تحتضن مدينة سطات يومي 16 و17 أكتوبر الجاري الدورة الخامسة للمهرجان الوطني للوتار، الذي تنظمه جمعية المغرب العميق لحماية التراث.
وستكرم هذه الدورة الفنانة القديرة شريفة صوت الأطلس ورفيقة درب المرحوم محمد رويشة، والفنان الأمازيغي العربي الغازي الملقب بباعروب، بالإضافة إلى الباحث في التراث الأمازيغي الأستاذ إدريس كايسي.
ويشكل هذا المهرجان، المنظم بشراكة مع المجلس الإقليمي وبدعم من المجلس الجهوي ووزارة الثقافة والمجلس البلدي لسطات، حدثا ثقافيا وفنيا بالمدينة خصوصا بعد النجاح الذي عرفته الدورات الأربعة السابقة من حيث المشاركة والإبداع والحضور الجماهيري (80 ألف زائر ومتفرج حسب المنظمين).
واستطاعت هذه التظاهرة الثقافية ، حسب المنظمين، أن تجمع أشياخ آلة لوتار وتكرمهم وتخلق مناخا ملائما لحوار الثقافات المغربية المتنوعة وتعرف بالموروث الثقافي اللامادي بهدف المحافظة عليه وتثمينه، ومن ثم إعطاء الإشعاع لهذا الفن ولهذه الآلة التي تأثرت كثيرا بانعكاسات العولمة على ظروف ووسائل الإنتاج الثقافي بشكل عام.
ويهدف هذا المهرجان إلى رد الاعتبار لهذه الآلة التي رافقت أجيالا من أشياخ ورواد الأغنية الشعبية بمختلف أشكالها وأنواعها الذين تم تكريم قلة منهم في الدورات السابقة تقديرا لعطاءاتهم مثل الشيخ محمد ولد قدور، والراحل محمد رويشة، والثنائي قشبال وزروال، والشيخ محمد عويسة والنظام أوهاشم بوعزمة والشيخ العربي الكزار ومولود أوحموش).
ويعتزم المنظمون أن يواصلوا خلال الدورات القادمة من مهرجان لوتار رد الاعتبار لأشياخ كابدوا من أجل بقاء هذا الفن مستمرا في إشعاعه، إذ أصبح يشكل رافعة للتنمية الفنية بالجهة وبإقليم سطات على الخصوص، إذ أصبح محطة سنوية يلتقي حولها كل الممارسين والصناع التقليديين والدارسين لهذه الآلة ولهذا الفن المغربيين الأصيلين.
ويراهن مهرجان لوتار على خلق امتدادات الاهتمام والممارسة المنظمة لموسيقى لوتار حتى تضمن حدودا موضوعية للاستمرار وخلق أجيال من ممارسين وفنانين لهذه الموسيقى العريقة.
وتروم جمعية المغرب العميق لحماية التراث، المنظمة للمهرجان الوطني للوتار منذ تأسيس هذه التظاهرة الفنية سنة 2010، أساسا تثمين الموروث الثقافي الوطني وتكريم رواد هذا اللون الفني