السيد الوزير المحترم :
تعلمونَ سيَّادتكم، إن العَناصِر التي أَوْكلتُم لها مَهمَّة تدبير مِلف الدَّعم المَسْرحي لهَذا العام 2019، قد أساءَتِ التقدير في كثيرٍ من الجوانبِ المرتبطةِ بتصْريفهِ، كما أنَّها زاغَتْ عن النَّحو الذي يخدُم سياستكم التَّنموية، الرَّامية إلى حسن تدبير الشأن الثقافي بالمملكة، وتطْويعِ الخدمات التي يُقدمها الدَّعم العُمومي بهذا قطاع الحَيَوي، بما يجعلهُ مُنْصَهرًا في مشروع التَّنمية الشاملة.
مُؤشِّراتُ التـَّقصير، انطلق عَدَّادها مُباشرةً مع أولِ بلاغٍ للإعلان عن انطلاق عملية الترشح للاستفادة من دعم المشاريع الثقافية والفنية في مَجال المسرحِ برسم الدورة الأولى بتاريخ 31.01.2019، حيثُ خَلَّف الإعلان إيَّاهُ مَوجةً جَارفةً من الاستياء داخل دُروبِ القطاع، لمَّا شَطـَّبَ المُهَنْدسونَ الجُدُد ممَّن أوكِلَتْ لَهُم مَهمَّة تطْوير خدمات القطاع، على كثير من المُدُن المُحتضنة لمشاريع التـَّوطين المسرحي، مما دَفعكُم للتدخُّل شخْصيا لاحتواءِ المَوْجة الاحتجاجية وتهْدئةِ الأوضاع، بإعلانٍ مُلحَقٍ بتاريخ 12.02.2019 صحَّحتم من خلاله تلك الأخطاء، وأعدتُم الأُمورَ إلى نِصابها بإضافةِ مُدن ( سلا – وجدة – الرباط – تازة – القنيطرة – الفنيدق) إلى خريطة المُدن التي تشمَلُ فضاءات التوطين المسرحي. وهو مُعْطى يُؤكد بما لا يدعُ مَجالا للشَّك أن مُهَندسي الوزارة، قد انْفردوا بِقَرارِهم، خارجَ دَائِرةِ التَّنسيق مع التنظيمات التمثيلية الفاعِلة بالقطاع.
السيد الوزير المحترم :
مُباشرةً بعدَ هذهِ الرُّزْمة من الأخطاءِ الإداريةِ، تمَّ تشكيلُ لَجنة للدَّعم المَسرحي للعام 2019 على المَقاس الذي يَجْعلُها شمَّاعةً تـُعلَّقُ عليها أخطاءُ هَؤُلاءِ المُهَندسين ( لا يَفوتُني أنْ أُهنِّئ كثيرًا من الفنانين الشـُّرفاء، مِمَّن رفضُوا المشاركة في اللجنة، احترامًا لوضْعهم الاعْتِباري، ورفضًا للعبِ دورِ الشمَّاعة). وكذلك كان، حيثُ إنَّ تحكيم هذه اللجنة، بين المشاريع المَسرحية الـ 161 التي رُفعت أمَامَ أَنْظارِهَا، شَابتْهُ كَثيرٌ من إشاراتِ المَنْعِ وعَلامات قِفْ في حقِّ مجموعة من المشاريع المسرحية لفُرق جادَّة ومُحترفة على المستوى الوطني، في مُقابل إعطائها تأشيرة المُرُور لفُرقٍ شَبابية، وأخرى غير مُمَارسة، وأُخْرَياتٍ لا تتوفَّر فيها الشروط القانونية التي يُؤطرها دفتَر التحمُّلات، لوُلوُج أشْواطِ المُنافسة، للإستفاذة من الدَّعم العُمومي لقطاع المسرح.
يُمكنُ تَحْديدُ إساءة تقديرِ لجنة الدعم المسرحي للعام 2019، في رُكْنين مُهمَّين، الأول: يتجلى واضحا في سُوءِ تقييمها وَقِلةِ حيلتها في التفاعل الإيجابي لمُكوِّناتها، مع الجوانب الفنية والجَمالية المَرْسُومة على أوراقِ المشاريع الفُرْجَويَّة الموضوعة على مَوائِدها..( علما أن بعض مُكوناتها، لم تـُواضِبْ على الحُضور باستمرار، ممَّا فتح شهيَّة كبيرهم الذي علَّمهُم السِّحر، لاعتماد “قسمته الضِّيزا” في توزيع الدعم العُمُومي، وتصفية حِساباتهِ القديمة معَ جيرانه).
والثاني، يتجلى في غيابِ الحِسِّ الوطني والنِّضالي، في نُفوسِ مُكونات اللجنة، وذلك بقبُولها توزيعَ كُمْشَةٍ منْ وَرقٍ ( 11.674.000 درهم ) على 66 فرقة مسرحية في مُختلف المَجالات ( توطين * إنتاج وترويج * جولات) علما أن مبلغ الدَّعم في عهْد الوزير مُحمد أمين الصبيحي كان (15.000.000 درهم) وهُوَ مُعطى يُؤكِّد بما لا يَدعُ مَجالا للشَّك أنَّ كبيرَ السَّحَرَةِ “بَاغي يْحَسَّنْ بَللِّي كَايْنْ”.
السيد الوزير المحترم :
-
بتاريخ 07 /05/2019 عَمَّمت وزارة الثقافة بلاغَ نتائجِ لجنةِ الدعم في مجال المسرح لسنة 2019، هي النتائج التي أَلْهَبَتْ انتقاداتُها الآلاف من صفحاتِ مَواقع التواصُل الإجتماعي وشبَكات الإنترنيت، وخلَّفتْ احتجاجاتٍ جمَّة داخِل أوساطِ الفاعلين بالقطاع، وصدَرتْ بمُوجبها بَيَاناتٌ لجميع التنظيمات الفاعلة بالقطاع، وحُرِّرَتْ ضِدَّها كثيرٌ من العَرائضِ من طرفِ جميعِ الفرق المُستفيدة في مَجال التوطين، وعُقِدت حَوْلها جُملة من الاجتماعات المَارطونية بيْن الفُرق المُستفيدة وغيرَ المُستفيدة مع إطاراتها التمثيلية، هذهِ الرَّجة الإعْلامية شَمِلت في المَقام الأوَّل تقْصيرَ المُهندسينَ الجُدُد بِمصَالح وزارة الثقافة، في حِمايةِ وتنزيلِ مُقتضياتِ دَفترِ التحمُّلاتِ الذي يُؤطِّرُ عَملية الإستفاذة من المَال العُمومي، باعتبارها “أي الوزارة” جِهازا تنفيذيا، مُلزمٌ دُستوريَّا بِحماية القانونِ وتَنْزيلهِ، مُرُورًا بسُوءِ تقدير لجنة الدعم في تقييمها للجوانب الفنية والأدبية للمشاريعِ المسرحية المَوْضوعة على مَوائدها، وُصُولا إلى ضُعْفِ المبالغ المالية التي أشَّرَتْ عليها اللجنة لفائدة المشاريع المُستفيدة، خاصة في مَجاليْ ” التوطين والإنتاج والترويج”.
مَا يُؤكِّد بالمَلمُوس، وبِالواضحِ والمَرمُوزِ، جَهْل لَجْنة الدَّعْم المسرحي بأبسَط أبَجَدِيَّاتِ المُمَارسة المَسْرحية الاحترافية، هو مَنْحها في تقييمها المالي الأوَّل، لسِتَّةِ فُرُق مبْلغ (100.000 درهم)، ولتِسْعة فرق (120.000 درهم)، في مَجال الإنتاجِ والترويجِ، في حين مَنَحتْ لأربعة فُرق مسرحية مبلغ (198.000 درهم) في مَجال الجَولات، وهو تفسيرٌ واضحٌ لعَدَم أهْلِيَّةِ هذه اللجنة، ودَليلٌ بَيِّنٌ عَلى بُطْلانِ نتائجها، وأنهُ لا يَرْبطها بالتَّحكيم المَسْرحي خيْرٌ ولَا إحْسان…
بتاريخ 24 / 05/ 2019 أصدرت وزارة الثقافة، بلاغًا مُلحقا صحَّحت من خلاله الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها لجنة الدعم المسرحي لسنة 2019، في حقِّ الفُرُق المسرحية المغربية، وضخَّت في وِعَاءِ الدعم المسرحي للعام 2019 أكثر من 4.000.000 درهم إضافية، وزَّعتها على الفُرق المستفيدة من الدعم، وهو التدخُّل الذي تنفَّسَت من خِلاله الفُرق المَسرحية الصُّعَداءِ، واطمأنَّت على إنجاز مشاريعها في ظروفٍ أحسنَ مِمَّا وضعتْهُم فيه لجنة الدعم المسرحي.
بالنظر إلى ما سبق، نستخلص أن معالي الوزير، قد لعبَ دورًا ايجابيًا “إطفائيا”، في جميع مَراحلِ توزيعِ الدَّعم العمومي في قِطاع المَسرح، بَدْءًا بتصْحيحِهِ لِمَقرَّاتِ التوطين المسرحي، التي تدخُل ضِمْن فَهْرسِ مُخطَّطات المَسْؤولين الإداريين بمَصالح الوزارة، وُصولاً إلى تقويتهِ للمبالغِ الماليةِ للفُرق المُستفيدة، التي مَنحتْها لجنة الدعم المسرحي، التي يُشاعُ بأنها مُستقلة.
كلها مُؤَشِّرات، تفضحُ البَوْنَ الشَّاسع لمُسْتوى تَشاوُر وتوافُق مُهنْدسي وَزارة الثقافة مع التنظيمات التمثيلية الفاعلة في القطاع المسرحي، وتُؤَكد ارتفاع مُسْتويات تحَكُّم الطُّغْمة المُتحكِّمة في دَواليب وزارةِ الثقافة، في صُنْع قرارات إدارية وسياسية للشأن الثقافي بالمملكة، مَا أَتى الله بِها من سُلطان…
السيد الوزير المحترم :
تأسيسا عليه، وتوْسيعًا لهَوامِشِ الشَّفافية والنَّزاهَة في تصْريفِ الدَّعم العُمومي، وتَرْسيخًا للمَبْدإ الدِّيمُقراطي في تحقيق تَكافُؤِ الفُرصِ بينَ المُتنافسين على الإستفاذة من الدَّعم المسرحي، وجَبَ على مَصالح الوزارة في قطاع الثقافة، أن تُنَوِّر الرَّأيَ العَامِ الوَطَني، بأسْماء الـ 161 فرقة مسرحية المُتنافسة .. بدءا باسمَيْ الفرقتين الواردة ملفاتها على مُديرية المسرح خارج الأجل القانوني .. وكدا أسماء الـ 11 فرقة التي لم تستوف ملفاتها الشروط القانونية والإدارية .. معَ ضَرورة ذكر المُدن والجِهاتِ التي تنتمي إليها هذه الفُرق، والمَجالات المسرحية التي تتنافس فيها..
بالنظر، إلى أهمية التقرير العام للجنة الدعم المسرحي، فإنَّ تعْميمهُ على الفُرق المَسرحيةِ المُتنافسة، من شأنه أنْ يُضْفي نوعًا منَ الشفافية عَلى نتائِجِ أشغالِ اللجنة، بعيدا عن التوضيحات الجَبَانَة والمَحْشُوَّةِ داخِل البلاغات التَّصْحيحيَّة للوزارة، منْ قَبيل (إن المشاريع غير المستفيدة لا ترقى إلى مُستوى الأعمال المُدعمة في إطار المُفاضلة والمُقارنة والتَّنافُسية).
ولإحاطتكم بالعلم، إن أغلب الفرق غير المستفيدة من الدعم المسرحي لهذا الموسم، قد تقدمت باستفساراتها للجنة، مُباشرة بعدَ إعلان نتائج الدَّعم، إلا أنهُ للأسف، ولغرضٍ في نفسِ “يعقوب”، لمْ تتوصل أيٌّ منها بأي جوابٍ من اللجنة، عِلما أن دفتر التحمُّلات يَقْضي : (ملحوظة عامة : يُمكن الطَّعْن في قرارات اللجنة داخل أجلِ ثلاثينَ يوما من تاريخ الإعلانِ عن النتائج). بما يَعني أن مُدَّة الطَّعن قد انتهت، واللجنة لم تُجِب بَعْدُ..؟