“جوهرة النيل” لمايكل دوغلاس ،وشريط “كوندون” للمخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي ،وشريط “كيلو باترا” وشريط “المومياء”.. والعديد من الروائع السينمائية العربية كفيلم “الرسالة “”وصلاح الدين” ..كلها أفلام ضخمة مثلت وصورت في احد أكبر الاستوديوهات الضخمة الموجودة في مدينة ورزازات جنوب المغرب الغنية بالديكورات الطبيعية الساحرة و المتنوعة .
مدينة بين الواحات
ورزازات هي كلمة أمازيغية تعني “دون ضجيج” ،وقد بنيت أو أعيد بناءها في السنوات الأولى للاستعمار الفرنسي عند مفترق المسالك العابرة إلى واحات درعة غرب المغرب وواحات وادي زيز في الجهة الشرقية ،وقد ظلت هده المنطقة التي تمتد على مساحات شاسعة نائية وهادئة لايدخلها الغريب ،وضلت ولسنوات عديدة تحتفظ ببكارة طبيعتها التي تختصر كل متناقضات الطبيعة.. فهي تضم الثلوج والواحات والصحاري والفيافي والمنابع والأودية والكثبان الرملية …كما تعرف زراعاتها أنواعا من النباتات التي لاتنبث إلا فيها مثل النخيل والورد البلدي والزعفران الحر والحناء
فرادة المنطقة يعكسها أيضا معمارها ونمط عيش سكانها وشكل أزياء أهلها وأهازيجهم وعاداتهم ..وهي فرادة جعلت منها قبلة للسياح من كل أطراف العالم ،وجعلت منها حاضرة السياحة الجبلية والصحراوية.. قبل أن تتحول فيما بعد إلى وجهة للسينمائيين العالميين
فضاء سينمائي بديع
“الدم ” كان أول فيلم تم تصويره بورزازات وتحديدا عام 1922 للمخرج الفرنسي مورا لويتز، لتتوالى بعدها العديد من الأفلام الفرنسية التي افتتن مخرجوها بالديكورات الطبيعية لورزازات ، ولتأتي بعدها مرحلة أخرى ينتهي فيها احتكار السينما الفرنسية أو السينما الأوروبية للمنطقة، حدث دلك حين اكتشفت السينما الأمريكية المدينة لتتنوع وترتفع درجة إقبال السينمائيين العالميين على ورزازات ولتتأسس بدلك قاعدة جديدة حولت هده المدينة النائية والهادئة إلى استوديوهات ضخمة احتضنت أفلاما أمريكية وايطالية واسبانية وفرنسية وعربية وحتى أفلاما يابانية ومن جنوب إفريقيا وباقي المعمور .
في العام 1983 تم تأسيس أول الاستوديوهات في مدخل مدينة ورزازات وعلى مساحة خمسة هكتارات والتي سرعان ماتم توسيعه ليغطي اليوم أكثر من 30 هكتارا مفتوحة على فضاءات خلابة من المناظر الطبيعية الجبلية والصحراوية،
استوديوهات عبارة على ثلاثة مواقع ضخمة للتصوير تتوفر فيها كل المقومات التي تستجيب للمهن السينمائية من قاعات للتوضيب وإدارة للإنتاج ومخازن وقاعات لاستراحة الفنانين ومتاجر ومطاعم وملاعب ووحدات فندقية، بالإضافة إلى مركز للتكوين السينمائي ومعامل للخياطة والنجارة والماكياج والجبس والنقش ومواقع للمتفجرات واصطبلات للخيول وهي مرافق بنيت على شاكلة الاستوديوهات الضخمة في هوليود
روائع ونجوم
الزائر لورزازت لابد أن تثيره الصروح الضخمة التي خلفتها الروائع السينمائية التي صورت بالمدينة فما يزال قصر حاكم التيبت الضخم رابضا بالمكان وشاهدا على زمن سينمائي باذخ عكسه فيلم “كوندون ” للمخرج الأمريكي “مارتن سكورسيزي”
وما تزال طائرة مايكل دوغلاس رابضة في صحراء ورزازات والتي تشكل جزءا من ديكور ضخم لفيلم “جوهرة النيل “، كما تقف سفينة شريط “كيلوباترا” للمخرج فرانك رودام شاهدة بدورها على روائع سينمائية جاورت صحراء ورزازات
مجاورة دفعت السلطات المغربية إلى ربط هده المدينة النائية في جنوب المملكة بالعالم و تجهيز وبناء مطار استثنائي يربط بين عدد كبير من العواصم الأوروبية ومدينة ورزازت مباشرة ذهابا وإيابا في رحلات لاتتوقف على طول السنة حاملة النجوم الدولية من منتجين ومخرجين وممثلين ..فمن.. الفريد هتشكوك.. إلى أنتوني كوين.. إلى عمر الشريف.. إلى آنا كارينا.. وإيزابيل ادجاني.. ومايكل دوغلاس.. وجاكي شان.. وجان كلود فان دام ..إلى نجوم أخرى قادها وسيقودها قدرها السينمائي إلى هوليود أخرى توجد في قلب إفريقيا
استفادة السينما المغربية
حوالي 1500 فني مغربي يعملون سنويا وفي مختلف التخصصات الفنية السينمائية مع هده الأفلام الدولية والتي يتم تصويرها بورزازات ،كما تسند العديد من الأدوار الرئيسية والثانوية سنويا لأكثر من 500 ممثل مغربي من مختلف الأجيال في عدد من الأعمال الدولية
وحسب المركز السينمائي المغربي فان حوالي 16 ألف مغربي تسند لهم في السنة أدوار الكومبارس في الأفلام الضخمة ، وهو ما يشكل مصدر دخل لفئات عريضة من ساكنة المنطقة والمناطق المجاورة وحتى البعيدة ، وتشير الأرقام حسب مصدر قريب من وزارة المالية المغربية إلى أن استثمارات شركات الإنتاج العالمية في ورزازات يفوق أل 200 مليون دولار في كل موسم فني واحد ،وهو الرقم الذي من المتوقع أن يرتفع في السنوات القليلة القادمة خاصة مع التشجيعات الإدارية والتسهيلات المالية التي تقدمها السلطات المغربية والتي خفضت السنة الماضية كلفة الإنتاج بأكثر من 40 في المائة قياسا بتكاليف التصوير في أوروبا وأمريكا ..وهي مزية كبيرة قد لا تتكرر إذا ما انضافت إليها مزية تنوع وغنى ديكورات المنطقة التي لاتنضب، ومزية المهارات الفنية المغربية التي برعت في المجال ويساوي أجرها القليل .