/ اختتمت مؤخرا بتاونات فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الوطني لفن العيطة الجبلية الذي تنظمه وزارة الثقافة بهدف الاحتفاء بهذا الموروث الفني الأصيل الذي يشكل رافدا مهما من روافد التراث الفني المغربي.
وشارك في هذا المهرجان الذي أضحى أحد المواعيد الفنية والثقافية المهمة التي تحتضنها مدينة تاونات للتعريف بفن العيطة الجبلية والاحتفاء برموزها والعمل على ضمان استمراريتها العديد من الفرق المحلية والوطنية والدولية التي برعت من خلال إبداعاتها الموسيقية في صيانة هذا اللون الفني سليل الذاكرة الجبلية.
وتميزت دورة هذه السنة بتنظيم مجموعة من السهرات العمومية التي أحيتها العديد من المجموعات الفنية سواء من المغرب او الخارج منها السمفونية الجبلية التي تضم عدة فرق محلية بالإضافة إلى فرقة الدقة الرودانية ( تارودانت ) و فرقة محمد بن ابراهيم ( الشاون ) وفرقة كريمة الطنجاوية ( طنجة ) وفرقة المرحوم الحاج محمد العروسي ( تاونات ) وفرقة عبد السلام الساحلي ( القصر الكبير ) وفرقة ولد محجوبة ( وزان ) وفرقة أحمد الحساني ( تطوان ).
وشكلت الحفلة التأبينية للفنان الراحل محمد العروسي الذي يعد أحد رواد فن العيطة الجبلية والتي شاركت فيها مجموعة من الفرق الفنية أحد أقوى لحظات هذه الدورة باعتبارها شكلت مناسبة للاعتراف بمسار فني استثنائي للراحل الذي بذل الجهد الكبير من أجل صيانة هذا الموروث الفني وضمان استمراريته.
كما تميزت هذه الدورة بتنظيم الكرنفال الاستعراضي ومعرض الابداعات الفنية.
وإلى جانب السهرات الفنية والحفلات الموسيقية انفتح المهرجان خلال هذه الدورة على العديد من الأنشطة والتظاهرات الثقافية والفنية من بينها الندوة الفكرية التي تم تنظيمها بهذه المناسبة والتي خصصت لبحث ومناقشة التصورات الكفيلة بإنعاش التراث الثقافي للمنطقة والتعريف به، بتأطير من باحثين ومهتمين بالتراث الثقافي والفني.
ويروم المهرجان الوطني لفن العيطة الجبلية الذي ينظم بشراكة مع عمالة الإقليم والجماعة الحضرية لتاونات إبراز المؤهلات السياحية والإمكانيات الاقتصادية والطبيعية التي يتوفر عليها الإقليم إلى جانب الحفاظ على التراث الموسيقي لفن العيطة ومن خلاله على خصوصيات التراث الثقافي والفني لمنطقة جبالة.
ويشكل هذا الحدث الثقافي والفني الذي دأب على تتبع فقراته جمهور كبير فرصة لتلاقي المهتمين بهذا اللون الفني من أجل تبادل التجارب والخبرات وبحث ومناقشة مختلف الأفكار والمقاربات التي بإمكانها ضمان استمرارية هذا الموروث الثقافي