على صفحته على الفايسبوك نشر الممثل والمخرج المغربي رسالة وجهها الى وزير التربية الوطنية بخصوص القرار الاخير المتعلق بالتعليم عن بعد /عن قرب الذي اتخدته الوزارة مؤخرا .
الروخ اعتبر الامر ارتجالا بدون قواعد ، موضحا بأنه أصبح يحس أنه يعيش في محيط لا يكثرث بنا وبابناءنا وبمستقبلهم
نص الرسالة /
السيد معالي وزير التربية الوطنية والتعليم العالي المحترم
بقلم ادريس الروخ
لم يعد قاموسي في اللغة يسعفني لكتابة هذه الرسالة ..فكل الحروف وعلى أهميتها ضاقت بي وغادرت قريحتي وانطلقت الى عوالم اكثر رحابة وأكثر حرية وأكثر فعالية ونجاعة في الأخد بمعانيها ومصطلحاتها ولاستعمالاتها المتعددة في أمكنتها وأزمنتها الحقيقية ..انني اغرق في بحر من الضياع ..وأكاد افقد وعيي من هول ما قررتم وما اعتمدتم في تصريحكم الأخير الذي احدث صداعا وسط الأسر المغربية التي تعاني من مشاكل عدة والتي كانت تأمل في ان وزارتكم قادرة على ان تفكر في وضع خطة بمعايير منطقية تراعي قدرات الأوساط الشعبية وغيرها في تتبع التعليم ( بمراحله المختلفة ) عن قرب وخلق جسر الثقة بين المحيط الأسري والدراسي / التعليمي ..دون الخوض في بحيرة عكرة ، ماءها قذر ورائحتها نتنة ، مريعة تفقدك الشهية في الاقتراب من محيطها ..او الارتماء فيها ..ان قراركم بجعل التعليم يتأرجح بين بعد وقرب ما هو الا ارتجال بدون قواعد وبدون مخيلة قادرة على ترسيخ خطاب واضح يساهم في إنجاح مسلسل التعليم الذي تعطلت عجلته منذ مدة طويلة ولم يعد احد ينتشي بلذته او يحلم بآفاقه ..مادام الضباب ينتشر على طول طريق مشروع اصلاحه ..ان آليات التحديث والتحيين و تطوير مناهجه دخلت في نفق مظلم ولم تعد قادرة على الخروج الى دائرة الضوء ..بل أصبحت تنعم بحلكة في الفهم وتشخيص الداء وتشريح الجسد الذي يعاني من إعاقة في التفكير ..و عوض ان يستعين بمن لهم خبرة في التواصل مع العالم الخارجي ..وهم قادرون على اخراج التعليم من فوهة مضيئة تربط عالمها بعالم كل الذين يؤمنون بان الأمل في خلق اوراش إصلاح منظومتنا التعليمية هو أيضا أمل في خلق جيل من التلاميذ والطلاب بشكل يجعلهم قادرين على قيادة الحافلة بأمان ..وبان المغرب الذي نحب ونعشق ونحترم ونقدر تاريخه وبطولاته وننحني لكل الاسماء التي ضحت بدمها وحريتها من اجل ان يظل التعليم في الواجهة كمحرك أساس من اجل التطور ..لقد قرأت قراركم بحيرة وبحزن عميق ..وعشت ساعات من لا فهم ..وكبر القلق بداخلي ..لقد احسست بانني أعيش في محيط لا يكثرث بنا وبابناءنا وبمستقبلهم ..قد نكون نحن في آخر المحطة وسنرحل الى وجهتنا النهائية ..ولكن سيرحل معنا خوف تواجد ابناءنا في محيطكم ..وسنبقى معلقين بين اختيار القرب منهم او البعد عنهم ….هنا سنقر ان الاختيار في احتضان ابناءنا والتمسك بهم ومساعدتهم على الخروج من أزمة قرار حكومة برمتها وليس فقط وزارة بعينها هو القرار الصائب ..ان فيروس كورونا أشع علينا بحقائق كثيرة ..وبالرغم من خطورته في الانتشار بسرعة وقتل الاجساد الضعيفة ..فهو ليس بنفس خطورة تخريب مجتمع من الداخل وتدمير جهازه التعليمي واحداث فوضى في شرايينه، ان المجتمع كالجسد كلما اعتنيت به من الداخل ومن الخارج تقوت أعضاءه وتكون بداخله مناعة قوية المفعول للدفاع عن كل ما يهدد سلامته ..الم يقال ان العقل السليم في الجسم السليم .ان التكوين في المدرسة ومع الأساتذة وبعقلية تعليمية ممنهجة..وبخطة وقائية تراعي تطبيق بروتوكول صحي يضمن السلامة للجميع ..ولكن في نفس الان يضمن استمرار الثقة في المؤسسة التعليمية وانخراط الجميع من اجل إنجاحها .
قبل أن تقدم الدروس لوزير الثقافة عليك بالإلتحاق بمقر عملك بوزارة الثقافة كموظف فيها تتقاضى اجرا لكن المقابل هو انصرافك لبلاتوهات التصوير كمخرج أو ممثل مقابل الملايين وتحلم الدولة من موظف منضبط للتوقيت الإداري ويؤدي خدمات للثقافة .