الجمعة , 23 مايو 2025

المخرج محمد مفتكير يكتب عن الشيخ والشيخة !

ربما لم يشاهد الشيخ قصة الشيخة إطلاقا وتفوه بكلام أجوف غير مفكر فيه، كلام ردده أسلافه من قبل دون توقف فصار لازمة يخرجه معظهم كسلاح شبح يشهرونه عند الحاجة.

أو ربما شاهد الشيخ القصة خلسة ولم تكن الشيخة مقنعة بما يكفي لتقنع الشيخ فيغير رأيه فيها! كل الاحتمالات واردة في هذا الباب الذي فتح فجأة ودون سابق إنذار, لأن هذا ليس أول عمل فني نشاهده عن الشيخات في بلادنا ولن يكون الأخير لأننا لن نتنكر لموروثاتنا الثقافية التي تؤسسنا وتشكل ذاكرتنا الجماعية… سئل أحد المخرجين يوما عن ماهو أحسن تعريف للفيلم الجيد، فأجاب في الحين ودون تردد “هو ذاك الذي يبكيني أو يضحكني أو يخيفني ويجعلني أغادر قاعة العرض وقد غيرت رأيى وربما قناعاتي في أشياء عدة لم أكن لانتبه إليها لولا مشاهدتي لهذا الفيلم، فأصير بعدها أحب الحياة والأشخاص أكثر وانظر إليهما نظرة أخرى، كلها حب واحترام وتقدير وتفهم”. لم أجد في حياتي تعريفا أعمق وأصدق من هذا فتبنيته أنا أيضا كمعيار للحكم على الافلام التي أشاهدها… أعود إلى قصة الشيخ والشيخة واعيد طرح السؤال، أين يكمن المشكل الحقيقي ياترى؟ هل في امتهان “تشياخت” أم في كيفية طرح ومعالجة شخصية الشيخة وقضاياها داخل حكي متخيل ومفترض.

عن أية شيخة تتحدث يا شيخ، ففي الحياة “شيخات” متعددات ومختلفات لا شيخة واحدة منمطة؟ شيخات لكل واحدة منهن ميزاتها وخصائصها واختلافاتها، بعيدا عن أي تعميم أجوف. الشيخة لا تغني وترقص ليل نهار، فلها هي أيضا مآرب أخرى تقضيها ولها مثلنا جميعا مشاكل يومية عدة تتخبط فيها وتحاول جاهدة حلها. الشيخة لم تولد أبدا كذلك، فهي إنسان أولا وقبل كل شيء ويجب حكي إنسانيتها قبل مهنتها، لأن هناك مهن أخرى كثيرة نعتقدها جميعا شريفة، لكن أصحابها يمتهنونها بخبث مقرف والأمثلة لا تحصى للأسف الشديد… ماذا نريد أن نحكي، كيف نحكيه ولماذا نحكيه؟ هنا، ربما يكمن المشكل الأساسي والمحوري، من داخل الحكي لا من خارجه. أقول ربما لأنها مجرد وجهة نظر…

شاهد أيضاً

محمد أشرقي.. فنان شاب يبصم بريشته طريقه نحو العالمية

عبد المجيد رشيدي في أمسية فنية متميزة احتضنها فضاء Living 4 Art بالدار البيضاء يوم …