نشرت دار أريون كتابا تحت عنوان “شرح المخدرات لأطفالي”. لاشك اننا ننفر من كل الكتب العلمية الجافة، لكن كتابا كهذا يهز شجرة من جذعا ليكشف عن غابة مهولة ورهيبة.
هذا هو الدافع الذي جعل إيمان قنديلي تسلك طريقا مختلفا واسلوبا آخر يدعو القراء إلى فهم تفاصيل ميكانيزمات موضوع في غاية الخطورة دون أن يصابوا بالملل وخاصة دون أن يصابوا بعائق نفسي يحول بينهم وبين إدراك آثار وعواقب التعاطي للمخدرات وكل ما يذهب العقل.
الضحايا بالملايين هنا في المغرب والموضوع لا زال مسكوت عنه، غامض، قليل هم الاخصائيون الذين يقتربون منه ويقاربوه بموضوعية جدية لا تبتذله وفي نفس الوقت لا تبالغ في الترهيب منه.
فكتاب الدكتورة قنديلي اختار أن يكون تربويا هادفا لا يهوى التعقيد بل يشرح ويفسر لقارىء ناشئ لأن الهدف هو التوعية بمخاطر المخدرات وتفكيك دهاليز التعاطي الذي يغتال كل يوم زهرة الشباب ويحكم عليها بالإعدام.
لذلك فالكتاب ينشر حس المسوولية وروح التجاوز عن طريق الفهم والادراك أولا ثم التجرد والارادة العلمية والسياسة ثانيا لكي لا تتمكن منا أصنام التعاطي الخفية التي تمارس الاغواء بأشكاله البطيئة والرقيقة والناعمة لتفتك بالحسد والدماغ والقلب ونحن نكتفي بتأمل مومياء وجودنا سجينة حبيسة لا شيء فقط لأننا لم نعلن الحرب على خطر يستغل الوقت والزمن لينخر العظام ويجعلها رميما.