يوسف علاري: أحب أن أثير التفكير لا الشهوات، ووظيفة المخرج تعرية الفاسدين، لا نزع ثياب النساء.
أول جوائزه كانت في المغرب وتحديدا في مدينتي مكناس والفقيه بن صالح، حيث فاز بجائزة أفضل سيناريو في الدورة أل 11 من مهرجان مكناس الدولي للسينما والشباب، وجائزة أفضل ممثل من مهرجان المغرب السينمائي الدولي في مدينة الفقيه بن صالح، ومن ثم توالت عليه الجوائز من مختلف مهرجانات العالم.
نجاح باهر أساسه رسالة صادقة، مُرِّرت عبر فيلم سينمائيلا يمكن تجاهله أو غض النظر عنه؛ لذلك تعددت أنواع الجوائز والمبدع واحد، جائزة أفضل مخرج، أفضل ممثل، أفضل سيناريو، أفضل فيلم، بالإضافة إلى جوائز لجان التحكيم والجمهور، ليصل مجموع الجوائز العالمية إلى ثماني عشرة جائزة، جميعها حصل عليها المخرج والكاتب والفنان يوسف علاري من خلال فيلمه المميز “صلاة العشاء”
استطاع علاري أن يحصد هذه الجوائز الدولية خلال وقت قصير، كان آخرها أربعة جوائز من مهرجان “Roots” السينمائي الدولي وهي جائزةأفضلمخرج موهوب، جائزة أفضل فيلم سينمائي، جائزة أفضل سيناريو أصلي، جائزة أفضل حوار.
ما زال فيلم “صلاة العشاء”المثير للجدل، محط أنظار لجان التحكيم والنقاد والمهتمين بالسينما، وقد وصف الفيلم رئيس ملتقى الفيلم الفلسطيني ورئيس مهرجان العودة السينمائي الدولي المخرج سعود مهنا بقوله: فيلم “صلاة العشاء” إضافة للسينما الفلسطينية، ومن يشاهد الفيلم لن ينساه،فهو مليء بالإسقاطات ويحمل فكر وجمالية كبيرة عبرة حبكة درامية محكمة، لذلك نعتبر الفيلمعلامة فارقة ونموذجا جديدا في مسار السينما الفلسطينية، لأنه اعتمد على قصة وسيناريو وصناعة مختلفة تماما عما شهدناه وألفناه من أعمال سينمائية، لهذه الأسبابرحبت به المهرجانات الدولية وحصل على العديد من الجوائز،كنوع من الاعتراف بأهمية الحالة الفنية وتفردها وجرأة الطرح، بغض النظر عن كيفيته وما أثاره من جدل إزاء الاختلاف والاتفاق على ماهية الموضوع وزاوية التناول.
عمل علاري من خلال فيلمه على تعرية المجتمع وإظهار الجانب الفاسد فيه بواقعية ومسؤولية دون ابتذال،وتعمد فضح النفوس المتعالية الشهوانية التي تستغل تفوقها الاجتماعي، فتحاول استغلال من هو أدناها مستوى أو من هو أضعف منها،كما يشير الفيلم إلى استغلال النساء، محط أطماع الكثيرين من أصحاب النفوذ، لتقع بين يدي باسم سيدة جميلة متزوجة، فيذهب إليها كل ليلة ويفعل بها ما يشاء، بمساعدة صديقه وائل الفنان “ماهر مزوق” الذي أبدع في دوره المحوري،الجدير بالذكر أن مخرج الفيلم”يوسف علاري”هوالذى لعب دور المجرم باسم فتألق وأبدع في تقمص الشخصيةاللاأخلاقية،بأداء احترافيعالي المستوى،كما أدى الدور بفهم عميق للشخصية، وأيضا الممثل “محمد خالد” الذي وفق بتجسيد شخصية الإمام الذي كان له كبير الأثر على شخصية وائل، وأيضا الفنانة “منيرفا أحمد” التي قامت بدور الزوجة الخائنة كان أدائها رائعاً وعفويا، كل هذا القدر والتناغم في أداء الممثلين دعم قوة وجمالية الفيلم.
على سبيل الختم أمكن أن نقول أن علاري استطاع إيصال رسالته السامية للمشاهد، بقدرة إخراجية متميزة، وبحبكةوحنكة فنية ملفتة، دون إضافة مشاهد إباحية أو عري، رغم أن الفيلم يتحدث عن الخيانة الزوجية، وخلوة العاشقين، والحبكة الدرامية تبرر وجود مشاهد إغراء، إلا أن الفيلم يخلو من دغدغة رخيصة للعواطف أو مواقف إخراجية مبتذلة من أجل الإبهار، وحين سأل علاري عن هذا الأمر،كان رده:أحب أن أثير التفكير لا الشهوات، ووظيفة المخرج تعرية الفاسدين، لا نزع ثياب النساء.
لا شك أن الفيلم أفصح عن قيم كاتبه،ومنتجه ومخرجه الملتزم الذي تحكم في السيناريو فنياً وجمالياً وبلور رؤيته الإبداعية الشخصية المتميزة، لينتج لنا فيلما يستحق بجدارة جميع الجوائز التي حصدها.