المجلة الفنية أول مجلة فنية إلكترونية مغربية متخصصة
بعد أن استطاب للنمر غناء نعمان لحلو ، جاء الزروالي ليكلم الطيب الصديقي وهو في لحده ..خرجات عكست جنون رهط أهل الفن الذين أضناهم الفراغ والبطالة المزمنة حد أن تفننوا في هرطقة لا قبل لنا بها .
نعمان لحلو الذي حول الغناء لسياحة عابرة للمدن ، استحلى التجوال ، وساح ، وناح ، بحثا عن سوق غنائية قوامها ترضية روساء الجماعات وعمداء وأعيان المدن ، تحول فجأة وفي غفلة من الجميع لمطرب فوق العادة ، يغني ويطرب الوحوش ، وكأن الطبيعة أردات أن تنصفه أخيرا وتنعم عليه إلى جانب سكان المدن ، بجمهور آخر يسكن الغابات .
هي قدرات عجيبة ، كنا سنقف لها اندهاشا واستغرابا لولا أن اكتشفنا فيما بعد أن النمر الذي غنى له السي نعمان هو نمر أليف ومُدجَن حوَّلَه أصحابه “لنمر سياحي ” يلعب معه الأطفال والصبيان والسياح الذين يدفعون دراهم قليلة من أجل التقاط صورة تذكارية معه وهو مستكين مستسلم لنزوات زواره .
وإذا كان “الموسيقار” نعمان لحلو اكتفى فقط بالغناء للنمر ، فإن الفهايمية لكبار في المسرح عبّد الحق الزروالي كانت له بركاته هو أيضا ،،ففي سوريالية تتجاوز بكثير المألوف تحدث للراحل الكبير الطيب الصديقي وهو ميت ..نعم الرجل تحدث للميت وتجاوب معه ، وفي ذلك ما يفسر الحالة المزمنة لمسرحي دأب على التمثيل لنفسه طوال عقود ، لا جمهور له ، ولا بصمة مميزة له ،ولم يقدم طوال مساره الأبدي مسرحية واحدة يعرفها الجمهور أو تحتفظ بها ذاكرة أب الفنون في المغرب .
وكنا سنجد عذرا للرجل استحضارا للتخابر الروحي الذي يحدث أحيانا بين الأحياء والموتى ، ولكن السي الزروالي تمادى في هرطقاته حين رفع سقف “الجنون ” مدعيا أن بنات ونساء مدينة فاس قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ فتنة بجماله وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا …
نعمان والزوالي كائنات فنية استحلت الفراغ ،واستكانت له ، وعاشت البطالة والعطالة طيلة حياتها ، ونكاد لا نعرف لهما مسارا دراسيا ولا مهنة امتهنوها مثلهم مثل خلق الله .
الفراغ كما يقال قاتل ، وليس مستغربا أن يؤدي هذا الفراغ للخروج عن الصواب والعادي والمألوف ، وليس غريبا أن يركب أصحابه هواهما ومراهقتهما ، حد أن يجربا ماهو تجريدي في حوارات بالصوت والصورة لمواقع وقنوات تسطف في الطابور الخامس ، والغاية الظهور المجاني ليس إلا !
