كان جمهور مدينة الدار البيضاء، مساء أمس الجمعة بمنصة طورو- العنق، على موعد مع سهرة مغربية شعبية بامتياز، كانت نجمتها العيطة، وذلك في إطار فعاليات اليوم الثاني من المحطة الأخيرة لمهرجان العيطة المرساوية.
وهكذا، استمتع الجمهور الغفير الذي ملأ جنبات المنصة بباقة من أشهر أغاني العيطة التي أبدع في أدائها نجوم الفن الشعبي سهيل عبد الغفور، وجمال الدين الزرهوني، إلى جانب الفنان خالد العوني.
فعلى امتداد ساعات، شارك الجمهور بمختلف أطيافه، وعلى اختلاف أعماره، الفنانين إلى غاية الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، الغناء والرقص على إيقاعات العيطة التي تعد أحد الفنون الشعبية الأكثر استماعا وشهرة لدى الجمهور البيضاوي.
هي مكانة متميزة، تلك التي يحظى بها فن العيطة، فمرور السنوات وتغير المشهد الموسيقي المغربي، لم ينل من التألق والتميز، الذي لطالما حظي به هذا الفن الأصيل، الذي يعد موروثا ثقافيا مغربيا بامتياز، يتناقله المغاربة جيلا عن جيل. ويندرج هذا الحفل الفني في إطار فعاليات الدورة الأولى لمهرجان العيطة المرساوية، دورة بوشعيب البيضاوي، وهو المهرجان الذي يقام على مدى أسبوعين (12-27 يوليوز 2024)، عبر ثلاث محطات، الوليدية، وسطات، ثم الدار البيضاء.
وتتوخى هذه التظاهرة الثقافية، التي تنظم في إطار شراكة بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع الثقافة، ومجلس جهة الدار البيضاء-سطات، وبتعاون مع مجلس جماعة الدار البيضاء، تنويع وتطوير العرض الثقافي بالجهة، خاصة في شقه المتعلق بالتظاهرات والتنشيط الثقافي، عبر تنظيم سهرات فنية وفتح النقاش بين الفاعلين حول فن العيطة، بإقامة ندوات دراسية، ولقاءات مع رواد هذا الفن الغنائي، وعرض أفلام سينمائية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرزت المديرة الجهوية لقطاع الثقافة بجهة الدار البيضاء سطات حفيظة خيي ، أهمية هذه التظاهرة التي تندرج في إطار المهرجانات التي تنظمها الوزارة الوصية بمعية شركائها لصون التراث اللامادي والحفاظ عليه، مبرزة أن المهرجان يشكل مناسبة لتسليط الضوء على تنوع وغنى الموروث الثقافي والموسيقي لجهة الدار البيضاء-سطات.
وأشارت إلى أن هذه الدورة ركزت على أهمية تثمين التراث الثقافي الذي تزخر به الجهة، وعلى الخصوص فن العيطة الذي يمثل تراثا تعبيريا أصيلا ارتبط بوجدان المغاربة، وذلك بالاحتفاء به والمساهمة في صونه وإشعاعه.
وأكدت أن المهرجان حرص على الجمع ما بين هو فني موسيقي وثقافي وفكري، إذ إضافة إلى الحفلات الفنية التي تم تنظيمها بالوليدية، وسطات، ثم الدار البيضاء، فقد تم على مدى أيام المهرجان، وفي فضاءات مختلفة مناقشة مواضيع من بينها “غناء العيطة..الشعر الشفوي والموسيقى التقليدية في المغرب”، و”شيخات وشيوخ العيطة..انطولوجيا للنسيان”، و”أصوات العيطة: المرأة، الثقافة والممارسة التقليدية في المغرب” للباحثة الايطالية اليساندرا تشوتشي، وذلك من طرف أساتذة باحثين ونقاد، ومهتمين.