عن موقع albalad.ma
في تعاطي المغاربة مع الشيخ والشيخة مسافة تختصر الاثنين في حاجتهم الى “شي بركة” من ورقات 20 الى 200 درهم ، وهي عنوان تقدير لهما وفرح وسعادة وامتنان.
وقد اعتاد الناس وهم يقبلون على حفلات الشيخات أو جلسات الشيوخ ، الجود بما ما ملكت الإيمان في عرف يعتبرهما معا مكملان للتجمعات خاصة في الافراح والمسرات .
ومن هذا المنطلق وضع المغاربة الشيخ والشيخة في مكانة واحدة ، دون آن يشكل ذلك احراجا وإن اختلفت رقصات وشطحات بعضهم البعض ، واختلفت السياقات التي يتواجدن فيها …فقد تعود الشيخ الفقيه أن يستعمل مكبرات صوت الشيخات في الأفراح ليتلوا آيات بينات من القرآن الكريم ، وهو يعلم أن نفس المكبرات ستستعمل من بعده لصيحات العيطة والعلوة ، وطالما قبل شيوخنا في المذهب المالكي السميح ذلك وقبلوه بروح الاختلاف الانفتاح الذي ميز دوما المجتمع المغربي …
أن يخرج أحدٍ شيوخ الفايسبوك وقنوات اليوتيوب ليزايد على صورة الشيخة في المجتمع وينتقد عملا دراميا استحضر صورتها واحتفى بها ،فتلك من المزايدات التي نعتبرها من “البوز الفقهي” الذي يركب عليه صاحبنا ، ويوجه اجتهاداته نحو الحيط القصير ليكسب الكثير مناللايكات والجيمات وهو ما لايستقيم مع الدور المفترض للشيوخ في بلد انتصر للفرح والغناء وفي نفس الوقت حافظ على توازنه وسماحه وخصوصياته المعتقداتية التي يشكل أو تشكل فيها تعاليم الإسلام الركن الأكبر في كل ذلك .
فلطفا بالقوارير يا شيخنا ، ودع عنك ما تشبت به المغاربة لقرون ، واغرف أنت وأمثالك مما تسمح لكما به المساحة المتسامحة التي يسمح بها ديننا الحنيف في إتجاه تجديد الخطاب وتجديد الشكل والمضمون .