اعتبر المخرج المغربي سعد الشرايبي أن تحقيق الطفرة النوعية المنشودة للسينما المغربية يمر عبر استثمار قوي على محوري التكوين والتوزيع.
وقال سعد الشرايبي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، ان الإطار المؤسساتي الوصي على قطاع الفن السابع مدعو الى إنعاش الاستثمار في تكوين الموارد البشرية المؤهلة لإسناد صناعة الفيلم بتخصصاتها التقنية والفنية المختلفة من جهة، وتعزيز بنية الاستقبال الخاصة بتوزيع الفيلم المغربي في القاعات السينمائية، بما يقوي القاعدة الاقتصادية والجماهيرية للسينما الوطنية، من جهة ثانية.
بالنسبة لمخرج ” نساء ونساء”، ليس كافيا الحديث عن انتاج 25 فيلما في العام بينما لا يجد الا القليل منها طريقه الى لقاء الجمهور المغربي في القاعات التي تناقصت أعدادها بشكل مهول. حين يتأمل مسار السينما المغربية، يبدو سعيدا بتلك السمة الخاصة التي تتفرد بها، والمتمثلة في تعدد وتنوع المرجعيات التي تشكلت لدى السينمائيين على مستوى وجهات النظر وطرق التناول السينمائي والانشغالات الموضوعاتية والإبداعية. وهو لا يخفي أنه كان دائما مناهضا لفكرة وجود مدرسة سينمائية مغربية قد تسقط في النمطية والأحادية.
في هذا السياق، يعود سعد الشرايبي، الذي حل مشاركا في ندوة حول ” السينما والشباب” في إطار المهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء بزاكورة، الى منتصف التسعينيات حيث كان من مناصري الانفتاح على الشباب الواعد، وحاول إقناع السينمائيين المغاربة في المهجر بالعمل في المغرب. راهن على أسماء من قبيل نبيل عيوش ونور الدين الخماري وحسن الكزولي ورشيد بوتونس لإعطاء نفس جديد للسينما المغربية. بالطبع هذه الشريحة لها نظرة تقنية وموضوعاتية مختلفة وقدمت أعمال متفاوتة القيمة الفنية، وهو ” أمر طبيعي”.
لاحظ أن كل جيل يريد أن يطبع المشهد بأسلوبه والقطع مع سابقيه. كذلك فعل الجيل الثاني مع جيل الرواد، وكذلك يفعل الجيل الثالث من المخرجين مع الجيل الثاني. ما يعيبه الشرايبي أن بعض الشباب يميل الى التسرع في إنجاز العمل السينمائي. بعضهم ، يضيف المخرج، يسعى الى توقيع فيلم في ثلاثة أشهر، بين الفكرة و.الانجاز، وهذا امر لا يعقل في نظره لأن ” العمل المتكامل يتطلب التأني وأخذ الوقت الكافي لإنضاج المشروع. السينما فن ولكنها أيضا مهنة لها ضوابطها”.
في مجرى حديثه عن سؤال الأجيال لدى المخرجين المغاربة، يقول سعد الشرايبي “كان يعاب على جيلنا الجمع بين التخصصات الفنية. آنذاك لم تكن هناك الاطر الكافية التي تغطي التخصصات المطلوبة. اليوم هناك موارد بشرية تقنية في مختلف التخصصات فلم يعد مقبولا ان يواصل الجيل الجديد احتكار مختلف المهام”.