أسدل، مساء الاحد بسينما إسبانيول بتطوان، الستار على فعاليات الدورة الثالثة والعشرين للمهرجان الدولي للعود بتطوان، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بأمسية ساحرة كانت أقوى لحظاتها العرض الباهر لفرقة الموسيقار علي عبيد الاماراتية، الذي شنف الحضور بمعزوفات جديدة محلية، وأخرى قدمها لأول مرة على ايقاعات مغربية.
كما كان جمهور المهرجان، المنظم بشراكة مع عمالة وجماعة تطوان، على موعد مع فرقة عبد الاله مصواب من مدينة تطوان، التي شدت الجمهور بما قدمته من معزوفات تحتفي بآلة العود وألحان من النغم العربي الأصيل، و مقطوعات من تأليف الفنان مصواب خاصة تلك التي أبدعتها أنامله خلال فترة كورونا.
وتميز حفل اختتام دورة هذه السنة من المهرجان الدولي للعود بتطوان بمنح جائزة الزرياب للمهارات لسنة 2022، والتي يمنحها المجلس الدولي للموسيقى (بيت اليونيسكو) بتنسيق مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، لعازف العود الكبير الفنان الإماراتي علي عبيد، الذي يشغل حاليا مدير عام أكاديمية الفنون الجميلة بالفجيرة.
وفي كلمة لها باسم المجلس الوطني للموسيقى بالمغرب، أكدت وفاء البناني، أن هذا الحفل بمثابة سفر جديد لجائزة الزرياب للمهارات، التي حطت رحالها هذه السنة بدولة الامارات الشقيقة، مع الفنان المبدع والمتميز علي عبيد.
وأضافت وفاء البناني أنه على الرغم من رحيل الفنان حسن ميكري (مبدع هذه الجائزة)، فإن روحه تعود لترفرف، كل سنة، فوق سماء مدينة تطوان، وأن أمنيته تحققت، لأنه ترك “الزرياب” بين أياد أمينة، في أيادي الواقفين وراء المهرجان الدولي للعود، مشددة على أن هذا المهرجان مكتوب له النجاح والاستمرارية، لأن وراءه جمهور راق ومتعطش للفن المتميز.
وفي تصريح لقناة M24 التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال الفنان الاماراتي علي عبيد، أن المهرجان الدولي للعود بتطوان يعتبر من المهرجانات المهمة، التي بوأت آلة العود المكانة التي يستحقها، إذ أرجعت العود آلة منفردة ومتفردة، وليس كآلة مرافقة فقط.
وأضاف عبيد، أن جائزة الزرياب للمهارات هي محطة فارقة ومهمة في مسيرته الفنية، معتبرا إياها إحدى الجوائز الهامة في الساحة الفنية والموسيقية، وخاصة تلك التي تحتفي بسلطان الآلات الوترية.
وعرفت فقرات هذه الفعالية الثقافية تنظيم عدة عروض موسيقية وطربية متميزة من لبنان والأردن وتركيا والإمارات العربية المتحدة والمغرب، جرت جميعها على خشبة مسرح اسبانيول، ومكنت من خلق فسحة جمالية وتبليغ رسالة إنسانية سامية تسعى للارتقاء بالأذواق والتعبير عن مغرب منفتح على كل الثقافات والحضارات.
كما تميز المهرجان بتنظيم لقاءات مع مجموعة من القامات الفنية والموسيقية المشاركة في هذه الدورة، فضلا عن تنظيم معرض تشكيلي جماعي موسوم ب ” نسيج الألوان “.