صدر حديثا كتاب فاخر للفنان التشكيلي سيدي محمد المنصوري الإدريسي، “مبدع الألوان وظلالها”، تكريما لهذا الوجه البارز في الفن التشكيلي المغربي.
ويشتمل الكتاب، الذي يقع في 133 صفحة من القطع الكبير والصادر عن منشورات إر في بي بدعم من وزارة الثقافة، مقالا بقلم محد الشيكر، الباحث في الفلسفة الجمالية، ومترجم إلى عدة لغات (الفرنسية، الإنجليزية، الإسبانية، الإيطالية)، وشهادات تكريمية لهذا التشكيلي المبرز بأقلام عدد من الشخصيات تنتمي لعالم الفنون ونقاد الفن.
والكتاب أيضا هو مجموعة من اللوحات تقترح على المتلقي اكتشاف مساحات من المسار الفني للمنصوري، ويعيد نشر نص للفنان التشكيلي نفسه كتبه قبل 26 سنة لكنه ما زال يحتفظ براهنيته.
وفي هذا النص، يتوجه المنصوري إلى “الفنانين الشباب وإلى أولائك الذين يمكن أن يسقطوا في فخ الرقابة الذاتية بامتهان عبقريتهم الخاصة والانغلاق في قوالب مكرهة، أحيانا خشية المعلقين، ويخنقون بالتالي إبداعهم”، مضيفا قوله “إن الفنانين الذين طبعوا تاريخ التشكيل هم الذين قرروا أن يبقوا على حقيقتهم ويطلقوا عنان الحرية لقناعاتهم الجمالية”.
وفي مقال محمد الشيكر المعنون ب “ألوان سيادية وآفاق للتأويل”، يعيد رسم مسار المنصوري، وتجربته الجمالية وكذا هويته الفنية المتميزة.
فقد كتب الشيكر يقول “طفا على السطح عشق المنصوري الإدريسي للتشكيل منذ ستينيات القرن المنصرم في مرسم الحاج مكوار حيث كان مكلفا بتأطير اللوحات ولكنه لم يشرع في تحقيق حلمه بالرسم إلا ابتداء من سنة 1975. وكل هذه الفترة الماضية، أتاحت للمنصوري الإدريسي أن ينهل مما يحيط به، ومن العلامات والرموز المضمرة في الوجود والذاكرة التاريخية، كي يعيد في أعقاب ذلك تشكيل مفردات لغته المرئية”.
وأضاف الباحث في الفلسفة الجمالية “لا شك أن بلاغة الألوان تشكل العنصر المميز في لوحات المنصوري، بل إنها خاصيته الجمالية الأساس”، مذكرا بأن المنصوري بدأ مساره الفني برسم أبواب وعتبات ونوافذ بيوت وأزقة… ليتطور في ما بعد نحو نوع من تكسير الروابط وتفكيك معالمها، والفضاءات والمرجعيات الإقليدية كي لا يتم الاحتفاظ في العالم المادي إلا بمظاهره العميقة.
وأكد أن “المنصوري يعد من التشكيليين المغاربة التجريديين الأكثر تميزا، وقد بدأت إنجازاته الجمالية، منذ بداية هذا القرن، في إدماج الأعمال التجريدية الأكثر فرادة”.
وقد درس سيدي محمد المنصوري الإدريسي، المزداد سنة 1962 بالرباط، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ، ثم بالأكاديمية الأوروبية للفنون ببروكسيل، قبل أن يلج المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالرباط .
يشار إلى أن سيدي محمد المنصوري الإدريسي سفير لمونديال آرت أكاديميا بالمغرب ونائب رئيس النقابة الوطنية للفنانين التشكيليين المهنيين، ونائب كاتب عام الجمعية المغربية للفنون التشكيلية ، والرئيس المؤسس لجمعية الفكر التشكيلي والرئيس المنتدب للأكاديمية الأوروبية للفنون ببروكسيل.
وقد عرض المنصوري أعماله الفنية في عدد من البلدان، وتم اختياره لتمثيل المغرب في البينالي السادس الدولي للفنون ببكين سنة 2015. وشارك سنة 2016 في المعرض الجماعي “حلم أفريقيا بدكار”.
وقد شارك المنتصوري، الحائز سنة 2015 درع أفضل سفير في السنة لمونديال آرت أكاديميا، الذي عينه سنة 2014 فارسا أكاديميا، في وضع العديد من المؤلفات الجماعية، ك”أقوال في مرسم التشكيلي” ورسومات ل “ديوان مصطفى القصري” و”صدى، رسومات وكتابات”.