الجمعة , 29 مارس 2024
الرئيسية » الرئيسية » الدارالبيضاء : تأسيس ائتلاف جمعيات الفلكلور والتراث + صور

الدارالبيضاء : تأسيس ائتلاف جمعيات الفلكلور والتراث + صور

تغطية مدير الندوة: أحمد طنيش

نظمت ورشة الممارسة والمعرفة الصحفية، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، ندوة صحفية يوم الجمعة 9 مارس 2018، بفضاء معهد العالي للصحافة والاتصال الدار البيضاء، وبتنسيق مع إدارة هذا المعهد، وقد أقيمت هذه الندوة التواصلية والتقديمية لصالح ائتلاف جمعيات الفلكلور والتراث بالوسط الحضري، التي تعلن عن ائتلافها وتصورها الجديد والمتجدد لمواصلة رسالة الثقافة الشعبية بالوسط الحضري..

حققت الندوة الصحفية رهاناتها وواكبتها جل وسائل الإعلام، وقد مرت فعالياتها وفق أرضية الندوة كالتالي:

  • المكونات الائتلاف ومرجعيته التراثية: جمعية الفلكلور الشعبي الأصيل زاكورة، تأسس سنة 2004 ويرأسها الريس أحمد هرمي، جمعية أحواش تسكوين الأطلس الكبير تأسست سنة 1988 ويترأسها الريس علي بوندي، جمعية النهضة الصوفية الفلكلورية تارودانت (كناوة)، تأسست سنة 1960 ويترأسها ذ.حميد برغوت، جمعية أحواش شباب أولوز تأسست سنة 1999 ويترأسها الريس الحسين باجوك.. وراء كل هذه التجارب بدايات ومرجعيات وجيل مؤسس ومجايلات وتاريخ فعل وتفاعل..
  • مكونات المكتب المسير للائتلاف: الرئيس: أحمد برغوث، نائبه: أحمد هرمي، أمين المال: علي بوندي، نائبه: حسين باجوك، الكاتب العام: عزالدين مقبول..
  • لماذا الائتلاف الآن والهنا:

إيمانا من هذه الفرق التراثية والفلكلورية أننا في زمن التكتلات وزمن الجماعة وزمن الائتلاف نحو القضايا المشتركة ونحو الآفاق المنتظرة، كان التوافق بين أربع فرق تهتم بالتراث والفلكلور نحو جمع الكلمة وتوحيد الرؤية والتخطيط للمستقبل باعتبار أن الممارسة الفنية مرتبطة بهذا التراث والفلكلور، باعتباره أولا إرثا بشريا وفنا له مرجعيات ماض له تاريخ وحكايات وبالتالي له رسائل فنية وثقافية وتواصلية، وباعتباره كذلك إرثا بشريا، من هنا جاء مطلب الائتلاف جمعيات الفلكلور والتراث في الوسط الحضري، والسبب راجع بدوره إلى علاقة هذا التراث والفلكلور بالوسط الحضري، إذ الأمر يعود في جدره إلى التطور الحضري بمدينة الدار البيضاء المواكب للتطور والتوسع العمراني نحو التمدن والعصرنة..

الحكاية بدأت منذ الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، حيث توافدت على الدار البيضاء في مرحلة بناء نهضتها ومينائها ومعاملها إثنيات متعددة تمثل كل جغرافية المغرب، هذه الإثنيات ساهمت في بناء صورة جديدة لمدينة الدار البيضاء التي كانت تسمى بأنفا وتامسنا وهي مرتبطة بالشاوية ويسجل إسهام كل الجهات في بنائها العمراني والثقافي والفني عبر مثاقفة انصهرت وانسجمت وتجاورت وتصاهرت وتوافقت لتعطي صفة البيضاوي على شريحة بشرية موزعة بين أحياء عمالية وشعبية وأحياء أخرى متطورة. من هنا كان تميز ساكنة البيضاء التي تطورت عبر تساكن وإسهام ومجايلات تتطور في كل مرحلة وفي كل حين، من الماض المؤسس إلى الحاضر المتحول.

من هنا يأتي دور الائتلاف  الذي يقدم نظرة جديدة إلى الثقافة الشعبية وضمنها التراث والفلكلور في الوسط الحضري واضعا في باله البدء حيث كانت الصورة الأولى  لحركية هذا الفلكلور والتراث في الوسط الحضري الناقل للأصول والجذور التي نقلها الآباء وتأثر بها الأبناء ثم جاءت مرحلة الظواهر الشعبية المتعددة، ثم جاء الجيل الثالث بتحولات أخرى وأنماط أخرى يحضر فيها الفلكلور والتراث بشكل من الأشكال وقد يغيب بشكل من الأشكال..

وللحفاظ على إرث الأجداد وتواصله مع الأحفاد وبعث رسالته إلى الأجيال القادمة في الوسط الحضري، جاء مطلب هذا الائتلاف الذي انطلق بأربع فرق في مرحلته الأولى ويعلن عن أهدافه ويضع تصوره ورؤاه للمستقبل بأفكار جديدة وإسهام جديد يضم جانب التكوين والتدوين والتوثيق والإنتاج والإبداع والترويج الفني والتواصل مع المجايلات الفنية ومع المتلقي المفترض داخل الوطن وخارجه، وبالتالي انفتاحه على المؤسسات العلمية والتواصلية..

يأتي إذن مطلب الائتلاف لجمع لمة مبدعيه وحفاظه وممارسيه نحو استمراريته بالوسط الحضري لمواصلة الرسالة دون القطيعة مع الأصول والجذور بشعار: ثقافة الشعوب كنز بشري ومتحف إنساني..

  • لماذا الفلكلور والتراث:

يعد المفهوم الحقيقي   للفلكلور هو ذاك المخزون البشري الآتي من مجموعة المرجعيات والقصص والحكايات والأساطير البشرية المختزلة ضمن عادات وتقاليد مجموعة سكانية معينة في بلد ما عبر موقع جغرافي ما، هذا المخزون والإرث والتراث تنقل معارفه من جيل إلى آخر عن طريق الرواية الشفهية غالباً، وعبر نقل بصري يقلد ويعاد بعثه، وقد يقوم كل جيل بإضافة أشياء جديدة أو حذف أشياء لتتوافق في النهاية مع واقع حياته مع الاحتفاظ بالأصل وأثره وروايته، وهذا الإسهام تشارك فيه كل الأجيال عبر تعاقبها وهو إسهام مرتبط جدليا بالتطوير والإضافة والإغناء، من تم يقدم حيوات أخرى تعاش من خارج ومن داخل التراث لكون التراث إسهام وإنتاج الجماعة واستمراريته مرتبطة مع الجماعة وبالجماعة..

“الفولكلور” folklore مصطلح يعني “حكمة الشعب” كما يشير إلى ذلك الباحثون في هذا المجال وهو مصطلح مركب من لفظتين سكسونيتين مصطلح انكليزي يتألف من كلمة فولكfolk بمعنى الشعب ولورlore هي الأصل اللغوي القديم لكلمة learm ،أي يتعلم.

من تم فنحن ننطلق من الجدر اللغوي والمفاهيمي لكلمة فولكلور التي يعتبرها البعض قدحية، لكننا نقبض على المفهوم من خلال معناه اللغوي حكمة الشعب الذي يتعلم من ذاته لذاته ونود أن تستمر هذه الحكمة..

هذا ويتكامل هذا المفهوم المتضمن في الاسم مع مفهوم كلمة التراث التي تعني في المعجم العربي كلّ ما خلّفه السَّلف من آثار علميّة وفنية وأدبيّة، ومن ضمنها التراث الشعبي باعتباره ثروة كبيرة من الآداب والفنون والقيم والعادات والتقاليد والمعارف الشعبية والثقافة المادية منها وغير المادية وهو علم يدرس الآن في الكثير من الجامعات والمعاهد الأجنبية والعربية لذا فإن الاهتمام به من الأولويات الملحة في الزمن الراهن.

حضرت ضمن مكونات الندوة الصحفية مداخلة تأطيرية وترافعية قدمتها الباحثة في السيميائيات وتحليل الخطاب الأدبي والفني الأستاذة سعاد برعوز في محور الثقافة الشعبية بين الحضور العلمي والشعبي عبر مرجعيات الحفريات والمرجعيات، من تم استهلت الباحثة مداخلتها بالحديث عن التراث الثقافي في العالم العربي عامة وفي المغرب بصفة خاصة حديث  لم  ياتي نتيجة  ترف فكري ومعرفي .بل حديث املته دواعي واكراهات  كثيرة  من بين تلك الاكراهات اكراه العولمة  التي  ارخت بضلالها  على كل المجتمعات  خصوصا في مجتمعاتنا  الفقيرة التي اندمجت وتماهت مع كل الانتاجات هده العولمة .فأصبحت مجرد متلقي سلبي وسوق لتصريف الفائض الاقتصادي والثقافي لدول  الغرب.

من تم مهدت الباحثة لمداخلتها بتحديد مفهوم التراث وتقديم أنواعه لكي تتضح الرؤية حيث أنه إذا استعرنا المنهج الاركيولوجي او الجيولوجي وبحثنا في اللغة العربية سوف نجد مفهوم التراث يتقارب  مع مفاهيم عديدة مثل مفهوم الحسب والنسب فضلا عن الميراث المادي بأنواعه المختلفة.

وللإشارة فالتراث التقافي لا يقتصر على المعالم التاريخية ومجموع القطع الفنية والأثرية وإنما يتمثل  أيضا في كل أشكال التعبير الحية الموروثة عن أسلافنا والتي تداولتها الأجيال.

وفي رصد الباحثة لسفر هذا التراث الزمني والتاريخي وقفت عند السفر الجغرافي بالمغرب وتكون مجتمعات مختزلة للإثنيات المكونة لجهات المغرب والمتمثلة في الأحياء الشعبية التي كونت خصوصياتها من عدو مكونات حتى أمست ظاهرة، الحي المحمدي بالدار البيضاء نموذجا الذي عرف مثاقفة أعطته خصوصية وحضورا قويا على عدة مستويات فنية وثقافية ونضالية..إلخ

من تم فليس غريبا أن يتم ميلاد هذا الائتلاف الذي ينظر إلى المستقبل من رحم هذا الحي الشعبي عاصمة الثقافة الشعبية الحضرية بخصوصية متميزة..

عبر التداول والنقاش المفتوح بين الحضور الفاعل للندوة الصحفية خرجت الندوة بالتوصيات التالية والمشاريع المستقبلية وفق استراتيجية قريبة ومتوسطة وبعيدة المدى، وهي كالتالي:

  • في مجال التأطير والتكوين:

1ـ الاهتمام بالمجال التأطيري والتكويني، لتسليم المشعل للأجيال الآتية، وذلك من منطلق علمي ومعرفي يستند على الممارسة الميدانية المنتجة، إسهاما في تنمية فنية وثقافية مندمجة، بشراكة مع مؤسسات متخصصة.

2ـ خلق متحف معرفي وتوثيقي لتدوين التجارب نحو مكنز (قاموس خاص)، تم جمع المعلومات ورصد التجارب وتوثيقها عبر كتب ومؤلفات.

3ـ تنشيط لقاءات احتفائية واحتفالية وتنظيم دورات تكوينية وموائد مستديرة وندوات ومحاضرات..

4ـ الانفتاح على المؤسسات العلمية من جامعات وكليات ومؤسسات تراثية لتطوير التجربة، وخلق شريك معرفي يطور الرؤية.

5ـ خلق خلية تواصلية وتنظيمية للإشراف على سيرورة الائتلاف والانفتاح على التجارب الجهوية أولا ثم الوطنية نحو خلق مؤتمر تأسيسي للائتلاف الفلكلور والتراث في الوسط الحضري، على مستوى الجهوي تم الوطني.

 

  • في مجال الإنتاج والإبداع:

1ـ تطوير التجارب المحترفة والتجارب الشبابية بأفكار جمالية متأصلة مبنية على التراث ومطورة للإرث للتواصل مع الأجيال الجديدة وخلق جسور الاستمرارية.

2ـ الإسهام في جمالية أداء الفرق الفلكلورية والتراثية بصريا وجماليا.

3ـ الاسهام في إضافة عنصر الإخراج ومقوماته على هذه الأنماط تكاملا مع المستجدات الجديدة.

4ـ اقتحام فضاءات متنوعة جديدة سيرا على الأفكار التنظيمية للمهرجانات التيماتيكية المستقطبة لعموم الجمهور..

5ـ تسجيل الأعمال بشكل تقني وفني متطور.

 

  • في مجال الترويج الفني والتواصل:

1ـ التواصل مع الإعلام عموما ومع القنوات التلفزية للانتاج والترويج..

2ـ البحث عن علاقات وشراكات متطورة والمشاركة في مهرجانات ولقاءات وبرامج ثقافية وفنية تلفزية.

3ـ الانفتاح على سوق الترويج العربي والدولي وفق استراتيجية عملية واحترافية.

4ـ تنظيم مهرجانات محلية وجهوية ووطنية، والانفتاح على كل التجارب الفنية والثقافية.

5ـ الوصول إلى تدبير الشأن التنظيمي للائتلاف بوكيل الأعمال ومسؤول الإعلامي وطاقم إداري تدبيري.

 

 

شاهد أيضاً

مريم الزعيمي في “دار النسا”.. ممثلة دائمة التجريب

تابعت الحلقات الأولى من المسلسل الدرامي الاجتماعي العائلي “دار النسا” للمخرجة سامية أقريو وأعجبت بمجموعة …