بقلم : بثينة فارسي
كما هو الحال بالنسبة لجميع المجالات و الميادين عانى الفن و الفنانون خلال هاته الفترة من زمن الجائحة من ازمة خانقة لعل اقل ما يمكننا القول عنها انها مازالت قائمة الى حدود الساعة .
فكيف بات حال الفن خلال هاته الفترة؟ و كيف واجه الفنانون هاته المعضلة؟
لم يصل فيروس كورونا المغرب الا بعد ان فتك بدول عدة في اوروبا و لعل ابرزها ايطاليا التي كانت الاكثر معاناة ، لعل هذا كان من الاسباب التي جعلت المغرب سباقا الى اتخاد الاحترازات اللازمة . غير ان هذا لم يكن ليحصل لولا الوعي الذي ساهم في انتشاره الفنانون أنفسهم بامتلاكهم قوة تأثير لا يستهان بها في المجتمع . ..فعلى سبيل المثال كان الكوميديون، الممثلون و المغنون المغاربة امثال حاتم عمور ، ايكو ، عمر لطفي ، دوزي و آخرون سباقين الى نشر صور و مقاطع فيديو توعوية كل بقدر استطاعته مساهمين بذلك في نشر ثقافة التعامل مع الفيروس. لم يكتفي الفنانون بهذا فقط بل كان منهم من ظل دائم الاتصال بجمهوره من خلال خاصية البث المباشر الموجودة في العديد من التطبيقات مشاركا بذلك يومياته خلال الحجر الصحي ، الى درجة أن الامر أصبح ضروريا بالنسبة للعديد منهم كمغنية الراب المغربية منال .
خناق كوفيد 19 للفنانين كان في بداياته اشبه بغيمة سوداء سرعان ما ستزول بعد انزال زخات ممطرة ، غير انه و مع مرور ازيد من ستة اشهر على فرض الاجراءات المصاحبة لحالة الطوارئ الصحية من تباعد اجتماعي و حضر للحفلات و المهرجانات عمق من معانات الفنان المغربي خاصة أن مصدر رزق غالبيتهم يرتبط بهذه الحفلات والمهرجانات . فبعد ان كان اغلبيتهم ممولين بروحهم التضامنية للعديد من العائلات التي وجدت نفسها بدون مدخول خلال هاته الفترة الصعبة باتو هم من يحتاج الى العون و باتت مداخيلهم قريبة من المنعدمة ، هذا هو الحال بالنسبة للمغنيين و الكوميديين . ولم يسلم من ذلم حتى الممثلين والمسرحيين ، فمع اغلاق دور السينما و المسارح تفاقمت ازمتهم المتفاقمة أصلا ولعل تأخر أو التخلي عن الانتاجات الرمضانية لهاته السنة خير دليل على ذلك فرغم التطور الذي لوحظ في الاعمال الدرامية لهاته السنة ظل ضيق الوقت في التصوير و الاخطاء الاخراجية المصاحبة له جليا في غالبية الاعمال .
الفنان قادر على تدارك الازمة فكل ازمة قادرة على توليد طرق و اساليب جديدة لمواجهتها ، هذا هو الحال بالنسبة لكورونا الذي مكن العالم من اختراع تقنيات تتلائم و الطبيعة الجديدة للحياة الاجتماعية اليوم. بالنسبة للفن كانت الرقمنة و نقل الواقعي الى الافتراضي من بين التقنيات الحديثة الولادة حيث باتت التطبيقات مثال فايسبوك، يوتوب و انستاغرام فضاءات للتواصل مع الجمهور ، و باتت المهرجانات الحقيقية عبارة عن مهرجانات افتراضية يغني فيها المغنون و يضحك فيها الكوميديون … دور السينما و المسارح باتت عبارة عن فيديوهات يبثها الفنانون و الصور لوحات للرسامين يشاركونها مع متتبعيهم .
كورونا اذن لم تستطع منع الفنان من ابداعاته ولم تبعده عن انشغالاته الفنية ،ولم تستطع أيضا التأثير على علاقته بجمهوره الذي ظل مواظبا على تتبعه ومعرفة أخباره…. وهنا تصدق المقولة التي تقول “ليس للفن حدود” !