الخميس , 28 مارس 2024
الرئيسية » الرئيسية » فريد بلكاهية فاتحة انشطة متحف محمد السادس

فريد بلكاهية فاتحة انشطة متحف محمد السادس

موضوع “مؤسسو الحداثة الفنية بالمغرب، نموذج فريد بلكاهية” كان عنوان الندوة الافتتاحية لأنشطة متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر لسنة 2015، ، والتي تشكل امتدادا نظريا للمعرض الافتتاحي للمتحف وتقدم شهادات تاريخية وتحليلات نقدية لحقل الإبداع الفني بالبلاد.

وهمت الندوة الأولى بروز الحداثة الفنية المغربية، وشكلت بداية للتفكير حول الأسس المفاهيمية الضرورية لكتابة تاريخ الفن الحديث بالمغرب، ومناسبة للعودة إلى المسار الفني للفنان الراحل فريد بلكاهية (1934-2014)، أحد رواد الحداثة الفنية في المغرب، وذلك بهدف تبيان طريقة ولوج التشكيليين للحداثة الفنية والثقافية، وكيفية تحول مدارات هذه الحداثة التي حضرت للمنطق الهوياتي الذي سيرسخ خلال الستينات والسبعينات.

وتطرقت رجاء بنشمسي بلكاهية، أرملة التشكيلي الراحل، التي كتبت مونوغرافيتين مخصصتين له، إلى مساره الفني في بحثه عن الحداثة، متحدثة عن العوامل المكونة لشخصيته الفنية وإبداعه الفني من قبيل ارتباط والده بفنانين أجانب، واستقلاليته منذ صباه التي دفعته إلى التوقف عن التعليم النظامي والتوجه إلى ورزازات للتدريس ومنها إلى فرنسا لولوج مدرسة الفنون الجميلة بباريس ، ثم التحاقه بأكاديمية السينوغرافيا ببراغ لمعاينة الأجواء الفنية في ظل نظامها الشمولي آنذاك، ولقائه بالخصوص بالأديبين الفرنسيين لويس أراغون وإلزا تريولي، وكذا الموسيقار الهندي رافي شانكار وغيرهم.

وأضافت أن بلكاهية عبر عن وعيه باختلافه الهوياتي والثقافي والتزامه الاجتماعي والسياسي بزيارته عام 1955 مدينة القدس في فلسطين، وإقامته معارض بالعراق وسورية ومصر، كما عبر عن استثماره في التاريخ الاجتماعي والسياسي من خلال دفاعه عن الثقافة الأمازيغية واهتمامه ب(سبعة رجال) في مراكش باعتبارهم من كبار العلماء أيضا وليس بالاقتصار على الجماليات، باعتبار أن “هناك تحكما تقنيا حقيقيا في الأشياء الجميلة”.

وتطرقت رجاء بنشمسي إلى استعمال الفنان التشكيلي الراحل مادة النحاس “ما شكل ثورة كبرى على التقاليد الأوروبية وقطعا مع طريقة الرسم الغربية” على الحامل (الشوفالي)، وكذا استعماله مادة الجلد في لوحاته شديدة التميز والخصوصية، باعتبار أن “التشكيل يشكل استراتيجية ووسيلة انتماء للتاريخ”.

واقترح إبراهيم العلوي، مؤرخ الفن، من جانبه، تحليلا للدور التكويني للأسفار في التربية الفنية لفريد بلكاهية، باعتبار السفر مصدرا للمعرفة واكتشاف الآخر يمنح قيمة رمزية ويتيح تألق الفكر الإبداعي واكتشاف تعبيرات جديدة للحداثة، مشيرا إلى المعرض الذي احتضنه مركز جورج بومبيدو بباريس في السنة الماضية وعرف حضورا لافتا لأعمال فريد بلكاهية وكذا أعمال محمد المليحي.

وقدم المليحي، شريك بلكاهية في تجربة التدريس بمدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء، شهادة عن دور هذا العمل البيداغوجي في بلورة فكر جديد وعملي للفن بالمغرب. وتحدث عن مفهوم تحديث ما هو مؤهل للحداثة، باعتبار أن “الحداثة لم تأت فجأة واعتباطا ولكن المغرب كان مؤهلا لها باعتبار محاذاته لأوروبا”، وعودة طلبة مغاربة إلى بلدهم من الخارج بعد عشر سنوات من الاستقلال للإسهام في بنائه، وهو في حد ذاته “عمل حداثي”.

وتحدث المليحي عن تسيير بلكاهية لمدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء، التي شكلت في عهده “نافورة أصاب ماؤها كل المشهد الثقافي المغربي”، وعن “رفض بلكاهية للتغريب مع البقاء في ظل السياق الغربي”، وعن الرجة القوية الثقافية التي شكلها صدور مجلس “أنفاس”، ما بين سنتي 1965 و1973، والتي شارك فيها شعراء وتشكيليون ومعماريون ومفكرون، وخروج الفن إلى الشوارع والثانويات.

وكان قد تم الإعلان، في مستهل هذه الندوة الافتتاحية، عن البرمجة الثقافية العلمية التي تأخذ بعين الاعتبار الحركية الإبداعية في البلاد طيلة السنة، من قبيل تنظيم معرض تشكيلي من باريس في شهر مارس المقبل وكذا أنشطة فنية ترفيهية (حفلات موسيقية وغيرها)، وتدور حول ثلاثة محاور، أولها تاريخي يستقرئ الفن المعاصر من خلال مساره، ويهم ثانيها علم التحافة من خلال علاقة هذا العلم بالفن الحديث والأسئلة الكبرى المتجاوزة للمفاهيم القديمة للمتحف والمرتبطة بالمفاهيم الحديثة، وكذا محور شهادات لمجموعة من الفنانين أسهموا في صياغة فن حديث ومعاصر بالمغرب.

 

 

شاهد أيضاً

تألق بثينة اليعقوبي في “دار النسا” و”جيب داركم”

لفت انتباهي حضور الممثلة الشابة بثينة اليعقوبي بقوة أمام الكاميرا في عملين تلفزيونيين جديدين يعرضان …