صدر أخيرا عن دارالفاصلة للنشر،المجموعة القصصية “احتراق جسدين” للكاتب عماد الورداني والتي تضم 13عشرة قصة: امتدت على سبعين صفحة، يتناول خلالها المؤلف تيمات متنوعة منها الجسد والموت،وزيف العلاقات بسبب وسائل التواصل الاجتماعي،والطفولة،والحب،وقلق الفن، تسردها -بلغة شاعرية ونفس فلسفي-، شخصيات غريبة،تطاردها اللعنة، تفعل وتتفاعل مع محيطها، ورؤوسها مملوءة بتساؤلات عن معنى الحياة ،معنى العلاقة بين المرأة والرجل، معنى الفن.
ورغم غرابة هاته الشخصيات،التي باستطاعتها تأجيل موتها أو مغادرة قبورها، لإنجازما لم تستطع إنجازه سابقا، فإن القارئ يحس بقربها منه، نظرا لتناقضاتها،وبحثها الدائم على توازن مفقود، شخصيات توثر الصمت، في عالم كثر فيه الضجيج الذي يعيق الرجوع إلى الذات .
يشار أن القاص حاصل على جائزة محمد برادة للنقد الروائي في2011 وجائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب في 2013 وجائزة دبي للثقافة والفنون في نفس السنة،كما ترجم عمله القصصي الأول إلى اللغة الاسبانية والفرنسية.
صدرللكاتبة والباحثة لطيفة لبصير مجموعتها القصصية السادسة “يحدث في تلك الغرفة“عن دار “فاصلة للنشر”تضم إثنى عشرة قصة وتمتد على مائة وعشرين صفحة، معظم عناوينها نكرة، تتنوع تيماتها بين إعادة سير شخصيات فنية كفانغوغ الذي تم تهميشه من طرف معاصريه،والعالم فرويد الذي لا زالت نظريته في اللاشعور صالحة رغم مرور الزمن.كما أن تيمة الموت،والحب والغيرة، والوحدة،والنظرة التحقيرية للفن، وأعطاب الشيخوخة،و وأحلام الطفولة، وتحايل المرأة خوفا من المجتمع،وغياب الفرح في حياتنا،والمعاناة التي ترافق الكتابة، كلها مواضيع تناولتها القاصة بأسلوب شاعري عبر شخصيات تتساءل،تهلوس،أوتضجر، و أخرى تتوخى الرجوع إلى باطن الذات، لأجل فهم ما يحدث لها، ولمحيطها. قصص جديرة بالقراءة،والتأمل كونها تراهن على استكشاف الجمال في –غرف مغلقة- حتى ولو كان جثة.
عن دار النشر “فاصلة” صدر للروائية و القاصة حنان الدرقاوي مجموعة قصصية بعنوان “وردة لعائشة” ،تضم أربعة وعشرين نصا جاء في 116 صفحة ،تتناول خلالها الكاتبة بمرارة معلنة، ولغة عارية ظواهر اجتماعية تدور غالبها في الجنوب الشرقي للمغرب .أما المواضيع المعالجة فهي جسد المرأة ،والأحلام المصادرة للشباب،والصور النمطية الملتصقة بالهامش،والمحاكمات الأخلاقية،والجنون،والحب،والدعارة،وممارسة الجنس مع الحيوان،والخوف من المعرفة والعلم،والخيانة الزوجية،وسوء استعمال التكنولوجيا،وزنا المحارم،وسلطة العقلية الذكورية،والحمل خارج مؤسسة الزواج،واحتقارمرضى الاضطرابات النفسية و الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة،وجرائم الشرف، وظاهرة الرشوة، وجلال الموت.
ظاهريا تبدو المواضيع متنوعة،إلا أ ن الجانب المشترك بين النصوص هو كيف للمجموعة أن تتحول إلى كيان بالمعنى الشامل للكلمة، فيصبح باستطاعتها تدمير الفرد وخاصة المرأة من خلال الضغوطات النفسية أو العنف الجسدي باسم الدين أو الأخلاق أوالتقاليد.
حنان الدرقاوي تعري المسكوت عنه بدون توافقات، لزعزعة العقليات المتزمتة ،داخلها باحثة تراوغ مبدعة، وهو اختيار أعلنت عنه منذ كتاباتها الأولى.
صدر للشاعر والإعلامي أحمد علوة كتاب “المكرفون يتحرر” عن دار النشر اديسوفت .ففي 76 صفحة، وخلال 13فصلا، تناول الكاتب بنفس أدبي، تاريخ مرحلة دقيقة انتقل فيها الإعلام من مؤسسة الدولة إلى الانفتاح على القطاع الخاص.وما رافق ذلك من تحول على مستوى الأداء،ومستوى العنصر البشري وتكوينه و تأهيله بطرق حديثة تواكب العصرالرقمي.
الكتاب جدير بالقراءة كونه يعتبر سيرة ذاتية وغيرية كذلك، يوثق لمهنة العمل الإذاعي ووضعه الاعتباري في المجتمع.كما يبين كيف ساهم الإعلام الخاص في خلق حراك اجتماعي و سياسي ناضج،وأهمية العنصر النسوي الذي لعب دورا مميزا في هاته الإذاعات، إذ ساهم في خلق رأي عام بتناوله مواضيع متنوعة وجريئة.
عن دار توبقال للنشر صدر للكاتبة لطيفة باقا مجموعة قصصية الثالثة “غرفة فرجينيا وولف” وهي تضم 9 نصوص على امتداد 84 صفحة تتناول القاصة خلالها مواضيع مختلفة كالتسامح ،والحرمان أثناء الطفولة،ومعاناة المصابين بالأمراض النفسية،وذوي الحاجيات الخاصة والوحدة، والضغوطات المجتمعية عند استئصال رحم المرأة ،والخوف من الشيخوخة ،والحداد ،والصداقة .وقد انبثقت هاته النصوص من فكرة جوهرية نادت بها وكتبت عنها الكاتبة الكبيرة جوجينا وولف وهي أهمية تواجد غرفة خاصة للمرأة إن أرادت أن تكتب.
وقد استطاعت هاته المجموعة -التي جاءت نتيجة تماهي لطيفة باقا مع فكر الكاتبة الأنجليزية فرجينيا وولف – الحصول على جائزة الشباب للكتاب المغربي بفضل سردها الشفاف، وأحداثها المتداخلة، بفنية نادرة وبنائها المرتكز، في معظمه على التذكر بنوستالجا دافئة .
يشار أن الكاتبة حصلت على جائزة الأدباء الشباب في 1992، عن مجموعتها القصصية الأولى “ما الذي نفعله؟ كما ترجمت أعمالها لعدة لغات أجنبية.
خديجة بوتني
مارس 2017