لا يستقيم الحديث عن مسار هذه الفنانة المغربية إلا ويجب ربطها بالفنانة صاحبة قضية ، فن الرقص قضيتها الكبرى التي لازمتها وناضلت من أجل الانتصار لها محققة هذا التماهي الكبير الذي وسمها فيما بعد كراقصة دخلت عالم الرقص منذ الطفولة عاشقة ومتيمة بلغة الجسد وبمساندة من العائلة التي هيأت الظروف من أجل أن تحقق الطفلة حكيمة حلمها وشغفها .
مسار حافل
لم تأتي حكيمة للرقص من الابواب الخلفية كما يقال بل رسخت اسمها وطريقها محليا وعربيا ودوليا من خلال مسار أكاديمي رصين ، فقد اختارت منذ بداياتها أن يكون رقصها محصنا بالدراسات الاكاديمية حيث دججت هوايتها المتعددة بالدراسة في كبريات المعاهد والمدارس وبرعت كتلميذة لفن راق اسمه الرقص في اكتساب المهارات والخبرات في عواصم عالمية عدة فرنسية وألمانية ومصرية وهي المهارات التي بصمت اسمها كراقصة مغربية انضاف اسمها الى خريطة الراقصات العربيات والعالميات المشهود لهن بالبراعة والقدرة الجمالية البديعة حد أن قدمت رقصاتها في محافل محلية ودولية عديدة وشهدت أمهات المسارح والاوبيرات تلويناتها الجسدية التي تحمل بصمتها التي لاتشبه رقصات باقي راقصات الدنيا .
رقصات الراقصة حكيمة لا تقلد أبدا وهي رقصات تميزها عن باقي الراقصات فهي بجسدها المتماهي وبمكونات شخصيتها كمغربية تنتمي لإيقاعات متعددة وبولعها الموسيقى والغنائي منحت لهذا الفن الراقي شكلا مغايرا وجديدا أعطاها الفرادة ومنح لها الفرصة لتشارك خبراتها مع الجميع حيث دخلت مرحلة تدريس هذا الفن وتلقينه لتصبح بذلك أول مغربية تقرر أن تصبح أستاذة لفن الرقص و تستمع بإعطاء دروسها لتلاميذ غالبيتهم أجانب محققة حلمها في ان يهتم العالم بتعلم الرقص المصري والرقص المغربي .
راقصة مغربية بنكهة خاصة
على “منصة” الرقص تبدو الراقصة حكيمة قادرة على التحكم في جسدها باحترافية عالية وكيفية تعاطيها مع تمايلاتها وحركاتها تبدو مدروسة بشكل لا يسمح بالخطأ في كل حركة أو خطوة …وحتى حين تنسجم في رقصات طويلة فهي تحافظ على وعي بما يحدث حولها وقد يبدو ذلك جليا في رقصاتها الشعبية المغربية التي بصمتها ببصمتها العجائبية التي تخرج هذه الرقصة من محليتها كرقصة محلية الى رقصة عالمية تستقطب جماهير العالم ،وهذا بالضبط ما يفسر قدرة الراقصة حكيمة على اقناع كبار الراقصات بطريقتها في الرقص التي تجعل منها راقصة بنكهة خاصة نكهة تستمد مذاقها من أصولها المغربية .
جرأة الانتصار للجسد
لم تبتعد الراقصة حكيمة عن كل النقاشات الثقافية والفنية والاجتماعية التي تحدث حولنا فهي صاحبة المبادرة في الاعلان عن انتصارها القوي للجسد ومن حق هذا الجسد أن يكون أداة تعبير بالطريقة التي يريد حامله أو حاملته ..وطالما وقفت ضد حملات الحجر على الفن وعلى المرأة وجسدها بالخصوص ودخلت في مواجهات ضد مجتمع ينتصر للذكورة ويقصي أو ينفي الانوثة ..ويعج موقعها على الفايسبوك بالتعاليق الكثيرة التي لم تترك فرصة إلا واستغلتها من أجل التعبير عن أفكارها بجرأة عالية قل أن تتوفر لدى فنانة .
مغربية الى أبعد حد
تصر الراقصة المغربية حكيمة على مغربيتها ورغم اقامتها خارج المغرب وتحديدا بالديار الاسبانية فهي مغربية الى أبعد حد و يعكس ذلك بجلاء هذا التجاوب العالي مع أبناء جلدتها وهذا التعاطي مع أحداث بلدها ..وقد كانت مناسبة اقتراب عيد ميلادها مناسبة سانحة لتنشر أكثر من صورة لها وهي ترتدي القفطان المغربي حيث بدت هذه الراقصة بشكل جديد أكسبها فعلا القدرة السحرية على تطويع جسدها من راقصة الى عارضة ..وهي قدرة عجائبية لا تتوفر للجميع .
انا من المتابعين للاستادة حكيمة و تعجبني افكارها في الدفاع عن الرقص كفن من الفنون اللتي اصبح الغرب يحافظ عليه بالتوفيق حكيمة اسم على مسمى حكيمة حاكمة ههههه