يمثل المغرب داخل هذه المسابقة خاصة وأنه سيكون إلى جوار أفلام سينمائية ذات قيمة كبيرة جدا وبالتالي فمشاركة المغرب داخل المسابقة الرسمية هي في حد ذاتها تتويج للمجهودات التي تنجزها السينما المغربية بشكل عام خصوصا في ما يتعلق بالإنتاج الذي يعرف دينامكية مهمة على المستوى الإنتاج السينمائي حيث وصلنا إلى عدد محترم من الأفلام التي تنتج سنويا وبالتالي نحن الآن في ترتيب جيد قياسا بباقي الدول الإفريقية .

كيف تقدم فيلم ” جوق العميين” للقارئ ؟

فيلم “جوق العميين” لديه مكانة خاصة سواء في مساري السينمائي أو في حياتي كانسان فهو رجوع إلى الماضي رجوع إلى مرحلة السبعينات لنحكي الواقع المغربي انطلاقا من تصور أو وجهة نظر طفل لا يتجاوز سنة تسع سنوات وهذه الفترة كانت حاسمة في المسار السياسي والاجتماعي في المغرب سوى أنني القي عليها نظرة سياسية نظرة نوستالجيا وهي محاولة للتصالح مع الذات واعتقد انه لا يمكن معرفة أين نتجه إذا لم نعرف من أينا أتينا وبطل الفيلم هو طفل صغير يحاول أن يفهم والده دون أن يحاكمه وهو الوالد الذي يشتغل في جوق موسيقي شعبي كعازف على آلة الكمان وهي فرقة غنائية تشتغل في الأعراس والحفلات وأحيانا يتصنعون أنهم فرقة من العميان حتى يتمكنوا من الاشتغال عند بعض الأسر المحافظة أو يحيون أعراسا للنساء فقط وفي قالب كوميدي واقعي اجتماعي معالج بشكل واقعي شبيه بالواقعية الايطالية وقد حاولت طبعا الحفاظ على اختياراتي كمخرج حيث يمكن القول إن هذا الفيلم يمشي في الخط التصاعدي لتجربتي في الإخراج وفي نفس الوقت يشكل قطيعة مع ما سبق في تجربتي السينمائية ..لماذا ؟ استمرارية من ناحية الطرح التيماتيكي (الموضوعات) يعني دائما اشتغل على تيمة الأب ومساءلته ومحاكمته فمثلا إذا كان في فيلم “البراق” محاكمة الأب بقسوة فانه في فيلم “جوق العميين” ستصبح محاولة للصلح مع الأب وهنا يمكن القول إن التجربتين متكاملتين وفي نفس الوقت مختلفتين .

مرورك من تجربة الفيلم القصير في بداية مسارك الإخراجي ،هل ساهمت في تطوير أداءك كمخرج للفيلم الطويل ؟
ولو أنني لا أؤمن بالانتماء للمدارس في السينما فأنا قريب من المدرسة الألمانية ، ببساطة لأنه كي تصبح مهندسا معماريا في ألمانيا عليك أن تمر من كل مراحل البناء من تخليط الاسمنت واستعمال أدوات البناء وتحميل مواد البناء إلى آخره ..وكي أصبح مخرجا فقد مررت من كل المراحل التي تساعد على خلق العمل السينمائي حيث اشتغلت كتقني في مجموعة من الميادين ثم من بعد كمساعد مخرج ثم ككاتب سيناريو لأنه لا يمكن أن تصبح مخرجا بين عشية وضحاها، ويمكن مثلا أن تكون لديك تصورات أو موهوب ولكن أن تصبح مخرجا فهناك مسار هناك زمن وشخصيا لا أزال أتعلم وأحاول أن أفهم ميكانيزمات السينما وكيف يمكنك أن تشكل الواقعي المغربي سينمائيا هذا هو مشروعي وهذا هو همي.

هل تنتظر تتويجا في مهرجان مراكش السينمائي والظفر بأحد جوائزه ؟

أعتقد أنه لا نصنع أفلاما من أجل الجوائز فالأفلام تصنع للتعبير عن أشياءنا التي يجب أن نتقاسمها مع الناس سينمائيا ، فإذا كانت هناك جوائز مرحبا وإذا لم تكن فلا يعني ذلك أن العمل فاشل فالفن في رأيي ليس تنافسي بل تعبيري أي للتعبير والأفلام التي ستشارك في مراكش جاء أصحابها ليقولوا لنا أشياءهم السينمائية وليعرضوا إبداعاتهم وعلينا الإصغاء لتجربتهم وهذا هو الأساس ،أما الجوائز هي فقط شكل من أشكال الاحتفالية وليس كل المهرجان .

دائما يتم الحديث عن أزمة نص في السينما المغربية ، هل تتفق مع ذلك ؟
السينما المغربية تفتقر إلى النص الكلاسيكي التي أعتقد أنها في هذه المرحلة هي في الطريق إليه ، والمخرجين المغاربة قاطعوا هذا النص لعوامل عديدة من بينها أنهم كانوا يعتقدون أن السينما ليس مجالا فقط لحكي القصص بل السينما هي انطباعات وهي تعبيرات سينمائية ، ومن هنا جاء تموقف المخرجين من الحكي الكلاسيكي وهذا ما خلق فقرا على مستوى النص في السينما المغربية ، وعلى السينما المغربية أن تتصالح مع هذا النص لتعيد العلاقة إلى سويتها مع جمهورها المفترض وهو الجمهور العادي الذي يحتاج للقصة الكلاسيكية أي أنه يحتاج لحبكة قصة بكل مراحلها المعروفة أي البداية ثم الموضوع وأخيرا النهاية.
وأنا شخصيا كنت دائما عاشقا للحكي منذ الصغر دون أن أعرف أني سأكون مخرجا سينمائيا حيث كانت هوايتي هي أن أقص على أصدقائي في الحي أو زملائي في المدرسة الأفلام التي أشاهدها في السينما حينما أرافق والدي إلى سينما الحي وقد كانت لي أيضا القدرة على التخيل وصناعة أحداث من مخيلتي الصغيرة وهي المخيلة نفسها التي نضجت مع بداية دراستي للسينما بعدما بدأت أعرف كنه الميكانيزمات التي تخلق الحكي..هل أتقن الحكي أم لا ؟ هذا سؤال متروك للجمهور طبعا لكن بالنسبة لي حتى إن وجدت لديك قصة ببداية ونهاية وموضوع فان غياب معالجة سينمائية جيدة سيجعلها قصة فقيرة طبعا .
توفقت في اختيار الممثلين في فيلم ” جوق العميين” ، هل نجاح أي فيلم مرتبط بالممثل أم بعناصر أخرى ؟

اختيار الممثلين في نظري عملية تدخل في سياق كتابة الفيلم وعندما أقول الكتابة فلا يعني ذلك القصة لان الفيلم يكتب كسيناريو ويكتب ككاستينغ ويكتب كاختيار أماكن التصوير ويكتب في التصوير ويكتب في المونطاج أي أن كتابة الفيلم لا تنتهي إلا حين عرضه ، واختيار الممثل ليس اعتباطيا والمخرج الذي يخطئ في اختيار الممثل سيندم حيث لا ينفع الندم ، شخصيا أنا لست من المخرجين الذين يكتبون فيلما على مقاس ممثلين بعينهم بل أحب أن تبقى شخصية الممثل محايدة في الكتابة أي مجردة حتى أضع احتمالات كثيرة في اختيار الممثل الذي بعد اختياره يساعدني ذلك على إعادة كتابة السيناريو انطلاقا من شخصية الممثل وهنا السيناريو يأخذ غنى اخر ، وفي فيلم “جوق العميين” كان الاختيار الأول هو بطل الفيلم شخصية الحسين بيدرة التي جسدها الممثل يونس ميكري لان هناك تقارب في الشكل ولان ميكري موسيقي ثم تأتي بعد ذلك مرحلة اختيار محيط البطل العائلة ،الأصدقاء، زملاء العمل بمعنى أن اختيار البطل الرئيسي مرهون أيضا باختيار باقي الممثلين بما في ذلك الكومبارس وهو ما سيكون له الوقع الكبير لدى الجمهور حين سيشاهد الفيلم لأن انسجام وتناسق الممثلين والممثلات أهم عناصر نجاح الفيلم .

شاهد أيضاً

رحيل الملحن المغربي محمد بن عبد السلام الملقب بسيد الأغنية المغربية الزجلية

أكد مصطفى احريش الأمين العام للنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة وفاة الفنان والملحن المغربي محمد بن عبد السلام …