المجلة الفنية أول مجلة فنية إلكترونية مغربية متخصصة
“موروكو مول” على المحيط الاطلسي بمدينة الدارالبيضاء المغربية اكبر مراكز التسويق في افريقيا التي تتميز بالضخامة والهندسة المتجددة المستوحاة من ألوان البحر والذي تحول لمنطقة جذب سياحية كبرى أبهرت الزوار .
اخر الجوائز الكبرى التي حصل عليها ” موروكو مول” كانت الجائزة التي تمنحها لجنة التحكيم في السوق الدولي لمهني العقار “اوراذز” وقد سلطت هذه الجائزة التي تمنح بمدينة “كان” الفرنسية الضوء على هذا المشروع الضخم الذي كان ثمرة شراكة بين مجموعة “أكسال” المغربية وشركائها مجموعة “الجديعي ” السعودية والذي تم الشروع في بناءه عام 2007 ليفتح أبوابه العام 2011 ممتدا على مساحة 10 هكتارات شيدت منها مساحة 250 ألف متر مربع 70 ألف منها خصصت لفضاءات خارجية ومساحات خضراء وقاعة سينمائية وحلبة للتزحلق على الجليد هي الاولى من نوعها في المغرب حيث جمع المركز بين التسوق والترفيه والمطاعم ضمن تصور عمراني بديع استوحى حركية وألوان البحر وأضواء الطبيعة .
لمسات الابداع
لم يكن غريبا أن يتحول ” موركو مول” بعد سنة واحدة من افتتاحه لوجهة سياحية يتوقع أن يتوافد عليها أزيد من 15 مليون زائر سنويا ، فالى جانب كونه ملتقى كبريات شركات الازياء والموضة فان اللمسات الابداعية والتجديد التي ميزت سائر فظاءاته الثقافية والترفيهية كانت غاية الزوار الذين يوفر لهم المركز أزيد من 40 مطعما متنوع الاختصاصات والخدمات خاصة في الجهات المقابلة للمحيط الاطلسي بجمالية رماله وأمواجه حيث يحتضن حوالي 600 متر من الشاطئ ناهيك عن المعالم الكبرى للمركز المتمثلة أساسا في النافورة الموسيقية الاولى في المنطقة والثالثة عالميا فضلا عن الحوض الاسطواني للسمك الذي يضم مليون لتر من الماء يخترقه مصعد بانو رامي اعتبر من روائع الانجاز البشري خاصة وان الحوض هو الاول من نوعه افريقيا ويحتوي على المئات من الكائنات البحرية التي تم جلبها من كل محيطات المعمور
قبلة نجوم العالم
منذ افتتاحه في العام 2011 وتحديدا في الخامس من ديسمبر صار ” موركو مول ” محجا لعدد من نجوم العالم من مشاهير الغناء والموسيقى والسينما وعالم الموضة حيث تحتضن قاعاته حفلات عدة يحييها نجوم كبار كانت اخرهم جينفير لوبيز التي ساهمت في احياء حفل الافتتاح ومن بعده في حفلات كثيرة الى جانب نجوم حجوا الى المكان يغريهم في ذلك الموقع البديع والضخم على البحر وسعة قاعات العروض واحترافية المشرفين ممثلة في القاعة السينمائية عند مدخل المركز والمشيدة على مساحة ألف متر مربع تسع لاحتضان المئات من المتفرجين في حصص تتجاوز العشرة يوميا .
يجمع الجميع على أن ما يميز هذا المركز التجاري النائم بألوانه البحرية على المحيط الاطلسي والذي غير ملامح كورنيش عين الذئاب بالدار البيضاء هو أنه جمع مابين الابداع الهندسي الحديث والبراعة التقليدية التي تفنن فيها الصانع التقليدي المغربي في تناغم مع الهندسية الاندلسية فالى جانب أروقة شركات الموضة العالمية تجد مجسمات لأسواق مغربية عتيقة كسوق فاس والسوق الامازيغي وسوق مراكش وسوق الذهب وهو رياض بديع يجمع الاصالة والحداثة في حلة تسحر المغاربة والأجانب على السواء .
الدارالبيضاء ليست دبي
بمثل هذه المراكز التجارية الضخمة المغرب لن يصبح دبي بين ليلة وضحاها يقول الباحث الاقتصادي نجيب اقصبي الذي يوضح أنه على مقربة من هذا المنجز الضخم وبأنواره ومحلاته الفاخرة هناك أحياء صفيح تحتضن البؤس والفقر والمرض والأمية وهي صورة متناقضة يقول اقصبي الذي يضيف أن ” موركو مول ” هو واحد من مظاهر الهوة الكبيرة بين الطبقات في المغرب فالفقير يزداد فقرا والغني يزداد ثراء .
فالمغرب المصنف في المرتبة الثلاثية بعد المائة في مؤشر التنمية البشرية والبلد الذي يعيش فيه أزيد من 8 مليون شخص تحت عتبة الفقر يحتاج لمدارس ومستشفيات ومساكن وشعل وكرامة أكثر مما يحتاج لمراكز تجارية ضخمة من مثل هذا النوع يختم الباحث الاقتصادي نجيب اقصبي .
النظرة السوداوية لأقصبي لا تجد صداها بالمرة عند أصحاب المركز التجاري ” موركو مول ” المزهوون بالمتجر ومردوديته ومستقبله ..فالمركز الذي تم انجازه بحوالي 200 مليون أورو (270 مليون دولار) يوفر أزيد من 5 ألاف منصب شغل مباشر و21 ألف منصب غير مباشر ويحتضن قرابة 200 علامة تجارية من المغرب ومن دول العالم تمثل أنشطة مختلفة من مثل متاجر الالبسة والإكسسوارات ومحلات المجوهرات والساعات والمنتجات الفخمة المتنوعة ..وهو أمر قد يشكل محركا من محركات العجلة الاقتصادية بما يعود على المملكة بالخير الكبير .
