عبد الإله لمسن، شاب مغربي من قرية “دوار أولاد عمارة” بجماعة أولاد سلمان نواحي مدينة آسفي، اختار قبل حوالي سنة ونصف أن يخوض تجربة جديدة في مساره، عبر الدخول إلى عالم صناعة المحتوى الرقمي. خطوة يقول إنها نابعة من شغفه بالتواصل ورغبته في تبسيط المعلومة وتقريبها من الجمهور بأسلوب سلس وواقعي، مدعوماً بتجربته السابقة في الإعلام والموسيقى.
محتوى متنوع وبالدارجة المغربية
يركز لمسن على إنتاج فيديوهات قصيرة ومتوسطة المدة، تتناول مواضيع متعددة تمتد من التاريخ والعلوم إلى الثقافة والمجتمع. ويحرص على أن تكون مادته بسيطة وواضحة، دون أن تفقد دقتها ومصداقيتها، مستنداً إلى مصادر معروفة يعمل على تبسيطها وترجمتها إلى الدارجة المغربية، التي يعتبرها الأقرب إلى المتلقي والأقدر على إيصال الفكرة.
كما لا يقتصر نشاطه على الفيديوهات، بل يشمل أيضاً التدوين بالدارجة، حيث ينقل الأخبار والمستجدات العلمية والثقافية من مصادر مغربية، عربية ودولية.
أسلوب قائم على البساطة والعفوية
ما يميز تجربة لمسن، أنه يختار تصوير مقاطعه في فضاءات طبيعية بعفوية تامة، بعيداً عن الاستوديوهات والخلفيات المصطنعة. ويؤكد أن قوة الفكرة والمعلومة أهم من الإبهار البصري، معتبراً أن البساطة والعفوية تقرب أكثر من الجمهور وتمنح المحتوى صدقاً وتفرداً.
علاقة خاصة مع الجمهور
يعتبر لمسن أن جمهوره شريك في الرحلة، ويرفض فرض قوالب جاهزة أو مهاجمة أنماط أخرى من المحتوى. بل يؤمن أن الاختلاف في الرؤى والتوجهات يغني فضاء التواصل الرقمي ويمنحه التنوع والثراء.
من الكيمياء إلى الموسيقى والإعلام
على المستوى الأكاديمي، حصل عبد الإله لمسن على شهادة البكالوريا سنة 2011 من ثانوية مولاي إسماعيل بسبت جزولة، قبل أن يتابع دراسته بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بآسفي حيث نال ديبلوم تدبير الجودة. ثم حصل على الإجازة في علوم المادة – تخصص كيمياء، وأكمل تكوينه بدبلوم في علوم التدريس والبيداغوجيا.
غير أن مساره المهني أخذ منحى مختلفاً، إذ اشتغل كـDJ ومنتج موسيقي تحت اسم “Kross Well”، وشارك في مسابقات محلية ودولية، كما قدم برنامجاً إذاعياً موسيقياً أسبوعياً على عشرات الإذاعات الرقمية العالمية.
في مجال الإعلام، عمل مدير بث ومنشطاً إذاعياً في إذاعة “Radio Safi”، وهي تجربة صقلت مهاراته في التقديم وإعداد المحتوى وفهم طبيعة الجمهور.
توقف عن الموسيقى وانطلاقة جديدة
ابتداءً من سنة 2023، توقف لمسن “مؤقتاً” عن نشاطه في الموسيقى والديجي بسبب التزامات عائلية جديدة، واشتغل كمقاول ذاتي في تجارة المواد الغذائية، حيث أطلق على نفسه أحياناً لقب “مول الحانوتة” على مواقع التواصل. وفي الوقت نفسه، قرر أن يمنح وقتاً أكبر لصناعة المحتوى الرقمي، الذي يراه وسيلة للتعبير والتقاسم والتواصل مع جمهور واسع داخل المغرب وخارجه.
بهذا المسار المتنوع، يمزج عبد الإله لمسن بين خلفيته الأكاديمية في العلوم، وتجربته الفنية في الموسيقى، وخبرته الإعلامية في الإذاعة، ليصنع محتوى رقمياً يراهن فيه على البساطة، الصدق، والدارجة المغربية