عبد المجيد رشيدي:
بين الأزرق والأصفر، تخلق عوالم لوحاتها في مزاوجة خلاقة ومتناهية الانسجام في تعبيرها عن العمق الإنساني ، إنها الفنانة التشكيلية مريم الوالي التي وفقت إلى حد كبير في تحقيق معادلة تشكيلية تعتمد على الرمز والإيحاء واستطاعت من خلال تمثيل الطبيعة والمرأة في أغلب أعمالها أن تطرح العديد من التساؤلات العميقة حول أغوار البطلة في أعمالها التشكيلية وربما التعاطف معها في بعض الأحيان ، والاحساس بميولاتها النفسية الداخلية من خلال نظرات العين التي دائما تأتي فرحة ومرة أخرى حزينة ، وإصرار مريم في كل أعمالها التي تجسد بها المرأة على عدم اكتمال ملامحها ، خاصة ”العين” وهذا عكس السائد في أغلب اللوحات التي جسدت قديما عنصر المرأة في صورة الملهمة تارة أو المرأة المغلفة بالأثواب الحريرية الفارهة تارة أخرى .
مريم الوالي تمزِج ألوانها بتراث بلدها المغرب الغني الذي يقع على تقاطع ثقافات وحضارات تعاقبت عليه أو مرت من عنده ، وهي إذ تحافظ على هويتها الثقافية وخصوصيتها الوطنية تنفتح في الوقت عينه على الحداثة والتجريب والتعبير بالريشة واللون عما يعيشه الكائن المعاصر من شؤون وشجون وتطلعات كأن فرح ألوانها ما هو سوى محاولة للتخفيف من وطأة الأوجاع التي تصيب كلا منا في رِحلة العمر.
تقول الفنانة مريم الوالي ” الفن هو عبارة عن إبداع حر يتكون من وجهة نظر المبدع والفنان ، وقدرة الشخص في التعبير عن شيء بشكل جمالي وغير تقليدي سواء كان حركي أو بصري ، والرسم بالنسبة لي حكاية عشق لا تنتهى ، فهو بالنسبة لي علاج لروحي ومصدر لرسم الابتسامة على وجهي ، وبوابة لابعاد الأفكار السلبية من تفكيري ، فالرسم متعة لاتنتهى ، وبمجرد أن أمسك ريشتي أتمنى أن أصل للعالمية لأكون فنانة عالمية ، وأن أُكوِن عالمي الخاص وأسلوبي الخاص لفني وأفكاري ، فأنا لا أتبع نهج مدرسة معينة ، إنما أتبع مدرسة أفكاري”
وتضيف مريم الوالي ” إلى أن ممارسة الفن متعة شخصية في البداية ، ونابعة من شغف الفنان ورغبته في توصيل وجهة نظره أو رؤيته ، أو التعبير عن نفسه وتقديم فنه لجمهور متعدد الأمزجة مختلف المشارب ، متنوع الثقافات”.
ولفتت الفنانة مريم الوالي أنه في الفن المعاصر تختلط المدارس الفنية ، وتمتزج ببعضها البعض ، وأصبح متاحا للفنان دمج عدة مدارس وأساليب واتجاهات ، والوصول من خلالهم لمدرسته الخاصة التي تحمل بصمته الفنية.
مريم الوالي ، خريجة جامعة بدولة كندا حاصلة على الدكتورة في الاعلاميات ، شاركت في العديد من المعارض الجماعية الوطنية والدولية ، وحصلت على عدة جوائز متنوعة تقديراً لأعمالها التي تحظى بشعبية كبيرة عند متتبعيها.
مريم الوالي دائما تحب أن تقول للناس استخدموا التحدي كجزء إيجابي في حياتكم لأنه بدون تحديات أنتم لن تعلموا قيمة هذه الحياة ، فلو كان كل شيء سهلا وجميلا لن تعرفوا معنى هذه القيمة ، دائما استخدموا التحدي كي تصلوا إلى أهدافكم ، كما تمنت مريم الوالي أن يستمر المجتمع في تقديم ودعم المواهب الفنية النسائية وإتاحة الفرص لهن لتقديم مواهبهن والتعريف بهن.