بقلم هند الصنعاني
أتوجه بهذا النداء الصادق إلى السادة المسؤولين، وإلى كل من يحرص على مستقبل أبنائنا، وإلى الضمائر الحية في الإعلام والمجتمع المدني، لأُثير بجدية واستغراب بالغين قضية تتعلق بتأثير شخصيات غير مؤهلة على وعي فتياتنا، وخصوصا في مرحلة المراهقة التي تتطلب توجيها سليما من قدوات صادقة لا من شخصيات مثيرة للجدل.
لقد أصبح من المؤسف أن تتحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى منابر لمن لا كفاءة لهم سوى في الإثارة والابتذال، وعلى رأس هؤلاء “الراقصة الفاشلة” التي لم تقدم طوال حياتها أية قيمة لا فنية ولا فكرية، ولا حتى قدمت ما تقدمه الأمهات لأولادها من من رعاية واهتمام، وبدلا من الاعتزال أو الاعتراف بقصور تجاربها وإعادة ترتيب أوراقها، قررت أن تمضي في طريق الإثارة وتطبيع الانحلال وتسفيه القيم الأخلاقية التي تربى عليها المغاربة.
في مقابلتها مع إحدى القنوات المغربية، التي تبث على الأقمار الاصطناعية اعترفت هذه الراقصة بأنها نشأت في بيئة كانت تستضيف “الشيخات” شهريا، وهو ما يُظهر طبيعة المرجعية التي تؤطر اختياراتها، بعيدا عن أي مسار تربوي أو تعليمي واضح، ما أثار تساؤلات كثيرة عن المكانة التي منحت لها، وعن الرسائل الضمنية التي تصل إلى فتياتنا من خلال هذه الواجهة المشبوهة.
ولم تكتفِ هذه الشخصية بسرد قصصها الشخصية، بل تجاوزت ذلك لتقدم ما تسميه “نصائح” للفتيات في سن حساسة، تتحدث فيها عن “الدعارة” والتجارب “الرخيصة”، بل وتسردها بلغة فيها الكثير من التبرير والتسويق، وكأن تلك السلوكيات أصبحت مجرد “خيارات” شخصية، لا عار فيها ولا خطر على القيم.
وعليه، نحن لا ندعو إلى محاربة الحريات، بل إلى ترشيدها، لا نطالب بالوصاية على الناس، بل بحماية القاصرين من الانحرافات الرقمية التي تُروج تحت عباءة “الحرية الشخصية”.
نطالب السادة المسؤولين في المغرب، التدخل العاجل والحاسم لوقف هذا الانحدار الخطير، الذي يُهدد بنسف القيم المغربية الأصيلة، ويُشجع على تطبيع سلوكيات مرفوضة تربويا ودينيا وأخلاقيا، كفى صمتا أمام تهديد هوية أجيالنا.